منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   بلغني عنك (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=42113)

صفراء 05-17-2020 04:57 AM

بلغني عنك
 
.

إلى الغريب الحبيب !

أمّا بعد ،

بلغني عنك ما اقفرّت منه العيون ذُهلا، وضحكت منه الشغاف حزنا، وأعادني بكل هذا الوصب أسكب محبرة العتب ولا أحفن إلا الفراغ .

كأي ما اعتدت مني واعتدت منك، وهذا الفراغ المتسع البارد، وهذا الشعور العالق في الخنجر المغروس في حنجرتي، وأنت في عيني تطفو ولا تقع،
وأنا المتشبّث برمشك كي لا أقع، أزجي إليك تلهّفي وحنيني دون الخذل والحزن.
ثم من بعد صلاتي الدائمة : أن يرعاك الله ولا يريك هم هذا الفراق، ولا يذيقك مُرّ الاشتياق..
كيف مضت الأيام بقلبك المُهمِل و قلبي المُهمَل دون أن نلتقي في نقاط الحياة رغم الجيرة؟
وأنا -والله وبالله وتالله- حجبت الوله عن عيني وجمّدت هذا القالب المدعو قلبي، و نزحت عنّي ساخرا مني، وازدحمت كي لا أفرغ وتغزوني ذكراك،
إلا أن اسمك اللغم في روحي والسُمّ في دمّي و زلزال قلبي..
كيف اعتدت المضي دون الالتفات ؟

أشعر بك في عيون الغير ، أراك كالوهن في رئتي واضح لا غبار على وجهك، لهجك المحبوب في أصواتهم ولهجهم المُعتاد في وجهك، وهذا الأمر الذي لا يعنيني يُعنّيني ..
وإن الظن إثم، وأنا آثم بك من قبل ومن بعد، كشجرة عارية لا القاحلة روتني ولا الراحل استظل بي،
أرمي إليك التحايا دون صوت وألحظك أينما كنت، و قرارة نفسي تُدرك هذا الوهم القديم وهذا الزيف وهذا الملل ،
أجرّ يقيني و أخبّئه كأنه سكّين البقاء الموؤود. ولا أصبر.
آسف جدا؛ و أسفي أني لا أملك للخذل إجابة إلا البرود
أسفي أن البرود نهايتي، وأن النهاية طويلة لا تلحقها بدايات أخرى ..
وأنا ظننت أني انتهيتك ما حسبتُ أني انتهيت.

وأنا - يا حبيب عمري-ما أنا بلائم ولا عاتب ولا حزين إنما عدت إلينا وكرهت ضعفي القديم، وقلقي و خوفي والشعور المُسيّر دون اختيار،
فُجعت بموت عقلي من سذاجة قلبي ومن جرحك الذي لم ألحظ تكراره إلا الآن !
وكيف كان العفو هيّن!
والتناسي وارد؟
والتغاضي دائم !
كيف احتقرتني وأنت المُعظم في!

بلغني عنك،
أنك اشتقت وأنك تقت وأنك عاشرت وما وجدت، وأنك قلت ما قلت وندمت،
وأني والله ما ندمت ولا تقت ولا فقدت إنما أكلني اليأس و التهمني البؤس وما وجدت للنجاة طريق إلا التغاضي عنك و الانحباس في تيهي عنك .

بلغني عنك،
وما أنا واثق مما قيل وما سيقال، وما قالوا،
وما أنا بذاك الساذج القديم ولا المعمي عن سهامك المسمومة المصوّبة قصدا إلي تنتشر في القلب وهنا وتدّعي أنها لهب مرّ على عجل وأحرقني دون قصد !

بلغني أنك عدت ..
وأنا آسف أني تركت الخارطة و الحنين وبترت قدميّ قبل الزحف بعيدا عنك.

بلّغوني عنك، وأنا راحل قبل البلااغ إلى حتفي ولا ظل يتبعني أو يحيط بي ،
ولا أمل يغيثني ولا يأس يكبّلني، ولا نفس لي ولا روح ولا قلب ولا شعور !
بلغني الكثير عنك وفاتك أن تُبلّغ عني الكثير .
أن تقرأ رسائلي الطوال الكثيرة المُرماة في الأمس.. أن تحفن أشلاء صبري وتعينني على المجاملة...

بلغني عنك .. و لم يبلغك عني !


سالم حيد الجبري 05-17-2020 04:48 PM

ماذا أقول إن شابت هذي الضَّفائر،
وضاع الجنون،
ودار السَّواد حول العيون،
وتراءت في ناظريَّ زوابع غبار ؟!!
ماذا أقول إن أحترق الورد في وجنتيَّ،
ولاح رماداً بعد إستعار ؟!!
ماذا أقول إن تلاشى الصَّباح في خديَّ،
وتوارى القمر،
وخَفَتَ العسل،
وجفَّ الخمر بثغر الأقاح،
وبدت شفتيَّ جدباً بعد المطر ؟!!

/

صفراء يا جميلة ..

الموت غرقاً أفضل من الموت ظمأً في الفياف البعيدة :)

ودٌّ لا يبور !

قايـد الحربي 05-17-2020 11:28 PM

:
صفراء :

تقول أنّ الأصفر شمس ،
و سنبلة ..
و في كل سنبلة مئة حُبّ ونبض .
؛
بلاغٌ مُتقَن البلاغة ، و إنْ غاب فيه التأنيث ..
إلا أنّ الضمير فيه لم يستتر .
،
شكراً لأصفرك المشرق

عَلاَمَ 05-18-2020 03:20 AM

.

بَلاغ مَوءُود، في تُربة وَصلٍ جَاف
ومعاني اللقاء قد جرفتها الرياح ..

،

صفراء، شكرًا لك


نادرة عبدالحي 05-19-2020 01:54 AM


رسالة بليغة مكتنزة المفردات والوصف الذي لا يترك الذاكرة بسهولة

رسالة هادفة ولا تخفي محتواها ، مُباشرة واضحة وفنية المبنى واللغة ،

الكاتبة تمنح القارئ صورة فنية رائعة وتعتبر إلتقاطة فنان مُحترف ،

اقتباس:

أراك كالوهن في رئتي واضح لا غبار على وجهك
قضية العقل والقلب والصراع الذي لا ينتهي بينهما ، إعتراف بالفجيعة للعقل

والسبب سذاجة القلب الذي لا يصغي ابداا ،

اقتباس:

فُجعت بموت عقلي من سذاجة قلبي
الكاتبة الفاضلة صاحبة الرسالة الأدبية الجميلة سعدتُ بمجالسة حرفكِ ،

دمتي بالف خير ودام إبداعكِ ،

د. لينا شيخو 05-19-2020 04:10 AM

من فاته قطاف التفاح
سيقرأ ذلك في وقت ما!!
نص بليغ ورسالة من ورد ودم ..
كأنني بين اوراق الورد للرافعي
تحياتي ومزن تقول : "رائعة"

صفراء 06-01-2020 12:57 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم حيد الجبري (المشاركة 1169172)
ماذا أقول إن شابت هذي الضَّفائر،
وضاع الجنون،
ودار السَّواد حول العيون،
وتراءت في ناظريَّ زوابع غبار ؟!!
ماذا أقول إن أحترق الورد في وجنتيَّ،
ولاح رماداً بعد إستعار ؟!!
ماذا أقول إن تلاشى الصَّباح في خديَّ،
وتوارى القمر،
وخَفَتَ العسل،
وجفَّ الخمر بثغر الأقاح،
وبدت شفتيَّ جدباً بعد المطر ؟!!

/

صفراء يا جميلة ..

الموت غرقاً أفضل من الموت ظمأً في الفياف البعيدة :)

ودٌّ لا يبور !

غرق في الظمأ يسحب الملام عن الكلام بجاذبية الأسف
لا يروي ولا يميت ولا نجاة منه
إنه كما أسلفت يقتنص السواد من الهامة ويرميه على العيون !

بهجة غامرة وابتسامات امتنان مزهرة نبتت على الاقتفاء طويلا .
شكرا جزيلة يا أستاذ سالم وَ أُسعدت أبدا .

صفراء 06-01-2020 01:01 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قايـد الحربي (المشاركة 1169187)
:
صفراء :

تقول أنّ الأصفر شمس ،
و سنبلة ..
و في كل سنبلة مئة حُبّ ونبض .
؛
بلاغٌ مُتقَن البلاغة ، و إنْ غاب فيه التأنيث ..
إلا أنّ الضمير فيه لم يستتر .
،
شكراً لأصفرك المشرق

أهلا خضراء مزهرة يا أستاذ قايد
مسقية بالشكر الجزيل على ما نالت صفراء من شرف
إنما البلاغ أسقط الجنس وتأبط المجهول
ممتنة لك على اللطف و الكرم .




الساعة الآن 05:25 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.