منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   يَـــــــــبــــــــاب (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=41973)

حسن زكريا اليوسف 03-25-2020 07:44 PM

يَـــــــــبــــــــاب
 

يَـبـاب


قالت:

لستَ أولهم ولا آخرهم
أنتَ أمينٌ على دَنَس خُطاهم وفُحش خطاياهم، ووفيُّ لتراث ظلمهم وظلامهم.
يا من كنتُ أرسمك على جبين الحلم نهراً من ضياء، يرقص على أكتاف الياسمين؛ وكنت أُجهد نفسي في البحث عنك تحت جُنح المستحيل.
أنا لا أرتضي لنفسي حُباً أقصر من قامة كبريائي، ولا أدنى من سموِّ أحلامي.
حين ألتقيتك أول مرة وخلعت عليك بردة روحي الدافئة بصدق أحاسيسي والمعتقة بعبق طُهري وبراءتي، حين هتف نبضي باسمك حتى بُحَّ صوته
حينها خلت أنني أقصُّ شريط عُمرٍ جديد، وأجني ثمار انتظار دام لأزمنة سحيقة موغلة في التنائي خلف عواصف الخذلان.
تلك الطفولة البريئة التي كانت تحسبك لائقاً بها، لم يقدح في خاطرها أنك مخادع
وقلَّبتُ صفحات الغابرين، فهالَني ما قرأت من قصص الغدر والخيانات، وملاحم سبي الحمائم ووأد حبات المطر.
والتفتُّ حولي فراعني ما رأيت من كثبان الورود الملقاة على قارعة الخيبة.
وعلى فُتات أملٍ اعتاش قلبي القعيد على رصيف الانتظار البارد تحت وطأة لعنة التوجس
وعلى شفا جرحٍ عارٍ بلا حياء تأرجح صبري الواهن
ما كان ينقص زلزلة الفجيعة إلا رمية لسانك في اللقاء الأخير
حين ركلتَ خوابي الخمرة التي عتَّقتها نبضاتنا، وأوصدتَ باب اللهفة بعد صفعة انكماشٍ، وقهقهةٍ أسرجتَ لها ما بقي من أشلاء أناي مطيّة.
حقاً، كنتَ بارعاً في نقض غزل حكاية عشق موشاة ببراءتي
ليهنك أنك تقتلني كل ذكرى قِتلة جديدة، وبنكهة مختلفة، أمرُّ وأشرّ
وأني سأقضي ما بقي لي من أجل ٍ في غار البكاء ، أعتصمُ بحبل الحزن، وأتوجَّس من دبيب النور وشدو العصافير
أيها القاتل بدمٍ بارد: بؤ بشسع نعل لعنتي.


رشا عرابي 03-25-2020 08:33 PM

ويحَ التلوّن حين يُربك القلوب الواثقة
بحمّى الصدمات،
ويح الدموع حين لا تستوفي بغدقها كمَّ الألم المُنثال
على هيئة حرف...

سلمَ القلب واليراع مستشارنا

سيرين 03-25-2020 11:23 PM

حين يجيد القلم التحدث بلسان الاخر
فأنه يعني امتلاك ناصيته بين أنامل كانت اللغة طوعها
صوت صريره استوقفني وأسر الدهشة
بما سطره من رسالة ادبية ترجمت عمق المشاعر وانينها
ولن يستطيع ذلك غير شاعرنا المتألق دوما حسن زكريا اليوسف
مودتي والياسمين

\..:icon20:

نادرة عبدالحي 03-28-2020 07:24 PM


مفردات اللغة الثرية في يباب تصنع مني قارئة مختلفة بهذه الثروة

اللغوية وجدتُ ذات لي كانت تائهة بعثرتها سنوات من العيش من غير جدوى ،

الشاعر حسن زكريا اليوسف سفن وقوراب محملة بالورد تعبر المحيط في

طريقها إليكَ ،

ضوء خافت 03-29-2020 03:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن زكريا اليوسف (المشاركة 1165015)

يَـبـاب


قالت:

لستَ أولهم ولا آخرهم
أنتَ أمينٌ على دَنَس خُطاهم وفُحش خطاياهم، ووفيُّ لتراث ظلمهم وظلامهم.
يا من كنتُ أرسمك على جبين الحلم نهراً من ضياء، يرقص على أكتاف الياسمين؛ وكنت أُجهد نفسي في البحث عنك تحت جُنح المستحيل.
أنا لا أرتضي لنفسي حُباً أقصر من قامة كبريائي، ولا أدنى من سموِّ أحلامي.
حين ألتقيتك أول مرة وخلعت عليك بردة روحي الدافئة بصدق أحاسيسي والمعتقة بعبق طُهري وبراءتي، حين هتف نبضي باسمك حتى بُحَّ صوته
حينها خلت أنني أقصُّ شريط عُمرٍ جديد، وأجني ثمار انتظار دام لأزمنة سحيقة موغلة في التنائي خلف عواصف الخذلان.
تلك الطفولة البريئة التي كانت تحسبك لائقاً بها، لم يقدح في خاطرها أنك مخادع
وقلَّبتُ صفحات الغابرين، فهالَني ما قرأت من قصص الغدر والخيانات، وملاحم سبي الحمائم ووأد حبات المطر.
والتفتُّ حولي فراعني ما رأيت من كثبان الورود الملقاة على قارعة الخيبة.
وعلى فُتات أملٍ اعتاش قلبي القعيد على رصيف الانتظار البارد تحت وطأة لعنة التوجس
وعلى شفا جرحٍ عارٍ بلا حياء تأرجح صبري الواهن
ما كان ينقص زلزلة الفجيعة إلا رمية لسانك في اللقاء الأخير
حين ركلتَ خوابي الخمرة التي عتَّقتها نبضاتنا، وأوصدتَ باب اللهفة بعد صفعة انكماشٍ، وقهقهةٍ أسرجتَ لها ما بقي من أشلاء أناي مطيّة.
حقاً، كنتَ بارعاً في نقض غزل حكاية عشق موشاة ببراءتي
ليهنك أنك تقتلني كل ذكرى قِتلة جديدة، وبنكهة مختلفة، أمرُّ وأشرّ
وأني سأقضي ما بقي لي من أجل ٍ في غار البكاء ، أعتصمُ بحبل الحزن، وأتوجَّس من دبيب النور وشدو العصافير
أيها القاتل بدمٍ بارد: بؤ بشسع نعل لعنتي.



عندما ينطق بلسانِها رجل ... فقد أنصفها و اقتص لها من نفسه قبل أن يجبر كسرها بمواساة حزنها ...
و هو بريء لا شك من دم قلبِها ...
لكنها كذلك ... النفوس النقية ...
تستشعر آلام الآخر ... و بأياديهم الطاهرة تربّت على الأرواح المتعبة ...

كل مفردة ... بمثابة خيط يرتق جرحاً أو بلسماً يشفي جرحاً لأنثى ...

القدير حسن زكريا اليوسف ... دام لنا نبض قلمك و قلبك

حسام الدين ريشو 03-31-2020 02:02 PM

الله
يا استاذنا حسن
كالعادة
دهشة التلقي مع نصوصك الرائعة
تلازمنا
تحية لك ولنصك

حسن زكريا اليوسف 04-05-2020 10:35 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشا عرابي (المشاركة 1165019)
ويحَ التلوّن حين يُربك القلوب الواثقة
بحمّى الصدمات،
ويح الدموع حين لا تستوفي بغدقها كمَّ الألم المُنثال
على هيئة حرف...

سلمَ القلب واليراع مستشارنا

رشا الورد
صباحك الفرح
لإشراقتك يبتسم الحرف وهو في لجة التعـب
ويفوح الفرح على لحن هديلك
تسمو الكلمات بحضورك
لك هاطل شكري
مع شهد محبتي وتسنيم تحياتي
ح س ن ز ك ر ي ا ا ل ي و س ف

عَلاَمَ 04-10-2020 04:37 AM

.

عِتاب يحمل اللّوم الشديد في أيام وليال لم تغيب
كُل ذكرى تمُر تَنشُر الخراب من جديد
ولاسبيل سوى إنزواء للبعيد

،

شكرًا لحضرتك


الساعة الآن 09:37 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.