منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الإبداع (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=12)
-   -   من مذكرة مشنوقة في البعيد (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=17304)

عبدالاله الأنصاري 10-20-2007 01:37 AM

من مذكرة مشنوقة في البعيد
 

وبعد !
لا أملك أن أهديك النور قلادة تضيء لك دروبك المعتمة ،
دوني ودونك جذع المكان وأحداق تصب الحيرة في قلب الغشاوة الطافحة بين يدينا ،
ما علموك كيف تكسر الرهبة الممشوق قوامها بين كتفيك
أسكنوك الزوايا وأقسموا ألا تبرح قبل أن تمتلئ بواصب ترهاتهم التي استقوها من أساطير المعدمين بألفٍ وليلة ، تشربوها صاغراً عن صاغرٍ
حتى توسَّمَت عقلوهم بصلافتها ، ونذرو أرواحهم لخدمة الأشياء الصغيرة دون أن ترتد إليهم عقولهم طرفة عين !
يا هائما ترجو الخلاص وموعداً تهمي البدور إلى جبينك ناشرا رداء فكرك المغصوب ،
آه لو تعود الأيام قليلا أو كثيرا ؛
لنحرتُ غيمتك السوداء وأبدلتُها سلسبيلا ترتوي له عروق نبضك مائة عقدٍ أو يزيدون.

آلاف الرقاع شربتَها ، ومئات الخُطَبِ رتلتها ، وما تزال تحثو التراب فوق رأسك وكأنك أشعث أقفر بجهله لم يقوَ على قطع أشبارٍ من الفلاة التي يهيم أوسطها..!

العالم يسير من حولك ، وأنت. . أنت ، بلا خدينة ولا عضد ابن ترتكز عليه في محنتك !

الذين تنبؤا لك بأنك سوف تحاذي الثريا ؛ أوهموك حتى لا تناكفهم أو تعري خيبة أحمقهم ، ما كانوا يعلمون بأنك مسكون بعجزك،
تحتفل ببقايا وُريقة كنت تبزها كلما انكفأت على نفسك في خلوة منهم لتعزي نفسك فيك خشية أن يلمحوا منك لؤلؤة سوداء تحمل بقايا مجد كنت تؤمِّله ، لتلقي به تحت أقدام الرعاة !
المنابر تعلو وأن تتضاءل في عينك..منك حتى كدت أن تتلاشى ،
حراً كنت في عبوديتك ،
أضحيت شريدا لحظة وضعوك على أول ناصية للحرية في عصر يهديك من الشتائم ما تعجز عن تحمله هبتهم الملغومة بكل السوء .
التاريخ لا يرحم أحداً ، والأماني قاصرة ،
ويموت الحلم ، وما يزال تمثالك مصلوبا بين أعينهم !

بئس الرحيل ، وكفى !

عبدالاله الأنصاري 10-20-2007 01:39 AM




يتبدد وحيدا وكأسه المتخم بالغياب
وكأس آخر يدلقه على المفرق
وأنفاس عجلى
بقي على الغياب رشفة وبضع ومضات
كل شيء كما هو منذ عِقدٍ و أرَقْ
فقط النساء يتغيرون،
كل ليلة جسد جديد..!

يدلق على المفرق الكأس الثانية
ويتركها للنحيب على أنغام موسيقاه
يفكر بشهقة الغد
وتأتِ كما يشاء
وكأس أخرى
لمفرق جديد..!
ستون مفرقا
وإحدى وستون غانية

عبدالاله الأنصاري 10-20-2007 01:40 AM

في داخلي أرق لا تفتر همته
يأبى إلا أن يُبقي ذاكرتي متحفزة لأي شي وكل شي
وحتى الّأشي !!
يعبث بي حد الجنون
يطوّح بما بقي من لحظاتي المحجوزة للفرح
يلقي بها أسفل نقطة للحزن ؛ رفيق الجميع الدائم
لا يمكن أن يتغيب لأي ظرف كان
يبدو أنه يمثل دور الظل
حينما أستلقي على فراشي يتحول إلى مطرقة
عليه اللعنة !
رقراق تنِزُّ له الذاكرة وتخشع معه أدمعي
لا سبيل لخنقه سوى باجترار دفعات أكثر منه
حتى يغرقني فأحسبني أغرقته
أحيانا. . يلبسني شيطاني المريد
فأظن بأن رحم الحزن تحبل كل يوم بفرح جديد
أمشّط ذاكرتي بحثا عن فكرة مجنونة لتفسير تلك الحال العجيبة
يستوقف – أسنان المشط – شُرطيُّ الحزن
يفتش المشط بدقة ليخبر أنفاسه
يخشى أن يجده حاملا شيئا من الممنوعات على شاكلة حبيبات فرح
وأحيانا أدسُّ بعضها في زوايا ذاكرتي
يبدو أنها أُنهكت واستلقت بعيداً هناك ولم أتنبه لها قبل مغادرتي مساحة الفرح
فيقبض عليها الشرطي ويعيد المشط أدراجه خاويا

عبدالاله الأنصاري 10-20-2007 01:41 AM

أجيء وكلي رغبة في الرحيل، لا أعلم لماذا يكتنفني الضيق لحظة أدنو من عتبة منزلك ،
وقبلها. . نسائم الشوق تكاد تفتك بي فَرَقا من ألا أراك ثانية،
بادرني صديقي : سأرقيك عل أن تفيء إليها كل حين ،
لم أفئ ولم أعد أرى صديقي ،
يبدو أنه تلبسه بعض مس من ذلك الذي اعتادني حتى غدوت حبيس أربع جدران و ذاكرة مشتتة !

ما استطعت ،
وما هاج بي الشوق في انكفاء المرغمين على السير عكس عقارب الزمن

وما استبسلت ،
وما عصاني التلكؤ يوما عن القيام بواجباتك

لا النذير يغشاني ،
ولا الأرق يغادر الحقيبة المعلقة داخل هذا الرأس

خالد صالح الحربي 10-20-2007 10:45 AM

:
رائعٌ هذا الصّباح الخارج للتّو من قنينة الليل !
هناكَ مواضيعٌ تمنحك الأجنحة وَ الفضاءات وَ الشُّموس ..
وهذا الموضوع بدون أدنى شَكّ وبكُلّ يقين .. أحدُهَا ..
عبدالإله الأنصاري / كاتبٌ احترم قلَمَهُ ، فاحترمهُ قارئه .
ولذلك وجدت الحياة في هذه المشنقَة .
_ شُكراً لَهُ وَ عليه _


لمى الناصر 10-20-2007 11:46 AM

الأنصاري:

دائما تنبع حروفك من رحم حزن تحبل كل يوم بفرح جديد..

تأتينا بفكرة مستقلة وحيرة دائمة تجبرنا على التواصل.

راائع انت بأطروحتك.

صباحك فيروزي.

العـنود ناصر بن حميد 10-20-2007 03:02 PM



كم تمنيت أن تستمر
نحن نمر من هنا لا لنقرأ
ولكن
لنعيد إيماننا بأن للكتابة قدرة على
حملنا معها لمدائن عجيبة
مليئة بالنور
شكراً عبدالإله
شكراً وأكثر


نسرين الأحمد 10-20-2007 08:38 PM

ماأقسى
من البعد الا الغياب

هنا وجدت
ابداع جميل
وكلمات راقية

تقبل احترامي


الساعة الآن 08:57 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.