منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   حديثُ واصِب ! (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=30956)

فرحَة النجدي 08-03-2012 10:33 PM

حديثُ واصِب !
 



حَديثٌ واصِب !



مِن دونِ مُقدِماتٍ ، هَكذا ، كَأَي دابةٍ يُطلق للجامِها العَنان أَطلقتُ بِاﻷمسِ قَدمايّ لـ تَقودانِني حيثُ هُم ، قِطعُ القلب المُفقودة !
يَضحَكُ صاحِبي الجَميل كُلما أَخبرتُه أَن قلوبَنا أَصبحت مُرقعة كـَ لوحِ شطرنج ، المعتِمُ مِنها مفقود وَ إحتماليةُ استحالة البياض
للعتمة أَمرٌ وارِدٌ أيضاً عَلى مُر اﻷيام ، تُرى كيفَ سنعيشُ إِن تَحولَ اللوحُ إلى السوادِ كُله !

إِلى اﻵنِ مُحتارةٌ في شوقِ مَن يَكبرُ إِليّ فـ يَجرني إِلى هُناك حيثُه ؟! كانتْ فرحَةً باﻷمس ذَهبتُ ﻷحضرُها فوجدتُني بتلقائيةٍ
أُردد : السلامُ عليكُم دارَ قومٍ مؤمنين ! يا لَدَهشتي حينَ وَجدتُني قفلتُ من الحَفل الّذي لم يَرُق لي مُروراً بالمِقبرة !

إِنّي إِذْ ارتديتُ اﻷخضَر يومَ أَمسٍ حضَر راشد في كامِل بهائهِ أَمامَ ناظِريّ ﻷسمعهُ يُردد ستريْن صَنيعي يومها ،
كان يُحضر ليومٍ أَكبر لي أَرتدي فيهِ خماراً أَخضر وَ يَرقُص من أَجلي بِسعادة ، وَ لكنها اﻷيامُ لا تُمهِل أَحد
و المَوتُ يتربصُ باسِماً بِخبثٍ بِكُل لذةٍ وَ فرح . وَ بقيتْ أُمنيتهُ مُعلقةً كـَ باقي اﻷُمنيات الـ تُشبهُ المُستحيل الـ رُبما كَسرت
القاعِدة وَ تَحررتْ بِفعل معجِزة .!

الصالِحونَ يعطونَ بِلا مُقابل ، هكذا كان راشد وَ أَنا أُحاوِل أَن أَكون مِثله ، و لكِنني ما بلغتُ موطِئ قدمَيه !
بلغَ حُبه قلوب الجميعِ فشيعَه الكِبار وَ الصِغار ، النِساء وَ الرِجال ، مَن عَرفه وَ مَن لمْ يعرِفه ، ضُباطُ الوِحدة المنتظِم فيها
وَ أَفرادها ، وَ كَثيرون حضَروا فقط مِن أَجل الصَلاةِ عليه ، لقَد رَأيتُ بِأُم عينيّ كيف قَبلت عَجائز الحارة جبينَه وَ هُو مُسجى
في كَفَنه . عَنهُ أَجتهِدُ لأَخذ جَمالِ روحِه و لكِن يا تُرى هلْ عليّ أَنْ أَموتَ ﻷعلمَ مَن يُحبني
وَ مَن يُجاملني بِما لا يَلزمني البَتة ؟!

قَبل فترةٍ بسيطَة أَضحكتني إِحدى الـ يُفترضُ بهم أنْ يكونوا أَداةَ بناءٍ في المُجتمع حينَ لمحَت إلى أَنني أُحاول مُصاحبتها
لمَصلحة ما حَدى بي ﻷنْ أَحجبني عَنها طوعاً وَ حمدتُ اللّه أَن لمْ يُيسر لي يوماً لقاءً بِها بِرغم سعْيي الحَثيث لِذلك وَ لم
يُهيء يوماً لها فُرصَة ﻷنْ تَتكرم عليّ بِشيء . بعضُ مُثقفينا ثقافتُهم هُراء ، مُجرد حبرٍ عَلى وَرق يُجيدون تَنظيم اﻷفكار
وَ رصفِها عَلى هيئةِ حروفٍ مُنمقة ، أَما عَلى أَرض الواقِع فَلا يُعمِلون إلّا قلوبَهم المَريضة وَ عُقولهم الصَدِأة .
بِبساطة هُم على أرضِ الواقع أَضل مِن حِمار جُحا ، أَهكذا تُقال ؟!

البعضُ يَظُن أَنّني أَكتُب راشِد ﻷنَني حَزينة وَ يعزون ذلكَ لنقصٍ في إيماني بِاللّه و تَسليمي بِالرضا وَ القدر ! المُهرجون ،
أَوما يُدركونَ أَنّ بعضَ اﻷرواحِ وَ إن فُقدت لا تبرحُ موضِعها مِن القلبِ حُباً وَ سلوى ؟!
أَنا لستُ حَزينة ، أَنا أَرقُب ساعةً يقولُ اللّه فيها لـ أُمنيتيّ كونا في الدُنيا وَ اﻵخِرة فـ تكونانِ دونَ تعبٍ وَ وَصب وَ نصَب ،
لِذا ليتَهُم يَكفون عن الثرثرةِ وَ الكَلامِ الـ لا طعمَ وَ لا وزنَ له وَ يتركوني وَ ربي فَهو الوَحيد الذي لا يسيءُ الظَن بي وَ لا يسيءُ فَهمي .

لـ راشِد صورةٌ تمويهية بينَ اﻷشْجار ، كانَ يرتَدي زياً تنكرياً كـ لونِ الشجِر حاملاً بُندقيته ، كان قناصاً .
كُلما تأملتُها وَ سَنا البراءَة في وَجهه شعرتُ أَن هذِه الدُنيا حقاً لمْ تُخلق لِمثله .

بالمُناسبة كانَ راشِد من مَواليد الثامِن من أَغسطس لعام ست و ثمانين بعد التسعمائة و اﻷلف للميلاد ،
أيّ بعدَ خمسَةِ أَيامٍ تحديداً سَيُكمِل الخامِسة وَ العِشرين لو أنهُ كانَ هُنـــا !


الجُمعة : 3 أغسطس 2012 م

موزه عوض 08-03-2012 11:11 PM

تقشعر الأبدان لهذا حديث وجم الملامح واكتظ بفراغ لا يخلو من الصمت ..

فرحة ..حبيبتي ..كم أحبكِ حين تتقنين الصوت حتى في الخفاء ..

جميلة ..ودعوة لفرح يلامس قلبكِ

أحمد آل زاهر 08-04-2012 12:10 AM

..
..

كل الشكر يا فرحة على هذا النص ..
قد وصلَ إلى طريقه بلا حواجز ..
حسبي بأنّ القلوب الصادقة لا يدخلها إلا الحرف الصادق ..
وقد فعلت ...

أذاقك الله نصيباً وافراً من اسمك ..

..

مياسين 08-04-2012 02:27 AM





هذه السّطور لها صوت رعدّي كبير
تلمسين سطح القلب يا فرحة حينما تكتبين ..

ما أجمل كل ما هنا :34:

عبدالرحيم فرغلي 08-04-2012 02:39 AM

أَن قلوبَنا أَصبحت مُرقعة كـَ لوحِ شطرنج ، المعتِمُ مِنها مفقود وَ إحتماليةُ استحالة البياض
للعتمة أَمرٌ وارِدٌ أيضاً عَلى مُر اﻷيام ، تُرى كيفَ سنعيشُ إِن تَحولَ اللوحُ إلى السوادِ كُله !
ما أجملها من فكرة .. ومن صياغة ، ليس من السهل صياغة هذا المعنى بصياغة رائعة كهذه .. شكرا لك أن منحتني هذا الجمال .
=======
إِلى اﻵنِ مُحتارةٌ في شوقِ مَن يَكبرُ إِليّ فـ يَجرني إِلى هُناك حيثُه ؟!
هذه العبارة توقفت عندها .. أحاول فهمها . ولكن بلادة ذهني توقفت عندها .
=======
قَبل فترةٍ بسيطَة أَضحكتني إِحدى ....................................
هذا المقطع وأنا أقرأه .. قلت ما علاقته بما سبقه وبما يليه ، وأنتبهت أنك ذكرت راشد الصالح الذي يعطي بلا مقابل ، والذي لا يعطي ولا يصادق إلا لمصلحة .
========
معذرة .. فترة من انتسابي لأبعاد وألفتى مع الأعضاء الذين أعرفهم .. تجعلني أتجرأ بالبوح برأي المتواضع .. وإن شاء الله ما أزعجك ..
ألف تحية وتقدير

عبدالإله المالك 08-04-2012 02:52 PM

فرحة

رمضانك طاعات وجماليات

هالتني هذه اللغة السليمة المنداحة على شغاف الكلمة

تقبلي الود والورد

نوف سعود 08-04-2012 11:55 PM

اقتباس:

البعضُ يَظُن أَنّني أَكتُب راشِد ﻷنَني حَزينة وَ يعزون ذلكَ لنقصٍ في إيماني بِاللّه و تَسليمي بِالرضا وَ القدر ! المُهرجون ،
أَوما يُدركونَ أَنّ بعضَ اﻷرواحِ وَ إن فُقدت لا تبرحُ موضِعها مِن القلبِ حُباً وَ سلوى ؟!
حزن الحبيب على الصلاة والسلام لوفاة عمّه أبي طالب في نفس العام وسمى ذلك العام ( بعام الحُزن ) ..!
هذهِ الخنساء تماضر بكت أخيها أشد البُكاء وكتبت فيه أبلغ الرثاء فلم يعتب أحداً عليها ..؟

الحُزن يا فرح مدينه قابعٌه في أقصى الوتين في كُل إنسان ..!
ومن تجرد منه وقد مرّت عليه مواقف داميه فلا أظنه بإنسان ..؟

رحم الله راشداً وجميع أموات المسلمين وغفر لهم وتجاوز عنهم ..!

فرحة / أكتبي للحُزن وعنه حتى تجري أودية المشاعر منه فإنهم قومٌ لا يشعرون ..!!
تقديري ومتابعتي وودي .. :34:

عبدالعزيز العميري 08-05-2012 01:39 AM

الحزن هو الذي يحفزنا على الكتابة ، كيف لنا ان نكتب دون ان نحترق ...

انه آب الحزين ، سوف أعلَّق نفسي هنا على مشاجب الوجع ...

رحم الله راشد

كنت هنا


الساعة الآن 08:12 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.