منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد المقال (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   متى استعبدتم الأحرار؟ (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=31343)

إيمان إبراهيم 10-08-2012 11:02 PM

متى استعبدتم الأحرار؟
 
تسافر بنا آلة الزمن إلى الماضي البعيد، لعصر من العصور الغابرة، إلى "عصر الجاهلية". تبسط لنا السماء سحابها لنجلس ونطل على أهل ذاك العصر المظلم، حيث الأسياد يشترون العبيد بأبخس الأثمان، تُوَكل إليهم أصعب المهام التي لا تحتملها طاقة بشر دون مقابل ولا أجر أو كلمة طيبة تواسي كللهم. لم تجد هذه الفئة المستضعفة غير الإذعان للإهانة والتهديد بصمت مطبق، فلا دستور يكفل حقوقهم ولا سيف ضمير يقطع رؤوس الظلم، فيُشترون ويُباعون ويُفرقون عن عائلاتهم على هوى أسيادهم.
ولكن من قوانين الكون أن يقشع نور النهار ظلام الليل، ويفرد أجنحته في كل مكان ليسد ثغور الظلم، ويزرع الأمل في قلوب ظنت أن الألم سرمدي والعذاب أبدي، فتسافر بنا آلة الزمن إلى عصر الإسلام الذي بدد كل مظاهر العنصرية وحقق العدل والمساواة فأصبح الناس كأسنان المشط ، لا فرق بين عربي وعجمي ولا بين أسود وأبيض إلا "بالتقوى".
وتسطع عدالة الإسلام في مقولة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "سيدنا أبا بكر أعتق سيدنا بلال"، فهذا هو خليفة المسلمين لم يستح من قول "سيدنا بلال"، لأن سيدنا بلال قد سبقه في الإسلام الذي لا يفرق بين أبيض وأسود.
تتوالى السنون تترا، وبعد تحرير الإسلام للعنصرية بقرون، لازالت أمريكا وغيرها من الدول الأوروبية تستعبد الرقيق وتعاملهم كما الجاهلية الأولى، يسودها التخلف وقسوة الضمير. إلا أن الرحمة لمست قلوباً كثيرة، ومنها قلب الكاتبة "هارييت ستاو" التي شنت حرباً ضروساً في عام 1861م لتحرير الزنوج في الولايات الأمريكية المتحدة من مهانة الرق والعبودية ودافعت عن حق الإنسانية المهدور. لم تلق جهودها العملاقة ترحيباً في الولايات الجنوبية بادئ الأمر عكس الولايات الشمالية التي تلقتها بالترحيب وسعة الصدر. تدفقت الرسائل على الكاتبة منها المؤيد والمتعاطف مع هذه الفئة المستضعفة من البشر، ومنها معارض يرافق رفضه أبشع ضروب الإهانة والتهديد، وقد تضمنت إحدى الرسائل أذن رجل زنجي وورقة كتب عليها ما مفاده أن هذه إحدى النتائج المحتومة لكل حملة تشن من أجل الدفاع عن "الزنوج"...
وأنوه هنا إلى أن الكاتبة البطلة فازت بالمعركة، ولم تكد تدخل على الرئيس أبراهام لنكولن حتى هرع إلى استقبالها وقال: " مسز ستاو، إني سعيد بأن أرحب بكِ بوصفك مؤلفة تلك القصة التي أحدثت هذه الحرب العظيمة!"
ترسو بنا آلة الزمن في محطة القرن الحالي، لنشهد أن أهل الديانة الإسلامية التي تعتبر أول من قضى على العنصرية، عادوا إليها بصورة مقَنَّعَة . فنرى مثلاً في بعض المسرحيات التي يجب أن تكون رسالتها قدوة لغيرها في الفكر الراقي والفن الهادف، تسخرمن ذوي البشرة السمراء وتلقي في أجوافهم أبشع وأفظع كلمات السخرية والمهانة ليضحك جمهورها ويرتفع قدرها "المادي"! ترى كيف ينام نجاحاً ملئ عينيه وسبب نجاحه تسلق الأكتاف؟
وأخيراً ألمح إلى الألفاظ الجارحة التي تخرج من فم بعض العنصريين عندما يختلفون مع ذوي البشرة السمراء في بعض الأمور، فينعتونهم بـ"العبد" وبصفات أخرى لا تمت إلى أخلاق المسلم بصلة!! ألم يسمع هؤلاء بمقولة سيدنا عمر بن الخطاب: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً"!
إيمـــــــــــان إبراهيم

نادرة عبدالحي 10-09-2012 03:59 AM

اقتباس:

ألم يسمع هؤلاء بمقولة سيدنا عمر بن الخطاب: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً"!

هم سمعوا بها يا إيمان ولكن المصلحة والمادية طغت على العقول
ما ذكرته هي قضية غاية في الأهمية .لآن المسالة تدخل في مسائل تربية جيل قادم
فعندما يرى إعجاب البالغين بمثل هذه النصوص المسرحية فإن ذلك له تأثير سلبي
على أفكاره ومعتقداته وتربيته . الحريص على دينه وأمته وأبناء أمته له في قلبي مكان واسع
مشكورة الكاتبة إيمان لهذه المقالات الواعية

علي آل علي 10-09-2012 04:10 AM

هنا نداء صادق في الحث على المساواة بين الناس
وإلغاء الطبقية والاستعباد لأي إنسان
رائع يا كاتبتنا القديرة إيمان رائع
لك الشكر بكل ما تعنيه الكلمة من معنى
بارك الله بك ورعاك
تحية وتقدير ودمت بكل خير

بندر الصقر 10-09-2012 12:31 PM

لم تختفي العبودية يوما وإنما طوّرت نفسها بما يتناسب وتطوّر العقل البشري , الحكومات تستعبدنا وتنتهك حرياتنا دون ان يقول احد منهم كلمة جارحة , ويندرج تحتها كل من وجدها بيئة مناسبة لممارسة استعباد البشر بطريقته الخاصة .
خسرنا الكثير من قيم الإسلام التي لايستقيم الحال بدونها وسنخسر أكثر , حتى نتحول الى جثث لا تحمل في جوفها الا العفن ..

كل التقدير أختنا إيمان .

إيمان إبراهيم 10-09-2012 12:35 PM

صدقتم والله ولكن سيظل القلم يكتب ويصرخ في وجوه هؤلاء ... وشكرا جزيلا على المرور والتعليقات الجميلة ...

عروب باكير 10-10-2012 02:34 AM

راقية أنت .. ماأجمل المساواة بعيدا عن التعصب للجنس واللون !
إستمري
تحياتي وتقديري

إيمان إبراهيم 10-10-2012 12:35 PM

تسلمين حبيبتي... انتي الراقية لأنج أعجبتي بفكرة الموضوع ...

تحياتي

سعود القويعي 10-15-2012 02:55 AM

صباح الاشراق اللاهث للحريـه

نعم سيدتي , افَـلَت عصور الرق الجسدي وهدر كرامة الإنسان , لكن عصرنا الذي نفترضه ازهى عصور العلم والتنوير , بات البشر فيه ارقاء جدد , دخلوا اسواق النخاسة الحديثه , من خلال استرقاق الرأي , وسلب الأرادة , وتهميش الوجود ! والتعالي على الغير باختلاف شكل او لون او وضع اجتماعي مختلف , عظامية مقيته او جهل مركب تفرزها رؤس خاويه .
نحن نعيش عصر رق جديد , رق السطوه واستغلال النفوذ واقصاء الآخر , بل تعداه الى استرقاق من نوع آخر , استرقاق ناعم , ملفوف في ورق السلوفان , لكن نتائجه مدمره , ساحقة ماحقه , انه استرقاق الجنوح المجنون للذائذ الكيف المتعدد , وليس الكيف المخدر وحده صاعقنا , بل هو رق متعدد , حتى في تأمين مالالزوم له سوى مظاهر وشكليات تقودنا الى فوضى الميزانيه واصفاد الديون .
الرق بحديه ملعون مأفون , سواء فرض علينا او فرضناه بإرادتنا وسعينا له نائمين او مخدرين ,
ماأكثر الوان الرق في عصرنا هذا .
فهل سيأتي يوما نكسر اغلاله ونتنفس انسام الحرية من جهه ونسائم العقل من جهة اخرى ؟
انها امنية كل مرتهن جثاه الرق المتعدد .
كونــي بخير


الساعة الآن 11:08 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.