منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد القصة والرواية (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=33)
-   -   أنا والبحر .......... (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=41163)

عبدالحليم الطيطي 09-21-2019 02:44 PM

أنا والبحر ..........
 
،،،أنا والبحر ،،،
.
**قال: دخلتُ البحر ،،أعوم وأنظرُ إلى موجه العالي وأضحكُ له ،، كنتُ فتىً قويا تغريني قوّتي بالعراك ،،أريد أن أعارك دائما شيئا لا أراه ،،وكنتُ أحبّ البحر ، أحبّ أن أنظر في مداه ،،وأظلّ في مداه ولا أعود ،،!
،،وسبحت إلى الأمام أعلو موجه وأهبط ،،حتى ابتعدتُ في العمق ،،صرتُ في وسطه ولم أعد أرى الشاطىء ،، ! أنا في البحر ،،لا أحد معي !! أنا والبحر فقط
.
،،أحسستُ كأنّ البحر حوتٌ عظيم ،،وأنّي مع الموت نفسه ! ،،وكيف أعود إلى الحياة ،،التى تركتها على الشاطىْ ،،! ذلك الشاطىء الحبيب ،،صار في عيني كأنّه حافّة جَنّة ،،،!
.
تصلّبَتْ عضلة ساقي اليسرى وتذكّرتُ رواية -الشيخ والبحر - وأنّ الأناة والصبر والحكمة ،،،هي طُرُقٌ للحياة لا تزلُّ ولا تُخطِىء ،،،وصرتُ أريحها وأعوم بساق واحدة بهدوء شديد ،،وفجأة قرَّرتُ العودة إلى الأرض ،،!
.
لا أدري لماذا أحسسْتُ بالحزن ،،أترك البحر وعراك الموت ،،،!فمن أعارك ،،! ليس في الأرض شيء تعاركه سوى نفسك ،،! فالحكيم لا يعارك سوى نفسه والسفيه يعارك الآخرين ،،!ولكنّي أعاركها أحثّها لتصل أقصى ايمانها وعلوّها ،،لا أحثّها لتتلطَّخ بشهواتها ،،!
وانثنيتُ لأعود من هذا الشيء الذي لا ينتهي الى الأرض المحصورة في قدمي ! ،،أحزنني أن أترك البهو المديد الذي كان يذكّرني بالخلود وعمقه واتساعه ،،،وقلتُ - وأنا في طريق عودتي الى الشاطىء ،،أعوم بساقٍ متصلّبة -،،: هذا الجسم مثل آنية الفخّار ،، يحاصر روحي التي تتمدَّدُ فيه ،،،أو تطير منه ،،!
.
،،جسم من التراب يمرض كلّ حين وتبكي فيه الروح كلّ حين ،،،لا يساعد ني أن أدور في الأفق ،، أو أقطع البحر ،، أو أعلو إلى آخر السماء ……! يحاصرني هذا الجسم الترابيّ ،،ويحطّم قوّة روحي ،،ويمنع علوّها دائما ،،،،،،فلن أكون في داخله غير شيء حبيس ،،،وأعظم ما يعمله الحبيس ، أن يصارع حبسه ،،،،!
.
وكلّ من لا يصارع هذا الحبس هو روح ميّتة ،،،نريد أن نعود الى السماء ،،،بطهرها وصفائها وسلامها ،،،ونسكن فيها ،،،تريد الروح منزلها وعودتها ،،ولا تعود ،،،،إلاّ أن يُحبَس هذا الجسم في القبر كما يُحبَسُ مارد الشيطان ،،،فيسمح الله لنا بالدخول في عباده وجنّته ،،،،
.
,,وبدأتُ أرى الشاطىء ،،واحسْستُ بالأسى ،،فشلتُ مرّة أخرى ،،لم ينجح فِراري من الأرض ،،أعود دائما كما كنت ،،! كما كنّا نعيش ،، يوما معروفا من أوّله إلى آخره ،،وأنا أريد الحياة الحيوان ،،التي تتجدّد لا تعيش فيها إلاّ لحظة جديدة ،،لا تُعاد إلى الأبد !! ،،،أحسسْتُ بأحدهم يقول لي ،،: أنت تستعجل الجنّة فقط ،،احساسك بجسمك قليل وتكاد تطير ،،!
.
وهناك أناس ،،يُعذَّبون بجسمهم كما تجُرُّ بحبل ظبيا على الأرض الوعرة ،، وتُحزنهم شهواتهم ،،لأنها تذكّرهم دائما أنهم ليسوا في السماء ،،هناك أناسٌ ،،كالمسافر الذي أرهقت الطريق قدميه ،ولكنّ عينه تنظر في الأفق يحلم دائما بوطنه ،، السماء وعلوِّها
.
ووصلتُ الشاطىء ،،،ودخلتُ في كلّ شيء ،،،أناسا وطُرُقا ،وجيوشا في الشوارع ،،ومنازل ،،،ولكن ليس شيء في الأرض إلاّ بدا لي كما تبدو الصورة في مرآة مهشَّمة ،،،،،،،،! جيوش لا تحمى بل تقتُل ،، ولو اجتمع الناس في صحراء ،،لأخذوا من بعضهم حقوقهم أكثر ممّا تؤدّيه الِدوَل ،،،،!
.
...ورأيتُ وأنا خارج من البحر ،،فقراء ،،ينظرون إلى البستان ،،ولا يأكلون منه ! يقولون لهم : هو لفلان ،،! ،،،ولو ظلّت النعمة لله لما منعها الله ،،ولا يُعطي نعمة الله كما أخذها إلّا الصالحون
.
ورأيتُ ظالمين يطحنون في طريقهم كلّ شيء ،وضعافا ،يبتعدون عن طريقهم ،،يهربون كالفئران الصغيرة ،فقلتُ : لو علم الله أنَّ الإنسان قادر على العدل لما أرسل ملَكَا من السماء ،،يقرأ على الناس شريعة عدله ،،،،،! فتعجَّبتُ كيف يقبل الناس معلّما للحقّ مهيبا لا تملك عصيانه ،،، غير الله ،،،أيقبل أحدٌ ظلمه وجوعه ،،،! ومهانته ،،،
.
ورايتُ وأنا خارج من البحر ،،أنَّ الموت لم يكن في البحر ،،بل في هذه الأرض ،،تلتمع عيون الموتى والجَوعى والمذعورين ،،،،،،،،!في شوارعهم المزدانة بالأضواء ،، والأشجار ،،
.
.
.
.

الكاتب /عبدالحليم الطيطي

نادرة عبدالحي 09-21-2019 03:47 PM


حديث النفس هذا بين السابح ونفسه يطيب لي مُجالسته ، قصة تتداخل

في فلسفة تقبل الإنسان وجوده على هذه الأرض ، وهروبه والنجاة بنفسه

من أنياب البحر التي قليلا وإفترسته ،

أعظم ما يعمله الحبيس مصارعه حبسه ، نعم بالفعلا هو التغلب على وضع

أجبر على العيش فيه سواء حبس صحي او جدران سجن دُفعَ إليها لنبله

وحبه لبلاده واخلاصه ، وكثيرة هي الحالات التي يكون الانسان حبيس فيها

فلا يجد إلا خوض النضال لهذا الحبس والقيد إما أن ينتصر إما أن يبقى حبيسا لا أكثر ،


اقتباس:

وأعظم ما يعمله الحبيس ، أن يصارع حبسه ،،،،

يبين لنا الكاتب انواعا من الناس ، أما النوع الأول ما دامت الشهوات ذكرتهم انهم ليسوا في السماء

لن يستطيعوا فك الحبل والتخلص من العذاب ،

وأما النوع الثاني هم أصحاب إرادة قوية ولا يستسلمون لطول ووعر الطريق ،
اقتباس:

وهناك أناس ،،يُعذَّبون بجسمهم كما تجُرُّ بحبل ظبيا على الأرض الوعرة ،، وتُحزنهم شهواتهم ،،لأنها تذكّرهم دائما أنهم ليسوا في السماء ،،هناك أناسٌ ،،كالمسافر الذي أرهقت الطريق قدميه ،ولكنّ عينه تنظر في الأفق يحلم دائما بوطنه ،، السماء وعلوِّها
فعلا الخلاصة موجعة حتى النخاع والواقع اشد إيلاما ،

على هذه الأرض ترى الكثير لهذا تتمنى الراحة الأبدية ،

وكُلما عاشر الإنسان البشر وتقرب وتنوع في علاقاته يجد الكثير مما خُفى،
اقتباس:

ورايتُ وأنا خارج من البحر ،،أنَّ الموت لم يكن في البحر ،،بل في هذه الأرض
يسعدني مجالسة هذا الفكر الذي أبحر بي إلى عُمق الحياة

سلمت يداكَ ودمتَ نبراسا،

عبدالحليم الطيطي 09-25-2019 02:37 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادرة عبدالحي (المشاركة 1129650)

حديث النفس هذا بين السابح ونفسه يطيب لي مُجالسته ، قصة تتداخل

في فلسفة تقبل الإنسان وجوده على هذه الأرض ، وهروبه والنجاة بنفسه

من أنياب البحر التي قليلا وإفترسته ،

أعظم ما يعمله الحبيس مصارعه حبسه ، نعم بالفعلا هو التغلب على وضع

أجبر على العيش فيه سواء حبس صحي او جدران سجن دُفعَ إليها لنبله

وحبه لبلاده واخلاصه ، وكثيرة هي الحالات التي يكون الانسان حبيس فيها

فلا يجد إلا خوض النضال لهذا الحبس والقيد إما أن ينتصر إما أن يبقى حبيسا لا أكثر ،





يبين لنا الكاتب انواعا من الناس ، أما النوع الأول ما دامت الشهوات ذكرتهم انهم ليسوا في السماء

لن يستطيعوا فك الحبل والتخلص من العذاب ،

وأما النوع الثاني هم أصحاب إرادة قوية ولا يستسلمون لطول ووعر الطريق ،


فعلا الخلاصة موجعة حتى النخاع والواقع اشد إيلاما ،

على هذه الأرض ترى الكثير لهذا تتمنى الراحة الأبدية ،

وكُلما عاشر الإنسان البشر وتقرب وتنوع في علاقاته يجد الكثير مما خُفى،


يسعدني مجالسة هذا الفكر الذي أبحر بي إلى عُمق الحياة

سلمت يداكَ ودمتَ نبراسا،





ودمت يا استاذة/ نادرة ،،،شرح وعمق وبلاغة وألف سلام اليك وألف شكر

سيرين 09-26-2019 02:26 AM

بطن الحوت اصدق حالات الموت
تعددت النهايات والموت واحد
سرد قصصي رائع قارن بين الارض والبحر وتربص الموت لنا في كلاهما
بلاغة وعمق فلسفي اراد للروح التحرر من قيدها الجسد
النزعة الدينية اشبعتها بروحانيات سكنت النفس بالطمأنينة والسلام
دمت والالق كاتبنا المبدع \ عبدالحليم الطيطي
مودتي والياسمين

\..:icon20:

عبدالحليم الطيطي 10-10-2019 11:33 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيرين (المشاركة 1130260)
بطن الحوت اصدق حالات الموت
تعددت النهايات والموت واحد
سرد قصصي رائع قارن بين الارض والبحر وتربص الموت لنا في كلاهما
بلاغة وعمق فلسفي اراد للروح التحرر من قيدها الجسد
النزعة الدينية اشبعتها بروحانيات سكنت النفس بالطمأنينة والسلام
دمت والالق كاتبنا المبدع \ عبدالحليم الطيطي
مودتي والياسمين

\..:icon20:

ودمت ودام لطفك ودامت بلاغتك وثقافتك وسلامي اليك

عبدالحليم الطيطي 12-10-2019 03:04 PM

وحين يأخذنا بعضُ ايماننا إلى السماء ...
.
ألا يذهب شيءٌ معنا ،،،،،،،،من كلّ هذا العالَم الذي مررنا به ،،!أيها الرفيق !!
.

عَلاَمَ 12-12-2019 03:00 PM

.
الهُروب من الموت إلى الهلاك رَغبة في الحياة..
لكن الحياة ذاتها هَاربة.. وخاطفة كُل حي في طريقها.. إلى الزوال.

،
شكرًا لحضرتك.

عبدالحليم الطيطي 01-24-2020 10:44 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عَلاَمَ (المشاركة 1147349)
.
الهُروب من الموت إلى الهلاك رَغبة في الحياة..
لكن الحياة ذاتها هَاربة.. وخاطفة كُل حي في طريقها.. إلى الزوال.

،
شكرًا لحضرتك.

أشكر عمقك وأسلّم كثيرا عليك


الساعة الآن 08:07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.