منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   نَسْغُ الرُّوح (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=38789)

نازك 01-14-2018 12:25 PM

نَسْغُ الرُّوح
 
؛
؛
منذ أزمانٍ والوهنُ يعتمِرُني
تعتريني هزّاتٌ أحسبُها تدكُّ أركاني وتطحنُها
ومجدّداً ينبعِثُ بداخلي رَوْحٌ مِن الله فأعودُ وأنصِبُ قامتي وماتيسّر لي مِن بقايا.
طوراً بعد طور .. وتمضي بيَ السُنونُ على مضضٍ مُتناسَخٍ
وعينايا لاتبرحُ تُقلِّبُ طرْفَ الرجاءِ باتّجاهِ الأفق البعيد
كم تدثَّرتُ بانعكاسك ياقمري، وكم تبتّلتُ في ليالي غُربتي وكان نجمُك مُؤنِسِي
في نسيجي وفي ملامحي المُغيّبة كنت تتشكّل
لم ينفكَّ هاجِسُ التّلاقي يُحرِّضُني صُعوداً
وبين لحظةِ الوجودِ والعدمِ ؛ التقينا
كانتِ الدهشةُ تُغلِّفُ عيوننا التائقة، والزمنُ يؤرِّخ مجد ميلادٍ طال انتظارُهُ
تصافحت أكفُّنا فسرى شُريانٌ عبرمسامك في خلايايَ النائمة
حنينٌ قديم؛ أشبهُ باحتياج الجِذْرِ للأرض، والجنينِ للرحم، والنبضِ للقلب
شهقةُ الدهشةِ وقلقُ العيون وتسارُعِ النبض، كلُّ تلك الطقوس لم تزل ريّانةً في رُفوفِ ذاكرتي
استحضِرُها ذات توقٍ واحتسيها على مهلٍ وحتى الثُّمالة،
جرعةٌ من جُرعِ الحياةِ تُبلسِمُ شِفاه الفقدِ حين يعزُّ النِّداء.
على ناصيةِ جادّة الشوقِ ، رَكِزْتُ جِذري
كلما هبّت أنواءُهُ تُورِقُ أوصالي، سلسبيلُ صوتك يسري في نسْغي، يختلِطُ بأمشاجِي الخاوية
فتدبُّ في عروقيَ الحياة،
كيف يتحوَّلُ هذا الفراغُ إلى امتلاء !
كيف تتحوّل هذهِ السماءُ لصدرٍ رؤوم وذاك الحائطُ لشجرة وهذا القلمُ لفم !!
كيف يحدثُ هذا، وماهو ذا الشُعورُ الخفيِّ الجيّاشِ بالرغبةِ الممتلىءُ بنفسهِ ،
المؤدِّي بي إلى طَورِ الإكتفاء !!
كيف تحوّلتُ مِن وُحدةِ الأنا إلى دُنيا من الإحتواء !
إنّها أُحجيةُ القدر، تنسِجُ دروبها وتأخذني خُطاي في دائرتها الموصولةِ والمُنغلِقة على أفئدتنا التائقةِ للأبدِ البعيد،للسماءِ الرَّحِيبة .




نازك
2018/1/14

سليمان عباس 01-14-2018 01:37 PM

هنا عوامل لربيع غدق لوح من بُعد ..وعوالم لمصابيح من بعيد قادمة لتعيد الحياة من جديد
ولكن لن نجد البهجة قادمة ومتجهه نحونا قد تخطأ الطريق الينا وقد تصيب وقد لا تأتي
ولكن إستخراجها من أعماقنا هو الجمال الذي لا يجف نبعه


سلام لهذا الحرف وهذا النبع
وتقديري الكبير لقلمك

حسام الدين ريشو 01-14-2018 02:43 PM

سردية مكتنزة بالمعاني
تحملها صورا واخيلة تبوح بالمكنون
تحياتي وتقديري

جليله ماجد 01-14-2018 06:08 PM



و كأن هذه الروح لم تولد إلا بميقات اللقيا ..
و كأن القلب جرس بعيد ..
يقرع فقط لتلك الطلة ..
عندما تكتب نارك ..
فإن روحها تتجسد على الورق ..
فتبعثه حياة جديدة و بياض ناصع ..
محبتي و إعجابي .. دائما ..


سيرين 01-14-2018 06:24 PM

نسغ روح تهبنا من بعث الحياة مالا تصلها ذاكرتنا
وحرف كالضوء الموقوت فتنة تحت ظلال ذائقتنا
شكرا مبدعتنا نازك لمتعة التحليق والسفر هنا
ود وياسمين

\..:34:

رشاد العسال 01-15-2018 07:32 AM

هكذا العُشَّاق يلملمون بقاياهم،
كلَّما سَجَى اللَّيلُ !
ما أشبه أديم الأرواح بأبخرة اليَّمِ
التي تلد المطر.

/

نازك يا سماء ..

الشمس يا جميلة تكتب بضوئها أعمارنا،
وهكذا.. لنا الخُطَى، وللأرض الرفات.

لقلبكِ السُّعد،
والود.

رشا عرابي 01-15-2018 11:41 AM

حين يولد جنين الدفء من فراغ الصقيع
يكون ثمّة ائتلاف أقام مأدبة إلتفاف والجوقةُ نبضٌ حاني من بُنيّات الحنين

كيف يتحوَّلُ هذا الفراغُ إلى امتلاء !
كيف تتحوّل هذهِ السماءُ لصدرٍ رؤوم وذاك الحائطُ لشجرة وهذا القلمُ لفم !!


تلك هي اتّكاءات التّصبر
وزاد العاشقين حين تفرغُ منهم مؤونة العمر من الثبات
ليس لهم المضيّ والسّوق متعبة


مرآة روحي ورفيقة أويقاتي
تنفّسي الصعداء
وإليك السعادة على يقين أنها من هِبات الدعاء

نازك 01-17-2018 11:21 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليمان عباس (المشاركة 1035941)
هنا عوامل لربيع غدق لوح من بُعد ..وعوالم لمصابيح من بعيد قادمة لتعيد الحياة من جديد
ولكن لن نجد البهجة قادمة ومتجهه نحونا قد تخطأ الطريق الينا وقد تصيب وقد لا تأتي
ولكن إستخراجها من أعماقنا هو الجمال الذي لا يجف نبعه


سلام لهذا الحرف وهذا النبع
وتقديري الكبير لقلمك


شكراً لكم أيها الفاضل هذه القراءاة الوارفة
كرمٌ أوليتموه لبسيط حرفي

تقديري الجمّ


الساعة الآن 03:13 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.