منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   تِلاوَة الغَيظ .! (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=29003)

عبدالله مصالحة 12-20-2011 03:47 PM

تِلاوَة الغَيظ .!
 



اكفهرّ بنا مَلمَحُ العِتاب, ونَقَرت فوق رؤوسنا الأيام , نَقر العَنا إثمَ الطَّبيعة , واستهلَّ بنا مَنزِلٌ لا يُؤاخذُ بالبَسمة النَكراء تضحية , فألِفنا ما لَم نَبتغي حَظاً باردا ً يستوي بنا إلى أفقٍ مجازيُّ الاعتلاء, وارتحلت أشجارُنا إلى ذات الريح التي لا تَهمُّنا , وحينَ سَردنا تضحيات الأمل الباهتة , خانتنا أيدينا , وعجُزَ وَقفنا إلى جلمودٍ طَويلُ السَّهر , بعيد نَظر البحر المُجيبِ فراغا ً , فلَم نأتَلِ رُشدا ً يُعيدُ صورَنا كامِلَة , ولم ندوّن على أوراق شجيراتنا الكئيبة أسماء ً تَعبُرنا , لأنّا تَركناها في الحرب البائِدة لعقولنا المَريضَة , ورَكَضت منّا أروقتنا بالمعاني الوارِدَة , فنأت عنّا العَناوين , وشلَّت أفكار التأدية ,


رَميتُ نَفسي إلى ما بَعد الحَديث وتنميقات الكَلام , وغصتُ وَحيدا ً كما بدأت قصص التَّكوين , أزرعُ في نبات إثمي شَوكٌ خُلقَ ذابلا ً كأزهارٍ محشوّة بالغياب المقيت , أنتزعُ أصابعي مِن غدر الفصول , لأروي ظمأ حُجَّتي في رذاذ المَطر , وأسكبُ مِن قافلة ذكراي طُقوسا ً هي أعلم بحالي مِن زَعزَعتها , فحينَ تُريد أن تَكون نَفسَك , عليكَ أن تثير حفيظَة الأسئلة في وُجوه الآخرين , وإلا فجوابك عتيدُ مرضِ الابداء , فنشرتُ أوراقَ تَلفي في أرضٍ تَعي بالأحقيّة مُرادَ الأشياء , فأنجبتني في بضع أتربة , حَزُنَ لها صَدى الارتداد , فهل أزيدُ انشغالات الصُّراخ في مُخّ الكلمات ..؟ أم آوي إلى ظِلّ أنحَتُ فيه عَناويني وأستقم ..!


لا عَليكَ أنت , إنّما الصَمت أجدرُ عُرفا ً بركام التَّضحية , وأثبتُ نَقلا ً عَن اختفاء حُنجرتك , حين تسقط دمعة الامتنان .!

فيا وُجوهنا مالَكِ فينا وُجودا ً , ومالِ ذكر الحَديثِ عَنك بتليد , إنّا لَمّا طَغى الحبر أفئدتنا , نازعنا جِنَّ الأوراقِ هَيبة , واغتالَنا الكَذب والتّسويف , فأمرنا بغير أمرٍ نعقده القلوب , وحِرنا غافلين عَن غَفلتنا , واستحقّ بنا الهَرب , وهل نَستوي به حينَ الرّجوع ..!

فاتن حسين 12-20-2011 07:40 PM



تلاوة قلم أعياه الانتظار..
فبات يتعثر بين السطور بنبض محترق التجاويف..
عبدالله..
مسائي بك راقي..!

عبدالإله المالك 12-21-2011 01:19 PM

عبدالله

تلاوة تنتابها هوج الرؤى

تحية

خالد الداودي 12-21-2011 01:53 PM

للوهلة الاولى يا عبدالله لم ارى اسمك دخلت للعنوان .. فأستوقفت نفسي في بداية السطر وقلت هذا عبدالله لأتاكد من الاسم فيما بعد ،،، كريم انت على الورق .. تذكرني بسجين قال سوف اصنع من اوراقي قاربا ثم اسألهم ان يلقوه في البحر .. حتما ستراه حبيبتي ..

لقد الجمتني حين قلت :- واستهلَّ بنا مَنزِلٌ لا يُؤاخذُ بالبَسمة النَكراء تضحية , فألِفنا ما لَم نَبتغي حَظاً باردا ً يستوي بنا إلى أفقٍ مجازيُّ الاعتلاء هذا النضج ياعبدالله يعيد للغة هيبتها .. ووقارها ..

ثم اردت الذهاب صامتا معك حينما قررت رَميتُ نَفسي إلى ما بَعد الحَديث وتنميقات الكَلام
لأجدني الى الصمت اقرب حتى في حديث اناملي التي تعبث على كيبوردية الحال ...

يا عبدالله .. اؤلئك الذين دونتهم الاوراق صانتهم القلوب وتم حفظهم عن ظهر قلب .. وهذا ما حدث عند قراءتي الاولى .. فنشرتُ أوراقَ تَلفي في أرضٍ تَعي بالأحقيّة مُرادَ الأشياء
لعل ذلك برهان تساؤلك الذي ارد لي الانزواء .. حسنا لا عليك انت .. انشغالات الصراخ في مخ الكلمات اكثر ضجيجا من صراخات المنابر .. والنقش على الظل لا يزول .. حتما سيرتاده الظل وتألفه الشموس .. فكن الحبر والاوراق والصوت والصمت والصوره ..

فائق احترامي وتقدير لقلمك ...
نص مثل هذا يعلق ..
خ

غنى طارق 12-23-2011 10:58 PM

اقتباس:

حينَ تُريد أن تَكون نَفسَك , عليكَ أن تثير حفيظَة الأسئلة في وُجوه الآخرين , وإلا فجوابك عتيدُ مرضِ الابداء , فنشرتُ أوراقَ تَلفي في أرضٍ تَعي بالأحقيّة مُرادَ الأشياء , فأنجبتني في بضع أتربة , حَزُنَ لها صَدى الارتداد , فهل أزيدُ انشغالات الصُّراخ في مُخّ الكلمات ..؟

الاديب عبد الله المصالحة
لا اريد أن اخدش هذه اللغه بركيك العبارة
فأمام هيبة قلمك تتقازم كل العبارات
:icon20:


فرحَة النجدي 12-24-2011 12:38 AM

اقتباس:

فيا وُجوهنا مالَكِ فينا وُجودا ً , ومالِ ذكر الحَديثِ عَنك بتليد , إنّا لَمّا طَغى الحبر أفئدتنا , نازعنا جِنَّ الأوراقِ هَيبة , واغتالَنا الكَذب والتّسويف , فأمرنا بغير أمرٍ نعقده القلوب , وحِرنا غافلين عَن غَفلتنا , واستحقّ بنا الهَرب , وهل نَستوي به حينَ الرّجوع ..!
يا الله !
لا زلت أزفرها كما زفرتها حين قرأت هذا النص للمرة الأولى ،
و كما أنني لم أحر رداً في المرة الأولى ، فأنا الآن أيضاً كما كنتُ حينها ،
لا أعلم بم أعقب .!


الصورة و الجمال ، اللغة و الواقعية .
هذه معالم نصوصك حين تجيئنا بها .

شكراً عليك .

عبدالله مصالحة 12-31-2011 02:44 PM

فاتن حسين : الفاضلة

ممتنٌ لمقدمك الفاضل , تقديري .

عبدالله مصالحة 12-31-2011 02:52 PM

عبدالإله المالك المكرم

شُكرا ً لبهاء لحظك , تقديري


الساعة الآن 03:21 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.