[ شهَادة وفاة لِطفل عربي ]
ولدتُ نَاضِجاً
بِعقلٍ يَكبُرُني سِنـاً ! لـِ أجدَني انا وطفْولتي مسحُوقَين معـاً ! لازلتُ اتذكرُ تِلكَ اللحظة.. حين تقيأتُ حليب أمي وهربتُ مِنْهــا واخذتُ سِجارة أبي وأحرقتُ رئتـي بِهــا ! كان أبي مصعوقاً حين قُلتُ لهُ : [ يا بُني ]..!! خُذ ألعابي و الْهُ بِها قليـلاً قبل أن تلهو بكَ الحياة طويـلاً ! كان ينظرُ إليّ وهو مُتعجب ومُرتعب قُلت لهُ لاترتاب يا أبتِ .. لستُ ملاكاً ولا عفريـتا ولكنّني عشتُ طفولتي في رحم أمي وأكتفيــت ! استرقتُ السمع منكـــم سمعتُ صـوت تأوهاتكـم ونُبتت بداخلي أوجاعكم استَمعت معكُم لـِ أصوات الرّصَاص ولِصُراخ بريءٍ حُكمَ عليهِ بالقِصاص ! استمعت معكم لنشرة الأخبـار ولدويّ ذلك الإنفجار وصفير القذيفة التي اخترقت الجِـدار .. سمعتُ صوت الأم المسكينة وهيَ تبحثُ عن جُثةُ طِفلُها تحت الرّكام..* أدركتُ حِينها أني سأولدُ بِوطنٍ غير قابِل للعيش أبداً وتِلكَ الحياة غيرَ صَالحةٍ للصِّغـار.. وقبل أن تلدَني أمـــــي كان عليّ ان أكبُرَ قبل أواني أن أقفَ دون قدمــي .. أن أتهيأ لـ ألمــي أن أصلبَ دمي بدمــي.. كان عليّ أن أسحق طفولتي قبل أن أجدَني مسحوقاً .. وأن أسفِـكَ كُل براءتـي فوطني لايحمي بريئــاً ! وها أنا الآن أصبحتُ جاهِزاً للحياة وكَيفَما شائـت هِــي روضتُ نفسي قبل ولادتي* والآن افعلـوا ماشِئتــم بـي ! بقلمـــي * |
شهَادة وفاة لِطفل عربي . رسالة مؤثرة من شاعر وإنسان يتحدث عن اوجاع غيره يتحدث عن اوجاع الطفل العربي والانسان العربي ويبرز المعاناة بكافة تفاصيلها أن لا يعيش الطفل طفولته كما مقدور لهُ أمر يجسد مأساة ستبقى معه طوال الحياة , حقيقة لا استطيع نكران هذه الحقيقة كاتبنا الفاضل بالفعل تبدلت الادوار في هذا العصر يحصل الكثير الكثير من العجائب وكأننا في بلاد العجائب , اقتباس:
دامت محبرتكم عامرة بالخيرات كاتبنا الفاضل وبكَ أهلا ودائما . |
جعلت للموت قصة اخرى صادرت حقهم في الطفولة الآمنة
وكان حرفك بمثابة التوقيع على تلك الشهادة وتحرير تاريخها الممتد دون نهاية حرف جدير بأن يحتذي به الضوء مودتي والياسمين \..:34: |
أوجعتني يا بني.. أوجعتني يا يزن.. لك حس كتابي عالي.. لا أدري هل قرأت لك قبل اليوم.. كل ما أدريه أني تشرفت بك اليوم بهذا النص الرائع.. ألف تحية وتقدير...
|
اقتباس:
أ. نادرة عبدالحي اشكرك على مرورك الكريم وتفحصك وتصفحك للمعنى. حقيقة كان النص من موقف واقعي |
اقتباس:
أ. سيرين شكرا لك وممتن لمرورك الكريم |
اقتباس:
أ. عبدالرحيم كان عليّ أن اقفز من عمودي الفقـــري كان عليّ الهروب من قفصي الصدري شكرا على مرورك الكريم اخي |
الساعة الآن 11:37 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.