منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الشعر الفصيح (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   ساعٍ بالبريد (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=38928)

طاهر عبد المجيد 03-03-2018 07:34 PM

ساعٍ بالبريد
 
ساعٍ بالبريد
د. طاهر عبد المجيد


سَئِمْتُ من الحياةِ ومن وجودي
وهلْ تُغري الحياةُ بلا جديدِ

أراها لا كما كانت قديماً
تُفاجئني بتوفيةِ الوعودِ

ولا أدري متى انقلبتْ وصارتْ
تُعاملني بقلبٍ من حديدِ

تُجرجرني إلى موتي كشاةٍ
تُساقُ لِذَبْحها في يومِ عيدِ

كأن العمرَ خطٌ مستقيمٌ
يمرُّ من الوريدِ إلى الوريدِ

تقولُ: لنا لقاءٌ غيرُ هذا
سيجمعنا وما هو بالبعيدِ

هنالك سوف تُلبسني ثياباً
مُفَصَّلةً على قَدِّ الخلودِ

وتُهديني سَعادتها عروساً
بلا مهرٍ يُقدَّر بالنقودِ

فقلتُ لها وقد لَمْلَمْتُ نفسي
وَعُدْتُ إليَّ من أقصى شرودي

جميلٌ ما وَعَدتِ بهِ ولكنْ
أَرى وعداً بلا ياءِ الوعيدِ

لماذا كلُّ هذا بعدَ موتي؟
أَليسَ لديكِ من حلٍّ فريدِ؟

فقالت: لا، فَعالَمُنا أسيرٌ
لمحدودٍ وذاكَ بلا حُدودِ

يقومُ الموتُ بينهما كبابٍ
وحيد للخروجِ بلا محيدِ

أُريدكَ خالصاً من غير طينٍ
كآخرِ ما تَبقَّى من قيودِ

تُحلِّقُ في السَّماءِ بلا جناحٍ
وتجتازُ العصيَّ من السُّدودِ

فَكُنْ في هذهِ الدنيا شهيداً
تَكُنْ يوم الحسابِ من الشُّهودِ

لديكَ وديعةٌ من روحِ ربِّي
سَأُرجعُها بعهدٍ من عهودي

فعذراً يا رفيقَ العمرِ إنِّي
على عَجَلٍ كما فَعَلَتْ رُدُودي

ملاكُ الموتِ منتظرٌ قدومي
وما أنا غير ساعٍ بالبريدِ


السويد 1/2/2018

سيرين 03-03-2018 08:55 PM

كم اتقنت في وصف غوايتها وكانت كمخطوط
يوثق رحلة نهايتنا بها
قصيدة فارهة الألم لكنها ممطرة حد ملامسة الغيم
وخجل الضياء من ظله ليسقط طوافا بدائرة السعي بمحرابك
فهنيئا لمساء وطيء هذا الابداع الفريد
دمت شاعرنا المبدع " طاهر عبد المجيد "
فتنة حرف تتوق لها الذائقة الادبية
مودتي والياسمين

\..:icon20:

سليمان عباس 03-03-2018 11:49 PM

شعر حقيقي
لله درك يا طاهر

إيمان محمد ديب طهماز 03-04-2018 05:27 PM

الله الله الله

يقومُ الموتُ بينهما كبابٍ
وحيد للخروجِ بلا محيدِ

أُريدكَ خالصاً من غير طينٍ
كآخرِ ما تَبقَّى من قيودِ

هذه هي حقيقة الأمر
الفكر بالقصيدة أجمل من أبياتها و أعظم
بحقّ بوح يلامس السماء تألقا
قصيدة من روائع الشعر
و قافية تلامس القلب
الأبيات تُكتب بماء الذهب

سلمت الأنامل و سلم اليراع و مداده

رشا عرابي 03-04-2018 07:32 PM

إرهاصات تعقّبت مكامن الشجن وألقت عليها كلاليب
الحقائق تتلقّف مسببات الهاجس

المشاهد التصويرية تكاد تُلمس
بوجعها وخوفها وحقيقتها

مطواعٌ هو الشعر لك
لك التحايا من وريد الآن بيلسان

طاهر عبد المجيد 03-05-2018 12:26 AM

أختي الكاتبة المتألقة سيرين:
تعليقاتك على ما أكتبه أشبه ما تكون بقصائد النثر بل هي كذلك وأراها تتفوق على قصائدي بسمو المعنى وقوة المبنى ولا أدري بماذا وكيف أرد عليك بما يليق سوى بالصمت المعطر بالشكر.
تحياتي

طاهر عبد المجيد 03-05-2018 12:29 AM

أخي الشاعر عباس:
شكراً على الوقت الذي أعطيته لقراءة قصيدتي، وخير الكلام ما قل ودل.
تحياتي

طاهر عبد المجيد 03-05-2018 12:41 AM

أختي الشاعرة إيمان طهماز:
لقد لمستي بالفعل منهجي في كتابة الشعر وهذه فرصة لأقول كلمة مختصرة في هذا الموضوع.
أعرف أن الشعر يقوم على التصوير أكثر بكثير من الاستغراق في التفكير. وربما الفكرة بثقلها تشد القصيدة إلى أسفل بينما الصورة الجميلة تحلق بها في السماء. أعرف هذا ولكني لا أعتبر نفسي شاعراً بل مجرد إنسان لديه أفكار وتأملات في الحياة يريد أن يعبر عنها فذهب إلى سوق الشعر ليشتري لها أجمل الثياب، فقد يحسن الشراء وقد لا يحسن وهذا ما أفعله أنا.
على كل حال أشكرك على تعليقاتك التي تعطيني الأمل وتشجعني على التردد إلى سوق الشعر.
تحياتي


الساعة الآن 08:03 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.