منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   خوفٌ منَ الرّحيل (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=40878)

زكريا عليو 06-23-2019 01:33 PM

خوفٌ منَ الرّحيل
 
… .. && خوفٌ منَ الرّحيل &&……

رائحةُ احتراقِ الأحلامِ
أجفلَتْ فراشاتِ صباحاتي
أصبحت رقصاتُها كسيحةَ الإيقاعِ
حين أضعتِ نغمةَ وجهي
بين ألحانِ الوجوهِ العابرة
وعبثَ المشيبُ بعطر اشواقي
ها أنا
أسمعُ نحيبَ رسومِ الحبِّ
التي كنتُ ألوّنُها بصفاءِ عينيكِ
وأغنياتي باتت يتيمةً
على أسْطُحِ الجيرانِ و الآهاتِ
تداعبُها ذكرياتٌ عليلة
تحملُها طياراتٌ حبٍّ ... من ورق

… .. ★★★★……

أتذكرينَ…… ؟
كم خبَّأْتُ في حقيبتِك المدرسيَّةْ
مشاريعي المستقبليَّةْ
بعد أن حقنتَها برقْيَةِ العشقِ
موادٍّ حافظةٍ
وعهوداً وثقَتْها سنديانةُ الحنين
والشاهدُ قبلةٌ وضحكةٌ ثم دمعةٌ
و حزنُ قمر
تركتُ قلبي ينزفُ خيباتِهِ
على جذعِ الأماني المحترقِ
أتذكرينَ… .؟
كم وشَتْ شرفةُ هذياني بعبيرِك
فأضحت حكايةَ كلِّ الزهورِ
لتتسلّقَ نجمةٌ شذاها
ويصطادَها السهرْ
وكم سقينا ظلَّ الصفصافِ أغنياتٍ
ورويْنا المروجَ بالبسماتِ
حتى الشّلّالُ علّمْناه كيفَ يهذي بنا
والحقولُ المقفرة
من خطواتِنا غدَت جنات

…… ★★★★………

انتظري…… ﻻ ترحلي
لم أنهِ فاكهةَ عشقي
سأعترفُ وبكاملِ الأناقةِ العاطفيّةْ
أحبُّك جدّاً جدّاً
ومراتٍ خنتُ عطرَ غنائِكِ
فعدّي على أصابعِ البوحِ
سرقْتُ من عينيكِ موجاً أخضرْ
لوَّنْتُ بهِ قصائدي وبها غرقْتُ
صنَعْتُ من إشراقةِ ثغرِكِ محراباً
وتركْتُ على شفاهِك الكرزَ الأحمرَ
يصلّي
وشيْتُ للماءِ عذبَ رضابِكِ فغدا كوثراً
رتّلْتُ همسَكِ ابتهالاتِ عشقٍ
اصطفقَتِ الخمائلُ من صداها
والأغصانُ بكَتْ مثلَ الحمائمِ
ﻻ ترحلي
ما زالْت أفنانُ الغرامِ
تُزهرُ من رقصاتِنا
غيرَ آبهةٍ بشتاءِ قضمَ براعمَ الدّفءِ
صهيلُ نبضي يُوقِظُ الربيعَ من سرابِه
وعلى صهواتِ الفجرِ يقتحمُ صروحَ
الحلمِ
مازالتِ النوارسُ تقرؤني
رسائلَ عشقٍ أبديةْ الجنونِ
تؤوبُ السنونواتُ إلى قرميدِ قلبي
وعلى شطآن بوحي ترتاحُ الأمواجُ
المسافرةُ الى الشّمسِ
كلّما عصفَت بنا رياحُ التنائي
أحتمي بعينيك
و أنثرُ ألفَ قصيدةَ إيّابِ
ما زلْتُ أرسمُ على ثغرِكِ
صبحاً لا يبتلعْهُ أنينٌ
و أسمعُ حفيفَ نبضِك يناديني
فتولدُ الحياةُ في شراييني
هل يُستباحُ همسٌ أنتِ عطرُه
و ينسى الليمونُ سكينَةَ العبق ؟

…… ★★★★……

تعالي……
لن نجعلَ المشيبُ مشنقةً لزقزقاتِ النّورِ
و لن نرشقَ النهارُ بحصا الغروبِ
لندعْ قناديلَ الحياةِ مضاءةً
كشموعِ الميلادٍ
هيّا أخرجيني من عينيك ربيعاً يانعاً
قبلَ أن تلتهمَني مناجلُ الحصادِ
لاتدعيني منسيّاً خلفِ صدى الأماني
أطاردُ سرابَ الفرحِ
لا تبصرني شمسٌ
و لا يكتشفني حنينُ
لن يعزفَني الليلُ أنشودةَ رحيلٍ
ولا جراحاً أطبِّبُها بنغمٍ محترقٍ
في بكاءِ الناياتِ
كل حكايا العاشقينَ خضراءَ
فلا تذرفيني دمعةً على شفاهِ الحبِّ
ألطمُ بها خدّّ الزمنِ
ألعنُ الفراقَ
وأذوبُ في حسرةِ قصيدةٍ ... لم تكتملْ

بقلم : زكريا أحمد عليو
سوريا ــــ اللاذقية
٢٠١٩/٦/٢٢

سيرين 06-23-2019 06:36 PM

مناجاة مارقة
ترتلنا الكثير من المشاعر التي تخشى الإقصاء بالغياب
ثمة حرف يدعونا للمكوث اكثر سلاماََ عليه
وعلى مبدعنا \ زكريا عليو
مودتي والياسمين

\..:34:

زكريا عليو 06-23-2019 08:07 PM

سيدة البهاء سيرين
عبق هذا المساء بحضوركم الجميل هنا
ونصي بكامل أناقته احتفاء بكم
… مودات والعطر…

ضوء خافت 06-24-2019 06:00 PM

و يُنبِت لنا الحب أجنحة...
و الطبيعة تؤازرنا حين نهوى... و نحسب أنّا لن نهوِي
كل الحياة حولنا تبدو أثقل منّا... و نحن الحلم المحلق باليقين...
حتى يباغتنا القدر و نكتشف أن فضاءنا لم يكن إلا وهم...
و على كل شيء أن ينتهي و يرحل حتى... قبل أن ننتهي
زكريا عليو... رائعة أخرى من صميم مشاعرك الراقية أتت على هيئة تحفة أدبية لغوية...
فشكراً لكَ

عبدالرحيم فرغلي 06-24-2019 10:29 PM

تحملُها طياراتٌ حبٍّ ... من ورق

لتتسلّقَ نجمةٌ شذاها
ويصطادَها السهرْ

وأذوبُ في حسرةِ قصيدةٍ ... لم تكتملْ
====
ما أجمله من نص .. مكتنز العاطفة .. غارق في شكوى الحب وألم
الفراق وعذوبة النداء .. تجرأت واقتطعت بعض المقاطع التي
راق لي موضعها أو صياغتها أو معناها .. والحق النص كله يستحق هذا

كلمة شكر لا توفيك .. وكلمة اعجاب لن تصف نصك
ألف تحية وتقدير

زكريا عليو 06-25-2019 11:08 PM

أستاذ عبد الحميد فرغلي
الحب قافية ﻻ تنتهي ،
تحملنا أجنحته للخلود
شكرا لعبق حضوركم

زكريا عليو 06-25-2019 11:09 PM

أستاذ ضوء خافت
للحب أغاني نتقن شدوها
فتزهر حروفنا شعرا
شكرا لهذا العبق

نادرة عبدالحي 06-26-2019 07:05 PM


يقول الكاتب قاسم حداد
(وكلما تيسر للصورة أن تكون أكثر دقة ونقاء فان النص الشعري سيبدو قريبا من الأفق التعبيري الذي يذهب إليه)

اسلوب الكاتب زكريا عليو كما تابعنا من قبل
مكتز الصور الفنية الأنيقة التي لا تفتعل ضجيج
في فكر قارئ أدبه ، بل تسكب الصورة بأسلوب متأني وهادئ
يمد قارئه بالصورة الفنية التي يتقبلها الذهن بترحاب ،
فهذه الصورة المرئية تمنح النص بالثروة
لنرى هذه الصورة في مدخل النص إنزعاج وهروب الفراشات الصباحية
وتحولت رقصاتها من رقاصات خفيفة هادئة جميلة بحريتها
لحركات كسيحة الإيقاع اي حركات مقيدة ، لا تقوم بالحركات الجميلة
التي كانت تقوم بها ، والتحول الذي حصل في حركة الفراشات
نتيجة الرائحة التي استنشقتها وهي رائحة احتراق الأحلام ،
فالاسلوب الحسّي يساعدنا كثيرا على فهم الصورة الفنية،
وإظهار مجال الجمال والإبداع فيها،
(
رائحةُ احتراقِ الأحلامِ

أجفلَتْ فراشاتِ صباحاتي 

أصبحت رقصاتُها كسيحةَ الإيقاعِ)

الكاتب زكريا عليو مجالسة أدبكَ هو مكسب حقيقي
دمت بالف خير ،


الساعة الآن 10:40 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.