منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   هاتف محمول : يحمل صاحبه (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=18887)

خالد الداودي 07-11-2009 11:48 AM

هاتف محمول : يحمل صاحبه
 
لـ غروب الشمس في افيان .. شروقُ في دمي

كاد الحديثُ المؤُجلُ بينهما يموت لإنتظار صوت تخّبيه الافواه في زنزانة القلوب والضوء اشارات حمراء تومي بتوقف جزيء للجسدْ .الماء يخرجُ عبر مسامات الملح للنفاد وملابس الحيرة تلقي على الوجه خوفٍ شديد من غدٍ قريب ينصب سارية الامل على تلال عربيه والمجد والخيام لباريس. كل ليلة يحتضر حارسها على بوابة القلب الممردٍ تتشكل في وجهه قريةً عظيمة لا يعرفها العابرون على سيماءه ويطرق الذاكرة ناقوس جرح معطل خوفا من ميلادِ آخر في سكة الشريان فيمضي غريبا في تلهفّه وانكساراته هاربا ببصره الى جزر وواحات خضراء تشبه الحر في صفرته شده، مستجديا صوتا غائبا عن مداعبة اسماعه .. يحك اذنه بيده مقتفياً همس نبضات تبدو خافته وفي الاخرى هاتف خلوي يواسيه غياب صوتٍ له في المواني سورة وفي الرمال آيه يواسيه كـ:- قريب يعكس ترحال الشعور في شرايينه حيرة من دمه ويرتدي جسدا مُهندَما دون انثى عابقا دون يدْ ..قائلا اشبهك انا اقرب منك اليها وهي اقرب اليّ منكْ. انا من سيصلك بعالمك الاخضر البعيد فأنتظر اهتزاز شعوري حينما يكون الصمت مليئا بالحركة واعلم ان لغربتك داخل الوطن فوضوية التمسها في انامل حيرتك الراكضة يمينا وشمالا على صدري وان لصباحاتك حديث يتسلل مسامعي واعرف ما ترمي اليه دون قوس ونشاب قبل ميلاد الكتـابة. لا تستغرب معرفتي بما تقول قبل نطق ولا تخف ان نثرت لك ابجديتي البريئة لترسلها من روح تعانق نبض الى نبض يعانق روح.

سآخذ رسالتك كهدهد طيف حزين اضناه المسير وتأخر دون خبر فَرْفقا به حينما لا يكون حولك سواه. سأحدثها عنك حينما يكون فؤادها فارغا واشعل لها قبسا تمسكه بيدها وتستنير به الى قلبك واستند على اريكتها صامتا بعد قرائتك/قرائتها لك كـ:/ يقظ يتسّند رموش عينيها الهاربة اليك وامعن في عيناها حتى تذوب من الجوا شاعرا يصب لها من الحنين قصيدة تحتسيها حين برد وانسج لها من ذات الحرفِ معطفا تلف به الليل وتشمه في الصباح كـ اعمى يستجدي بصرا من غياب.
مهلا سأجعلها تضمني الى قلبك لتكره اسئلتك الباليه وترمي بأجوبتها عرض الحائط ليجيبك القدر ما تريد او يعاندك. لا تبتئس ان تسّمرت ابواب القبول الامامية وليكن وصولك الى الروح مستحيلا ... أما علمّتك التجارب ان المستحيل ضوء لما يليه .. لا تبتئس سأطرق الابواب وأقف برسالتي ساعيا بين الروح والقلب لاخبرها ان مُرسلي بإستطاعته غرس حلم آخر في حدائقكْ فأفتحي له الابواب اعرفه جيدا "اذهب ولا يذهب معي اراه بجانبي اتحدث اليه ويسمعني ولا يسمع الاخرين"، فمرّة ً توقف عند باب المسجد وقلبه ينازعه خطوته حتى دخل ونسي الصلاة فصلّته ثم سألها هل قمت بواجبي ام قصّرت الحضور. كان بيده ان يؤّجل الدخول لكن نصفه الكامل كان معه رحمة من ربّك .. اعرفه مبجّلا امام الناس فقد رافقته في الاحزان والمسارح غير مكترث بحضور الاخرين من حوله وقلت في نفسي حينها يبدو ان شخصية اخرى تحاول تجسيده بعيدا .. فلا استغرب نسيان شيء من جسده لأنه كان مهرولا يقول للغة اسرعي بما اؤتيت من نفس تاركا شيئا يسيرا لقلبه كي لا تموت الحياه. اعرفه كريماً بقدر ما يرسل من نبض يتدفق كنتِ تأخذين منه قطرة قطره حتى صار له اختناق في الشرايين .. اعرفه صبورا كلما ارسل عيناه الى وجهي المضيء يرتد بظلام عابس فيمّني نفسه "فيقول سقطت عيني سهوا ولم يسقط القلب" سيدلني القلب اين سقطت .. حتما لن تكون قرطا يقتل الحجاج بل سيقتلني القلب ان سقط بعيدا عن مضاربها سيقتلني اذا ما سار به هودج الظنون كمتاع لذيذ مؤجل او نزهة قلب تنتهي بعد افيان ......

يا رفيق دربي ها انا احمل ذات الهم منذ الصدمة الاولى فلا تؤاخذني بما نسيت سأسرها حينما تكون بعيدة عن صديقاتها سأسرها حينما تلامس الاصداف حين تركض للزرقة واقول عرفته شاعرا وسيما ينحت من تضاريس لغته قصورا آمنه فأهربي اليه من برد ولا تلتفتي لن يقع في قلبك زيف رجل. شاعرا يتشكل اسما في الموج ياخذ حنطته من الجبال فاركضي واصرخي لستُ صلدا انا بشر لي قلب لن احرمه شروق رجل يضيعني في مداره. وان كانت الغيوم ملبدّه لا تزال عروقي تعرف النخيل حين يهتز الوجود وأضربي برجلك صخر افيان سينفلق القلب حبا تقيّا واهمسي لي بعدئذٍ ماذا اقول ..... مهلا سأعود برسالة منها ... او هديه..



خ

إبراهيم الشتوي 07-11-2009 02:54 PM

هو هكذا يا خالد ..

رسول لا يمل ولا يكل من حمل صاحبه ..

وهو الأقدر بحفظ السر في تضاريس لا يسعى بالوشاية ولا يسري بالخبر في آذان المتطفلين ..

كلماتك سرب سنونات تغري زرقة البحر ، ولغتك سماء عالية عليا ..

فشكرا لك على حضورك وحبورك الذي تركته لي هنا ..

دمت خالدا بالقلب ..

تقديري .

صبا الكادي 07-11-2009 04:32 PM

خالد الداودي

لا أعلم لماذا قرأت وأنا أطوي ذراعاي وكأني تلميذة في الصف

كان الوصف دقيق ف تأملته ك لوحة فنية وتشرب الفكر الوانه

نص باذخ

سلمت وسلم قلبك

د. منال عبدالرحمن 07-12-2009 10:58 AM

أتعرفُ يا خالد كيفَ تتقمّصُ الرّيحُ أصواتّنا , ثمَّ تهربُ بعيداً , هناكَ حيثُ لا كهفَ تأوي إليهِ و لا جداراً من صممٍ تصطدمُ بهِ قترتدُّ حسيرةً , كليلةَ الصّدى ,
تهتزُّ لأصغرِ الأشياءِ أجنحةً و تذوي !
هي تهربُ بعيداً حيثُ تستطيع قولَ كلِّ ما نريدُ عشقَهُ و اعتناقَ حزنه , بعيداً عن أسرِ انتقاءِ المناسبِ من الكلماتِ , و اللّائقِ برغبةِ الآخرينَ و المسموحِ بهِ شوقاً ...
هناكَ قفصٌ شديدُ القضبانِ يقبعُ بينَ أيدينا و هاتفٌ يهتفُ فقط بالأجنحة المتكسّرةِ النّافذةِ مثلَ أشعّةِ الغروبِ إليه ..
هناكَ حارسٌ يراقبُ الحروفَ و يختطفُ الجميلاتِ منهنَ اللّواتي لم يخبِّئنَ غوايةَ حروفهنَّ ترفاً بالحريّةِ ...
هناكَ أثيرٌ يجيدُ نقلَ البردِ و الخوفِ و الحزن , و يفشلُ في الحبِّ و الأمنيات , لتبقى هائمةً على وجهتها حتّى صدفةٍ أخرى ..
هاتفٌ محمولٌ يحملُ صاحبَهُ إلّا أنّهُ ينقلُ بعضَهُ و يتجوّلُ ببعض و يحلمُ كماهُ بشعاعٍ من الكلماتِ يتسرّبُ إلى الآخر , دون وسائط !

قادرٌ أنتَ على صوغِ الكلماتِ شِعراً , على ابتكارِ لحنٍ من نوتاتِ الحروف ,
كلماتُكَ تخرجُ من أصابعكَ بيضاءَ من غير سوء , و تتفرّقَ ألواناً على العابرين , كلّاً بحسبِ حزنه ..

سلمتَ و طبت .

نهله محمد 07-12-2009 10:43 PM

سأعود لهذا النص بذهن أصفى , أخشى أن يجحفه الرد الخاطف..
سأعود له ..

خالد الداودي 07-14-2009 03:41 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إبراهيم الشتوي (المشاركة 489519)
هو هكذا يا خالد ..

رسول لا يمل ولا يكل من حمل صاحبه ..

وهو الأقدر بحفظ السر في تضاريس لا يسعى بالوشاية ولا يسري بالخبر في آذان المتطفلين ..

كلماتك سرب سنونات تغري زرقة البحر ، ولغتك سماء عالية عليا ..

فشكرا لك على حضورك وحبورك الذي تركته لي هنا ..

دمت خالدا بالقلب ..

تقديري .


الانيق/* ابراهيم الشتوي

تبدو ازراره ضيقة
لدرجة انها تشعرني بإختناقه
لذلك عمدت اقصائه عني لبعض الوقت
لكي لا تضيق به الدنيا واقفلت اسماعه حتى لا يسمع صوت الجدران وتنهيدة الكتابة

لهم :-

لو كان قلتوا لي كلفت انا راعي
يمسح خطاويكم عن درب اثامي
تدرون من عامين غلّقت اسماعي
عن صوت جدراني وتنهيدة اقلامي


ايها الجميل /* شكرا جزيلا لألقك

خ

خالد الداودي 07-14-2009 03:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صبا الكادي (المشاركة 489536)
خالد الداودي

لا أعلم لماذا قرأت وأنا أطوي ذراعاي وكأني تلميذة في الصف

كان الوصف دقيق ف تأملته ك لوحة فنية وتشرب الفكر الوانه

نص باذخ

سلمت وسلم قلبك


المترفة شعورا ً
صبا الكادي

كلنا تلاميذ يعبثون بالشعور الداكن
ضنا منهم ان الالوان تفتح بعد الكتابه

وما ان اسرفو في الكتابه :- حتى تكدّست الالوان في الصوره واصبح من الصعب استخراج الملامح

صبا الكادي
بحجم تبجيل هذا النص انحني لتواضعك
شكرا من القلب
كثيرا لكِ

خ

نهله محمد 07-14-2009 09:30 PM


الشبكات المزروعة في الأثير ,
تمريرة سرية للحب ..
رنين الهواتف أحلام متقطعة ,
ورسائلها عجرفة أمنيات تصل وقد لاتصل ,
وفق أمزجة الأثير,,

خالد..
اللغة الشعرية الطاغية هنا ,
دثرتني بحب ..
وارتقت بي حيث مقعد قبالة رسالة حب قصيرة...
" النص كله همسة تشبة تفاصيل الماء "


الساعة الآن 02:59 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.