منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   جاذبيّةُ الرّياح .. ! (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=19098)

د. منال عبدالرحمن 07-27-2009 01:28 AM

جاذبيّةُ الرّياح .. !
 

لستُ امرأةَ من الشّمع أذوي لرغبةِ الضّوءِ و يعبرني حدَّ النّشوةِ و الاحتراق

ثمَّ أعاودُ الوقوفَ و التّشكّل بفتيلِ أملٍ آخر

قلبي ليس رقعةَ شطرنج يسيرُ على خطّةٍ محكمةٍ للنّيلِ من أوردتِهِ نصراً لشرايينه

و يغزوهُ الصّمتُ لنبضةٍ قادمة خوفاً من حزنٍ مفاجئٍ أو فرحٍ غير متوقّع

يدايَ تحرّرتا من الخشبِ منذُ أن امتصّت النّارُ اهتمامَ البشرِ و تغذّت على مخاوفهم

و نبتَ مكانَ أصابعي عشرةُ أشجارٍ بلوريّةٍ جذورُها الرّياح

قلبي تعلّمَ الطّيرانَ مُذ أن سوّلت لهُ نفسُهُ أنّهُ غيمة

محجوزةٌ أنا في فضاءٍ يتّسعُ لعالمٍ من الأحلام و يضيقُ بلحظةِ توحّدٍ مع الشّوق

عبثاُ أحاولُ التّحرّرَ من سطوةِ جناحيَّ ,

عبثاً أنهالَ بذاكرتي على عينيَّ المتّجهتينِ أقصى الحبّ

عبثاً ألقي بستائرِ الخيبةِ الرّماديّةِ على أشجارِ الصّنوبرِ دائمةِ الأملِ في قلبي

و بقميصِ الخريفِ على خضرةِ انتظارها

عبثاً أصمتُ ,

ليغنّي الحزن ..

:

في حزني مساحةٌ شاسعةٌ اسمها الوطن , و في وطني حزنٌ شاسعٌ كما المسافةُ إليكما

كلّما مددتُ لهفتي , عادَت بخيبتين !

:

الحزنُ لغةُ اللّيلِ , يكسو بهِ صمتهُ العاري

و الصّمتُ حزني الّذي يكشفُ اكتساءَكَ باللّغة

:

بيني و بينكَ تتّسعُ اللّهفةُ و يأخذُ الشّوقَ شكلَ مغاراتٍ تعتلي جبلاُ شاهقَ الدّهشةِ و البكاء

لا تملكُ الذّاكرةُ سُبلَ الصّعودِ إليه و لا يتسلّل إليهِا الماضي ,

أنا بمستقبلٍ دونكَ , تماماً كالحبِّ دونَ بدايات

يسترقُ اللّهفةَ من ارتجافِ أصابعِ الآخرينَ في لحظةِ عناقٍ أوّلٍ يتكرّرُ مئةَ عام

يتشابهُ غرقي بتفاصيلِ الحبِّ مع مراكبِ البّحارةِ البسطاء

يخرجونَ بها إلى عرضِ البحرِ

و هم يعلمون أنّهم يخاطرونَ بحياتهم لأجلِ سمكةٍ قد لا تسدُّ رمقَ حرمانهم !

و يُشبهُ حبّكَ عرباتِ الأمراءِ الفخمة

مزيّنةً بالضّوءِ و القوّة و التّرف

بينما يزلزلُ مطبٌّ صغيرٌ سكينةَ ركّابها حتّى هاوية الابتساماتِ المصطنعة !

:

لماذا كلّما كتبتُ إليكما سالُ الدّمُ من أصابعي و تحوّلت أحلامي السّريّةَ إلى نوارسَ بلا موانئ ؟

لماذا كلّما أفشيتُ بسرّنا إلى الرّيحِ قبّلتني خناجرُ الظّنونِ في عنقي ؟

أيكونُ بيننا وهمُ الطّعناتِ كما الوطن ؟

أم أنَّ أجراسَ حبّكَ ملّت الأنغامَ المعلّقةَ على حبلِ الرّيحِ

و تسعى نحوَ قيدِ اللّحن المجهولِ المتكرّر على ذاتِ الخيبة ؟

:

لا أفتقدكَ ..

تماماً كما لا يفتقدني الياسمينُ المنثورُ في باحةِ طفولتي و صوتُ جدّتي المعتّقِ بالضّوء

لا أفتقدكَ ..

تماماً كما يجيءُ بي الشّوقُ و يروح ,

و يعصفُ بأرجوحةِ لهفتي المعلّقةِ بين شقائقِ النّعمان في حبّك

و لا أهوي !

أو كما لا يفتقدني الوطنُ إلّا على جوازِ سفرٍ قديمٍ و تذكرة

لا أفتقدكَ حتّى حينَ أتركَ ورقتي بيضاءَ بلا شوق

و تطؤها أجنحةُ العصافيرِ فتمتلئُ حزناً !

:

ملامحُ غربتي يلوّنها القمرُ ببريقٍ فضيٍّ يُشبهُ لونَ عينيك

يربّتُ على أرقي و يكتبُ لامبالاتِكَ بالماءِ فوقَ الأزهار

و عندما تُشرقُ الشّمس

يتبخّرُ صقيعُ صمتكَ من أطرافي

و أصحو على مفاجأةِ ربيعٍ آخرَ في صوتك !

:

حبّكَ بعيدٌ كالأفق

متّسعٌ كمعنى الوطن

أستقلُّ الغربةَ فلا أهربُ إلّا إليكما

أمارسُ النّسيانَ فأكتشفُ إدماني بكما

أحدّقُ بالشّمسِ فيشتعل في عينيّ الحنين و في قلبي تتقدُّ حرائقُ الشّوق ..

أخطُّ تمرّدي عليكما بالأحمرِ , فأكتشفُ أنَّ دمي يغزوهُ الياسمين

و يضيعُ في بياضِ الورق .

حائرةٌ أنا بينكما أتحسّسُ الجرح الغائرَ في قلبي

فأكادُ أتلاشى ككلامِ اللّيل

مع أوّلِ خيوطِ الحقيقة

بين دفّتي حنيني بكاءٌ فتيّ مخضّبٌ بالحنّاءِ

يُنبتُ الأعيادَ المزخرفة و الأحزانَ المعشبةِ

كغيثِ الصّحو كلّما هبَّ النّسيان .

يكبرُ الوطنُ في داخلي , و أكبرُ أنا في الغربة ..

أتوهُ في زحامِ العودةِ و الرّحيل

أجدني دوماً بين وداعين

و على حافّةِ فراق

تزلُّ عينايَ و يُمسكني الشّوق

يُمسكني صوتُكَ الهاربِ من ثلوجِ صمتكَ

يشدُّ بأهدابهِ على دمعي

فيطارحني الشّوقُ البكاءَ حدَّ الثّمالة ..

:

يعاتبني المنفى : تحبُّ الفراشاتُ حتفها المُضيء

فيسيلُ شوقي : أحلى الإحتراقينِ مرّ !



صالح الحريري 07-27-2009 02:07 AM



قلبكِ ضوء بللهُ المطر ..!
في صمتكِ زمهرير الرياح الصاخبة بضجيج الخوف ..!
يغني حزنكِ بفضاء تفاصيلك المتعبة وحدها أجنحة الحرية ترفرف داخلكِ ...!
يا لهذا الحزن الغارق بك وفيكِ يــ منال يكاد يهلك جنّة الأمل المحفوفة بسور الأمنيات الهاربة ..!



قرأتكِ هنا بلون غيمة باكية ...
وكم آمل أن تمطر غيومكِ فرحاً لروحكِ البيضاء ..!؟


مودتي ..

تَرَانِيْمٌ الْهَائِمَةٌ 07-27-2009 02:08 AM


[ مَنَالْ عَبْد الرَّحَمَنْ ] ..
مَنْ الْبَحرَ إِلىَ الْبَحرَ وَ مِنْ الْفجر إِلى الْفجر قَرأَتُكِ كَتاب مَفَتُوْح ، طَفُولَة ، حُب ، آمال ، أُنْثَى ، أَحْلام ، وَطن ، منْفى . وَمن أَعَالِيْ أَبْجَدِيَّتَكِ زَرعتِيْ فِيْ الْغَيمْ أَغْصانُ السَّلامُ الحَائِر ُ ..!
مَا هبَّتْ الرَّيح إِلى قَائِلَة شُكْرَاً لِجَاذِبيَّة حَرْفَكِ المُسْتودع فِيْكِ ..

إغفاءة حلم 07-27-2009 03:17 AM



الغُربة هُنا شاسعة البرد ...
وعامرة بالخريف ...
ينبت حولها الحُزن .. ويُغني البكاء العتيق ...

إلا روحك يامنال لازالت العصافير توصي بها لحن الربيع ...
يحمل قلبك أمتعة القُزح .. كُلما أعلن الغمام رحلة المطر ...
ليحفظك الرب ياغيمة :)



ديم بنت فيصل 07-27-2009 03:21 AM



الأمل المزروع في بستان قلبكـِ كفيل بأن

يتسلق قلاع الغربه والحزن ويحطم أسوار المنفى ..

\

غاليتي \ منال

سكبتي مداد الحزن على أروقة قلوبنا بنصكـِ الموجع

لكـِ الود وأعذب الورد http://dc01.arabsh.com/i/00139/skinndzl5pgl.gif



نهله محمد 07-27-2009 03:58 AM



سأعود لهذا الصخب يامنال,
أنتِ لاتكفيكِ كلمة مستعجلة ..

قايـد الحربي 07-27-2009 04:51 AM

منال عبدالرحمن
ــــــــــــ
* * *


جَاذبيّة الرّياح - هُنا - : رَيَاحِيْنٌ مُتَجَاذِبةُ العَبَق ،
أمّا عَنِ الْجَذْبِ : عَذْبٌ يُسْقَى مِن عَيْنٍ دَانيَة ..
تَتَجَاذَبهَا أيْدٍ تَسْتَسْقِيْ البَلَل ، فَتُبَلّل السّقْيَا .

مَنال عبدالرحمن
تُجيْدين تَرتيْب ضّوء الصّباحَات ،
فَتَقْتفِي الشّموْسُ أثَركِ الثَريّ .

:

منال عبدالرحمن
شكراً كَـ روْح .

بثينة محمد 07-27-2009 04:14 PM

الأخت : منال .

إذا كان لكلامي أي أهمية فأنا أعتقد أنه برغم ما قد يعتقده اي ناقد بوجود اي نوع من الخلل فأنا أرى أنه خالي من الخلل بغض الظر عن قدرتي على النقد . أرى افكار ومعاني عميقة و تشبيهات و تلميحات أسرت إعجابي .

مودتي . :)


الساعة الآن 05:22 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.