منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد القصة والرواية (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=33)
-   -   لقاء الفراق (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=30551)

عادل كمال 06-04-2012 12:41 AM

لقاء الفراق
 
بسمك اللهم
بداية ...
ليست كلماتي او قصصي ... سوى هذيان .. قد احيا بعضه .. وقد لا ... هذيان ..قد يأخذني لان احيا دور الضحية ... كما وصفني البعض
ولكن .. تبقى كلماتي .. مجرد خربشة .... اشوه بها ... بياض صفحاتي
-------------------
المكان .. ساحة المطار
الزمان ... زمان غير هذا الزمان
" بلهفة ما بعدها لهفة .... ركب سيارته ..... واتخذسبيله اليها
انه اول لقاء بها .... وقد يكون اخر لقاء ... فهو لا يعلم ... ايطول به العمر ليراها ثانية .... ام ان القدر سيحرمه ذلك ... فالحرمان .. كان هو نهاية كل ما احبه في تلك الحياة
طو ي الطريق ... لا يعلم كم من الوقت اخذه ليصل الي مكان اللقاء
هبط من سيارته ... وبخطوات متثاقلة .... اخذ يخطو نحو مكان اللقاء
" امسك بهاتفه ..... اين انت ... ابحث عنك .... ردت بصوتها الحنون .. قف مكانك ... سأجدك ...فقط ... قف مكانك
تسمرت قدماه .... فلم يدرك ما يفعله سوي ان يبقي مكانه ... حتي وان لم تحضر ... فسيبقي بمكانه ... فهي حلم ...تمناه منذ الصغر .. فكيف يتركها ويرحل
لم يستطع الوقوف ساكنا ... تاهت عينيه بين وجوه المتواجدين .... الي ان سمع همساتها ..... وهي تناديه بأسمه
بألتفاتة يدفعها الشوق .. نظر اليها .... عجز لسانه عن النطق ... صمتت كل الكلمات ... مد يده نحو يديها ... ليصافحها .. ويرتوي من نبض وريدها ....
لم تنطق الكلمات .... بخطوات متوازية ... اخذهم المسير .. بلا هدف ... بلا وعي ....
اجلسها ... وظل واقفا ..... يرتوي من نظرات عينيها الحائرة ...
تلك النظرات التي تحاول الهروب من نظراته ...
جلس بجوارها ... وهو يستنشق عطر انفاسها ..... ويملأ عينيه من تلك البسمة .. التي حاولت ان تواري بيها شوقا يضاعف اشواقه
امسك بقلمه ....
وفي احد الوريقات كتب اليها ...
حبيبتي ... اياك ان تضيعي لحظة ....وهبها الزمان الينا ... لتبوحي بما لديك ... لتبوحي بما تكنه نفسك الي .. لتبوحي بحبك .... فأنا احتاجك ..واحتاجك .. واحتاجك
بنظرات تفتقد الى صوابها .... تحدثت اليه .....كان شتات من حروف .. ورغم هذا ... فلقد علق كل حرف نطقته في فكره ...
احتفظ بكل حروفها ...انفاسها ... بسماتها .. نظراتها .. بداخله ... فهي رصيده من الذكريات ... حتى يجمعهما لقاء اخر
امتدت يده اليها ببطئ .... ليلمس اناملها .. لينعم بدفء يديها ... ولكن ... اوقفه الخوف ... خوفا من هروبها .... فهي تخاف اللقاء .. تخاف الحب ...تخاف ان تنظر اليه....
مر الوقت .... مر دون ان يشعرا به .... وبعد قليل كان او كثير
استمعا سويا .. لصوت المذياع ... يعلن ... عن موعد انتهاء لقائهما
نظر اليها ... نظرة شوق .... نظرة رجاء ... لتهمسي بها ... فأنا احتاج لتلك الحروف الاربع ..
اراد ان يضمها في احضانه ... اراد ان يحتفظ ببعض انفاسها في جوفه ... ارادها .. وارادها ....
ولكنها .. بقت .... تائهه .....
فأقترب منها .... اراد ان يهمس في اذنيها " احبك " ..... ففرت من حبه .. فرت من حروفه .....
نظر اليها والحسرة تملأ قلبه .. وتابعها وهي تسير بعيدا عنه .... ترحل دون ان تهمس بكلمة .... رأها .. وهي تبتعد .... ومع كل خطوة تخطوها .... احس بقلبه ... يفارق جسده .... روحه ... تتبع حبيبته .... احس بالموت يسكنه
وجد كل من حوله .... ينظرون اليه نظرة يملئها الشفقة.. احس بشفاههم تتحرك مواساة له ....
غابت عن اعينه ..... ولكنها لم تفارق قلبه الذي عشقها
وجد نفسه يفارق ساحة الانتظار ..... ولكن
دبت الروح في قلبه مرة اخرى
نظر حوله ....... فأذا بوجهها يشرق عليه مرة اخرى ....
نعم كانت بينهما مسافات ... الا انه احس بها .. احس بذلك الشوق الذي يملأ عينيها ... احس بمشاعرها التي حاولت ان تواريها عنه ... احس بحبها الذي ظنته يوما ضعفا ... تتهرب منه
نظر اليه... وبصوت خفي اخبرته " احبك "
احسها بكله .... احس بأن كل من حوله قد استمع اليها .. رغم ان صوتها لم يصل اليه ... رأى تلك الشفاه .. وهي تنطق بها ....
وجد كل ما حوله يبتسم له ... بعد ان كانت العيون تدمع لحاله
نظر اليها .... وهي تردد ... احبك
لم يتمالك نفسه من السعادة... ولكن اي سعادة
فلقد حان وقت الفراق
تسمرت قدماه ... الى ان غابت مرة اخرى عن العيون ... بقى ... فقد اخذه الامل في ان تعود مرة اخرى .... لتلقي بنفسها في احضانه ...
ولكن مر الوقت ثقيلا .. مر دون عودتها
ترك مكان اللقاء ..... وحبها يسكن قلبه ... تركه بعد ان صار عاشقا لها ...... تركه بعد ان كتب بدموعه التي لم تراها عهدا .. بأن يحيا بحبها .. ولا يفارقه ابدا
ترك هذا المكان والامل يداعبه .. في ان يلتقي بها مرة اخرى ... يلتقي بها لقاء .. لا فرا ق بعده
بقلمي
عادل

إبراهيم بن نزّال 06-04-2012 03:06 AM




الكاتب الرائع: عادل كمال،
وقسما أنني عشت النص حقيقة لا خيال، وكأنك تحكي واقعي أنا بكل تفاصيله،
تلك الخطوات الثقيلة، تلك النظرات البعيدة بشفاه صامتة، بيد أنها تحكي مجلدات عن الحب ولوعاته.
أيا عادل، ماذا فعلت بي هذا الصباح، شكرا لك وأعلم أنها لن تفيك حقك ياأنيق المفردة. تحياتي

عبدالإله المالك 06-07-2012 08:54 AM

إذا كان الجمال يكتمل في البحر الكامل في الشعر
فإن الجمال قد اكتمل في هذه القطعة الفنية الأدبية الباذخة

حييت يا عادل كمال

نادية المرزوقي 06-07-2012 09:58 AM

و كأننا عشنا المشاهد معكما

نظراتكما و الأروقة و عثرات الخطوات و ترددات الخوف واللهفة في آن

مشاعر متضاربة بين قلوب تعشق و تخاف معا

،
لله در الكلمات أين ارتحلت بنا
لله در وصفك الصادق

هو الصدق نعم ، كيف يلامس القلوب ..!


مررت سعيدة و أثني على قلمك اخي عادل

تقبل احترامي وتقديري

،

دمت بنقاء و رضا ربك
أختك ناديه

عادل كمال 06-10-2012 10:12 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إبراهيم آل لبّاد العنزي (المشاركة 806110)



الكاتب الرائع: عادل كمال،
وقسما أنني عشت النص حقيقة لا خيال، وكأنك تحكي واقعي أنا بكل تفاصيله،
تلك الخطوات الثقيلة، تلك النظرات البعيدة بشفاه صامتة، بيد أنها تحكي مجلدات عن الحب ولوعاته.
أيا عادل، ماذا فعلت بي هذا الصباح، شكرا لك وأعلم أنها لن تفيك حقك ياأنيق المفردة. تحياتي

لا املك من الابجديات
ما اعبر به عن سعادتي لهذا المرور
وتلك الكلمات التي لا تستحقها خربشات قلمي
سيدي
اسعدتني كثيرا
ودي وورودي

عادل كمال 06-12-2012 04:33 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالإله المالك (المشاركة 806896)
إذا كان الجمال يكتمل في البحر الكامل في الشعر
فإن الجمال قد اكتمل في هذه القطعة الفنية الأدبية الباذخة

حييت يا عادل كمال

سيدي
اكتمل جمال متصفحي بمرورك العطر
دمت كما تحب ان تكون
ودي وورودي

عادل كمال 07-01-2012 08:12 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية المرزوقي (المشاركة 806897)
و كأننا عشنا المشاهد معكما

نظراتكما و الأروقة و عثرات الخطوات و ترددات الخوف واللهفة في آن

مشاعر متضاربة بين قلوب تعشق و تخاف معا

،
لله در الكلمات أين ارتحلت بنا
لله در وصفك الصادق

هو الصدق نعم ، كيف يلامس القلوب ..!


مررت سعيدة و أثني على قلمك اخي عادل

تقبل احترامي وتقديري

،

دمت بنقاء و رضا ربك
أختك ناديه

سيدتي
كم يسعدني
ان يلقى متصفحي اهتمامك
ويزيد من سعادتي
ان تلقي فيه ببعض حرفك هنا
دمت نقية كما انت
ودي وورودي


الساعة الآن 09:24 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.