*


[ تحضّرَ الإنسان خارج المحراب ولم يتحضّر داخله ]
عبدالله القصيمي


" بماذا يحلم مفسّر الأحلام؟ " في صالون الحلاقة، حيث تختلط رائحة أعقاب السجائر بالرغوة البيضاء والأغاني التركية، لا يمكنك تجاهل سؤال كهذا، تطرحه أنت بنفسك، عليك. قد لا تصل إلى نتيجة حتمية ومقنعة، قبل النظر إلى المرآة لتحفظَ دم وجهك، ولكنك مضطر إلى تبنّي فكرة: أن المفسّر يرى في خاتمة منامه تفسيره - كما تُعرض لقطات خلف الكواليس في نهايات الأفلام.
رغم أن عدد شَعرات الرجل يقل كلّما زاد عمره، ألا أن الحلاّقين يطلبون منّا اليوم أكثر من ما كنّا ندفعه قبل خمسة أعوام - على سبيل المثال! في البداية دفعنا هذه الزيادة اعتقاداً أنّها قيمة عرض " خدعة الكلونيا، والولاّعة، والموس الناري، " ألا أن هذا العرض صار مملاً الآن وعلينا العودة للأسعار القديمة. الأمر ينطبق أيضاً على أحلامي الجديدة، التي غالباً ما تظهر رتيبة وغير مثيرة للاهتمام، عكس ما كانت عليه في السابق، حين كانت مخيفة، ومربكة، ومحيرة، وأحجية لا تمكّنني من العثور على طريق اليقظة سريعاً. كنت استيقظ ملقى على الأرض، أعرق بغزاره، وقلبي أحسبه توقّف لفرط سرعة نبضه، ولا أذكر شيئاً!
نغلق أزرار الثوب فور قيامنا عن الكرسي, لئلا يحرج جرحنا الحلاّق، نردد: [ لن أموت ] نقلاً عن سِلفادور دالي، رحمه الله - يبدو أنّه قالها تحت تأثير قطعة الجبن المتعفّنة التي كان يأكلها ليرى أحلامه بصورة أوضح فينقلها إلى لوحاته - وبعد وقفة قصيرة أمام إحدى أعماله (لم تكن لنا نية تذوق الفن ولا الأجبان منتهية الصلاحية) قلنا للشيخ الجليل: هذا التفسير، أعده إلى الحُلم


American dream: بعيداً عن الموضوع، وقرباناً له:
كان الهنود الحمر يجففون لسان النسر، ويعلّقونه في أعناقهم، كي ينقل إليهم المعرفة.
قال رجل (على رأسه ريشة) : أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى