منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   لأنّ ما قبلكم هو أنا ،،وما بعدكم هو أنا ،،، (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=40913)

عبدالحليم الطيطي 07-07-2019 04:28 PM

لأنّ ما قبلكم هو أنا ،،وما بعدكم هو أنا ،،،
 
***

لأنّ ما قبلكم هو أنا وما بعدكم هو أنا ..........





** قال: ،،كنت دائما أنتظِرُ عطلة الصيف ،،وأنا صغير ،، لأجتاز الجسر وأفرَحُ بعد انتهاء تفتيش الإسرائيليين ،،كان تفتشيا صعبا ،،أجلسُ وأمّي في طابور ونتقدَّم كل ساعة مترا ،،ويفتّشون كلّ شيء،، ليتأكّدوا أن ليس معنا غاضبٌ يريد استرجاع ما سرقوه ،،
...تسألني المجنّدة ،،هل تحبّ أن ترانا ،،نحن متحضرون ونفهم حقوق الإنسان ونلتزم بالعدالة ،،،أقول لا ،،أنتم فقط سارقون ،،ولا تعنيني العدالة فيما بينكم ،،،ولو تكلّم السارق عامين عن العدالة والحقوق ،، فلا أصدّقه ،،
.
،،،أحبّ أن أرى فقط باص الخليل ،،القديم الذي كان موجودا قبلكم ،،،أحبّ أن أرى كلّ شيء كان موجودا قبلكم لأنّ ما قبلكم هو أنا وما بعدكم هو أنا ..........
....،،اقول لها : سأرجع بعد شهر أُطرَد من هذا الجسر مرّة أخرى ،،كما طُرِدَ أبي من قبل ،،ونُحرّر فلسطين كلّما زرناها ونُطرَدُ كلّما خرجنا منها ،،،نشعر بالماساة كلّ مرّة ...!
وينتهي التفتيش والنقاش مع المجنّدة ،،وأرى - باص الخليل القديم - ،،!،،أركبُه سعيدا بعودة مؤقّتة إلى بلادنا فلسطين ،،،،،أقول في نفسي من هذا الجسر ،، خرج آبائي وطُردوا من أوطانهم ،، وها أنا أعود ،،،،،،ولو لشهر !!
.
هي عطلة المدارس ،،،ونزور فلسطين ،،،أروح في البيوت ،،وأجيء ضيفا على جميع الأقارب ،، وأنا أحلم بالجرّار وصاحبه ،،الذي ما كان يعمل إلاّ في الأرض كزهور ها البريّة ،،
.
أشار اليه بيده ، فرَكِب خلفه على الجرّار ، وطار فوق الصخر في الجبل كأنّه صخرة أخرى ،،حتى وصلَ المغارة ،،تفقَّد الأغنام وعُدنا الى البلدة ودخلنا - العَقِد - : وهو غرفة واسعة جدا وعالية حدا وجدرانها سميكة جدا ،،،،ينامون فيها ويطبخون ،،،،تجلس جنب نافذته الواسعة ، ليتدفّق عليك هواء غربيٌّ ،،يُعيد لك الحياة التي أزهقها التعب ،،وأنت تعيش هناك معهم ومع الأرض ،،زرْعها ،،وأبقارها وأغنامها ،،

،، كنتُ طفلا ، أحببْتُ ذلك الشخص الذي يشبه الأرض بكلّ خيرها ،،وقويأ نقيّا كزهورها البريّة ،،كنت معه أذهب اينما ذَهَب ،يشير اليَّ فأركب جنبه على الجرّار ،،لا يمشي به إلاّ فوق الصخور ،،وأنا شديد السعادة في هذا الإنطلاق الحُرّ الجميل ،،،نذهب دائما إلى مكانٍ ما من التراب ،،!
.
لا أرى في طريقي إلاّ الماء والأرض والسماء ....!!!قريبين من صدق التراب بعيدين عن الكاذبين الذين يسكنون هناك خلف الجدران ،،،المكتظّة بالغيبة والكذب والخداع والحسد والنميمة ،،،!!يسدّون طريق الصادقين الحُرّة ،،الخالية من الغيوم
.
..أبتعدُ عن الفارغين المتباهين ،،رغم أنّهُم ينتهون في لحظة ،،وإذا عَلَوْا على قمّة أمَلِهم ،،يَدحرون الصاحب ، يتكبرون على المحبّة ،،والأخوّة ،،،،،و بعد لحظة ينزل ،، كلّ من يقف على قمّة أمله ،،،!،،فنحن نحيا في أحلامنا لحظة ،، ثم نعاود الموت ،،،! ،،كما كنّا !
.
كان جرّار يوسف ،،يقف عند حدود المدينة لا يدخلها ،، فإذا عاد إلى الفلاة طار على ضخورها وطرت معه ،،،إلى الحياة المكشوفة ،،التي ترى كلّ مافيها ،،لا شيء خلف غمامة أو قناع ،،حياة حقّة تراها بأمّ عينك ،،إذا ضحك يوسف فهو يضحك ،،وإذا غضب فهو غاضب ،،وهؤلاء الناس إذا كرهوك ضحكوا لك ،،وإذا خافوك مدحوك ،،!!،،وإذا أحبّوك خانوك ،،،،،،،!!
.
،،وكان إذا سمع الأذان يسجد على التراب ،، ويقول لي : نحن في غُرفة الأرض ،،وبعد حين ينهدّ الجدار بين الغرفتين وندخل غرفة السماء ،، ويجب أن تكون طاهرا ،،حين تدخلها لأنّك ستلقى الله هناك ،،!
،،وهؤلاء الكاذبون مازالوا خلف قضبانهم ،،يعيشون في غرفة من الكذب ،،والحياة تتلألأ بعد حاجز من الضباب ،،لم يجتازوه وماتوا في الضباب ،،
.
.ويقول : ..ليس عمرك إلاّ ما تشعر به وما تفهم ،،لأنّ الله لا يرى إلاّ عقلك ،،ويرمي جميع جسمك في التراب !!!
.

.







الكاتب م عبدالحليم الطيطي https://www.blogger.com/blogger.g?ta...=6277957284888
514056#allposts/postNum=0

سيرين 07-07-2019 05:56 PM

وكان إذا سمع الأذان يسجد على التراب ،، ويقول لي : نحن في غُرفة الأرض ،،وبعد حين ينهدّ الجدار بين الغرفتين وندخل غرفة السماء ،،
الله ...
وهو ما يكفي إثباتاََ لحياة أوردت الحرية في القلوب رغم عتمة الاحتلال
نص قيده انطلاق ويُلزمنا مع كل حرف حضور مختلف
ليتتبع تلك الرحلة وظلالها الوارفة العطر
سلمت مبدعنا \ عبدالحليم الطيطي
دمت مطراََ مورق لمواسم الألق
مودتي والياسمين

\..:icon20:

نادرة عبدالحي 07-08-2019 02:37 PM


شكرا بحجم السماء لهذا العقل النير الذي منحنا أحد اليوميات الأدبية التي

تكشف عن مواقف لم يعيشها إنسان غيره ،

يوميات إنسان مُعذب يواجه الجسر ويواجه المحتل فأن تفنتش وأنت إبن هذا البلد

من قِبل من سرق بلادكَ فهو أمر مهين حقا ، الكاتب عبدالحليم الطيطي أخذتنا

لإحد المواقف الصعبة التي يشعر بها من ذاق مرارة التفتيش وعدم المرور بين البلدات بحريته التامة ،

يوسف الأنصاري 07-11-2019 02:50 PM

هذا هو فخر الحرية ..
حرية تجسدت في أسمى الأخلاق من تواضع ، رضا ، سعادة ، خشوع ..
كلها تنحر أفعال المحتلين المتكلفين بقوانين الإستبداد والجرم والفساد ..
لم تدع لهم أساس إلا وهدمت أصله ، وفضحت بحقيقتهم الواهنة خلف مسميات تجمل قبح أفعالهم الغاشمة ..

دمت ودام قلمك حراً عالياً بما يحتويه الفؤاد من حق ..

عبدالحليم الطيطي 07-16-2019 11:58 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيرين (المشاركة 1122083)
وكان إذا سمع الأذان يسجد على التراب ،، ويقول لي : نحن في غُرفة الأرض ،،وبعد حين ينهدّ الجدار بين الغرفتين وندخل غرفة السماء ،،
الله ...
وهو ما يكفي إثباتاََ لحياة أوردت الحرية في القلوب رغم عتمة الاحتلال
نص قيده انطلاق ويُلزمنا مع كل حرف حضور مختلف
ليتتبع تلك الرحلة وظلالها الوارفة العطر
سلمت مبدعنا \ عبدالحليم الطيطي
دمت مطراََ مورق لمواسم الألق
مودتي والياسمين

\..:icon20:


اديبة عزيزة شفيفة ،، ألف شكر والف سلام

عبدالحليم الطيطي 09-25-2019 02:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادرة عبدالحي (المشاركة 1122157)

شكرا بحجم السماء لهذا العقل النير الذي منحنا أحد اليوميات الأدبية التي

تكشف عن مواقف لم يعيشها إنسان غيره ،

يوميات إنسان مُعذب يواجه الجسر ويواجه المحتل فأن تفنتش وأنت إبن هذا البلد

من قِبل من سرق بلادكَ فهو أمر مهين حقا ، الكاتب عبدالحليم الطيطي أخذتنا

لإحد المواقف الصعبة التي يشعر بها من ذاق مرارة التفتيش وعدم المرور بين البلدات بحريته التامة ،




ألف سلام لك وللقائك يا أديبة وألف شكر لشرحك البليغ

عبدالحليم الطيطي 09-29-2019 07:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف الأنصاري (المشاركة 1122410)
هذا هو فخر الحرية ..
حرية تجسدت في أسمى الأخلاق من تواضع ، رضا ، سعادة ، خشوع ..
كلها تنحر أفعال المحتلين المتكلفين بقوانين الإستبداد والجرم والفساد ..
لم تدع لهم أساس إلا وهدمت أصله ، وفضحت بحقيقتهم الواهنة خلف مسميات تجمل قبح أفعالهم الغاشمة ..

دمت ودام قلمك حراً عالياً بما يحتويه الفؤاد من حق ..

ودمت يا استاذ/ يوسف وأكثر الله منك وسلامي اليك

سلام الحربي 10-02-2019 12:33 AM

كلما تذوقت عنب فلسطين شممت رائحة ارضها وتذكرت كل جراحها
كلما شاهدت عظمة المسجدين رايت بينهم اخر مفقود

تراب الأرض رائحة الحب

الذكريات المؤلمة
ترتبط دائما بالقدس بكرمها وزيتونها
بثوب النساء المطرز بالخيط الأحمر وعمائم الرجال
مفقودات لاسبيل لنزعها من القلوب

الأستاذ عبد الحليم الطيطي
شعرت بغصة وألم
كلمات القلب النازح من أرض الأنبياء هي الأقوى والاكثر تاثيرا
سلم قلمك وسلمكم الله جميعا


الساعة الآن 05:05 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.