منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   ذلك الجهول (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=31003)

عبدالرحيم فرغلي 08-14-2012 02:52 AM

ذلك الجهول
 
حين يكون الألم كبيراً تعجز الحروف .. فإن تنفست فأنفاسها ضعيفة .. فمنكم المعذرة .
=========


نعم .. هاتي الشاي .. وارفعي قدره بنعناعٍ شهي .. علّه يعتذر لي عن مرارة الأخبار .. عن الأجساد الطاهرة في الطرقات .. عن الأحلام المذبوحة في العيون .. عن ( بابا ) المصلوبة على شفاه الصغار ، والمدن مقطوعة الرؤوس .. والشجر الذي يمد عينيه إلى الأرصفة وينوح ، والشفق الأحمر يترقرق على الأرض .. فلا غيمة تناجيه ولا شمس تبكيه .

ـ نعم .. هاتي الشاي .. ولا تدلليه بحبات السكر .. فالأطفال أمامي لا ظلال لهم .. أرواحهم تفوح في المكان .. ضحكاتهم مشنوقة عند الباب .. ملابسهم يغازلها البلل ، لعبتك هنا يا نضال .. لستُ أدري ما يخيف القتلة من سيف خشبي صغير .. وأنتِ يا مرام روحكِ تحوم حولنا .. فعروستك لم تزل تبتسم .
من ينزع الصرخات المحشورة في فمي .. من يكنس البكاء المتراكم على جلدي .. من يكذب عليّ ويُفهمني أنه تاريخ قديم ، يأتي الصباح .. متعكزاً وجهه البالي .. يقدم واجب العزاء .. يشرب قهوته .. يمضى وننساه في ورقة التقويم .. في غياهب الجبال وأسرار البحار .. وحين يصحو يتعثر المسكين بشهادات الوفاة ووفاة الأخلاق .

ـ نعم .. هاتي الشاي .. وأجعليه أسوداً كالقار .. بلون اليأس من خُلق الطغاة .. بلون قلوبهم .. أي شهوة تمتطيهم ليستهينوا بأرواح البشر .. كراسيهم مترفة تعطرها الدماء ومنقوشة بصرخات النساء .. مطامعهم باتساع البلاد .. تلتهم كل شئ وترمي لعبيدها الفتات .
كما هو الإنسان .. إبن الطين .. جشع إن وجد الماء .. وبالماء أرزاق العباد .. دوما يتسخ به البياض .. يا إبن الطين .. قابيل لم يزل يسكنك .. ويطوع لك قتل أخيك .

نعم .. هاتي الشاي .. ولا تتذمري كعادتك من بيتنا .. من الأثاث المدسوس في ذكرياتنا .. من الثلاجة المؤرخة بعمر ابنتنا .. من الخادمة المؤجلة من زمن بعيد .. والستارة المصلوبة كحكاية قديمة .. هذا كله لا يليق الآن .. دعيني وأطفئي الأنوار .. فلا تتعثر المرآة بوجهي .. لا أري الحيطان وهي تكيل لي الشتم والسباب .. لا أشعر بالمكان يريد أن يلفظني .. فقط لأني إنسان .

مياسين 08-14-2012 05:52 AM

اقتباس:


من ينزع الصرخات المحشورة في فمي .. من يكنس البكاء المتراكم على جلدي .. من يكذب عليّ ويُفهمني أنه تاريخ قديم ، يأتي الصباح .. متعكزاً وجهه البالي .. يقدم واجب العزاء .. يشرب قهوته .. يمضى وننساه في ورقة التقويم
أخرستَ بي النطق
من ألم
من دهشة
لا تسألني ,

إنني لازلتُ أتذكر أن الابداع نسبوه من رحم الألم
لذلك كل ما هنا موجع + مؤلم
ومن عمق الحسّ الذي لا يمتلكه كل كاتب

تذكر !!
أنتَ قلم حبره زنبقة :34:

نبيل الفيفي 08-14-2012 05:59 AM

فرغلي !

قلبُكَ أوجعني .






















يقينـاً .

باذخة الحرف 08-14-2012 07:28 AM

ـ نعم .. هاتي الشاي .. وأجعليه أسوداً كالقار .. بلون اليأس من خُلق الطغاة .. بلون قلوبهم .. أي شهوة تمتطيهم ليستهينوا بأرواح البشر .. كراسيهم مترفة تعطرها الدماء ومنقوشة بصرخات النساء ..

ضئيل كل ثناء يسطر تحت بذخ الوصف هنـا ..
يتقازم حد الإعياء ويخجل ..

كما هو الإنسان .. إبن الطين .. جشع إن وجد الماء .. وبالماء أرزاق العباد .. دوما يتسخ به البياض .. يا إبن الطين .. قابيل لم يزل يسكنك .. ويطوع لك قتل أخيك .


دوما يتسخ به البياض
صدقت والرب ..
لقلمك إطلالة فذة ، ولا أبالغ

عبدالإله المالك 08-14-2012 08:43 AM

مبدع كعادتك
يا عبدالرحيم

تقبل ودي ووردي

نادرة عبدالحي 08-14-2012 05:42 PM

أُستاذي الكريم عبدالرحيم فرغلي
أتأذن لي بأن أُلقبكَ بـــــــــ حقل القمح ؟
سألتكَ أيها الحقل الجميل يا حقل القمح الأصيل
أهي بدايات الجبال أم بدايات الأودية ؟
أهو بداية السفر أم نهاية المشقة ؟
سرقوا الحلم الأبيض من أفواه الصغار يا سيدي
بالله عليكَ أيها الألم شد الرحال واترك الصغار ينتظروا العيد
ويلبسوا الرداء الجديد ويلتهموا الحلوى بلا رقيب ..
هو نص من رائحة تراب يقرأُ ملامحي
دمتَ يا كريم النفس والقلم

حنين الحربي 08-14-2012 07:49 PM

هاتي الشاي وحدثي أولئك الذين أدمنوا الشكاية وبعض النقمة على حال تليد وتفاصيل تتناسل من جديد أن الصحة والمسكن والرغيف أن توافرت لديهم فهي مفقودة في أوطان عدة..فليخلعوا الآن ثوب الضجر كي يغض الزوال عنهم طرفه..
شكرا للمتعة ياسيدي...

عمر بن عبدالعزيز 08-14-2012 09:49 PM

قل لها تضع مع الإبريق فنجانين ، هناك هم ليس مشترك ولكنه متاخم لصدرين ، كل منا يضعه في مرتبة تختلف ، لطالما كان الآخرون هم الذين يعانون ، لكنما الألم الآن أذرعه خرجت من قاع محيطه لتلتف حول أعناقنا ، كان الألم مثل حكايات المجانين ؛ نسمع عنها ولا نتصورها في دواخلنا ، الجنون الآن يا صديقي بدأ يدبّ في مفاصلنا وأوله اعتياد نشرة الأخبار ، وأن يتحول الموت لإحصائية نتسابق في معرفة أحدثها ، أقربها للدم الطازج، الانسان فينا يتفتت ، يتحول إلى عشبة ناتئة على أسوار الطبيعة ، سيضربها الجفاف عند أول عدالة . بعدها .. لن ينالنا منها شيء وقد جفّت عروقنا .. عند أسوار بعيدة .


أعتذر ، دون الحقيقة أنا وقبلها بسنوات. لذلك سأعود للزيف المستدام . إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا .


الساعة الآن 05:43 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.