منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   اطلالة مُغتَصَبة ! (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=39119)

أحمد الهسي 04-19-2018 12:17 PM

اطلالة مُغتَصَبة !
 
سبحان الله وبحمده

سبحان الله العظيم

استيقظت في يوم مشمس مادلني على طبيعته سوى ثُقبٍ في سور زنزانتي ،،

داعبت أشعة الشمس وجنتي فكادت تحرقها ربما لأنها لم تلامسني منذ عامين ،،

عجبت كيف اخترقت جداراً ارتص كأنه جنود الظلام بعضها يمسك بعض ،،

أم هناك من أخطأ هدفه في الخارج فأصابه لينزف لي نوراً !

مؤلمٌ رغم فرحتي بقدومه وما هو أجمل أن غدا لي إطلالةٌ أعرف من خلالها مايحدث خلف الأسوار .

نظرت .. وانتظرت حتى يزول ألمُ عيني وتتضح الرؤيا ويخف احمرار المشهد ،،

غير أن العالم يبدو لي أكثر حمرةً مما عهدته حاولت جاهداً أن أمعن النظر فما استطعت .

عدت إلى مقعدي الصلب وجلست خائفاً من فقداني لبصري فما عدت أرى أشباح المكان كما سبق فهناك نورٌ يغزو ظلام الزوايا .

أطرقت رأسي لأحدث أصدقائي الذين أوجدتهم من رحم العدم ولأول مرة لا أسمعهم !

فحدثت نفسي أخيرا ،، وطال الحديث حول ذلك الثقب هل أسده أم أبقيه هل أنظر من خلاله أم لا؟

وبما أني لم ارى غير السواد منذ عامين تجرأت على الظلمات ظلمة مكاني وظلمة نفسي وظلمة ادراكي ،،

لأنظر أخيرا فكأنما ما رأيته زجاج مهشم وألوانٌ متداخلة وحركةٌ لم أميز اتجاهها .

اشتد ألم عيني وتشقق رأسي من شدة ماشعرت أردت البقاء لفترة أطول أظن أنني أصبحت مدمناً للظلام .

حاولت النوم ليزول مابي من ألم فلم أقوى على إغماض عيناي الألوان تطفو في مجال رؤيتي انه السحر وما أجمله!

الآن اسمع أصوات الجنود يقتربون من باب زنزانتي ويرددون ليس هنا ليس هنا ، أنظر مابعدها ليس هنا أيضا ..

الأصوات تعلو تدريجياً ففهمت عن ماذا يبحثون عن الثقب صديقي الجديد ،،

سأحميك يا صديقي هكذا حدثت نفسي سأبقيك رفيقا لي ولمن بعدي من الخائفين ..

سأخفيك عن أنظارهم النهمة لن أسمح لهم أن ينتهكوا نورك المشرق ..

اتكأت عليه كأنه ماتبقى لي من العمر حاولت جاهداً إخفاء شعاعه بجسدي الهزيل غير أنه كالطفل العابث يريد أن يشبع فضوله ويلقي براءة نوره على وجوه العابرين كالطهر يبتسم في وجه كل الكائنات .

أبعدوني بعنفهم وسدوا ذلك الأمل الصغير فكأنما أغلقت الحياة صفحة الرجاء في وجهي .

لم أنم لفترة طويلة وأنا أنكأُ العازل الذي وضعوه كالسد المنيع بين العالم وبين رفاتي ..

أدميت أناملي وأنا أعبث به حتى شعرت بدفء النور يتسلل ضعيفاً الى زنزانتي الموحشة طيف الشعاع يريدني كما أردته حباً وسندا ،،

يبدو أنني اخترقت القوانين وثقبت الجدار من جديد لكنني تأخرت حتى هطل الظلام على أسوار المشهد فأدركت أنه الليل ،،

نمت فرحا ومنتظرا عرسي غدا حتى قبلني النور على وجنتي من جديد بت اعرف ذلك الضيف جيدا فعانقته بشغف .

انه الأمل يعود .. إنه النصر المجيد ،،

احترفت اكمال الثقب لأعيده كسابق عهده ومزقت من هندامي الرث لفافة لأسد الثغر المتعطش لي عندما يتكالب الحراس على زنزانتي ..

أصبحت حراً خارج السجن كسرت القيود واعلنت انتصاري أخيرا ،، ماكان هدية لي أصبح اليوم شرفي وسري الصغير.

بدأت أمرن عيناي على حدة الضوء وأرسم عقارباً لساعتي الجديدة هو ليل أو نهار بعدما كان العمر ليلاً سرمدياً ..

لا أأمن بأن الدنيا قد حيزت لغيري بعدما أعلنت نصري وأمسكت النور بيدي مصافحا كل الخلائق في الكون الذي كان يفصلني عنه حجارةُ مرصوصةً مصمتة.

وما ان أصبحت جاهزا للنظر من خلال عيني الثالثة عيني الثاقبة وجهزت خطابا يكاد يخلع صدري من حماسته نظرت بعيني عبثاً أبحث عن أبعد نقطة أصل إليها هنا وهناك الوان أوشكت على نسيانها وجنودٌ يتحركون بكل الإتجاهات ماهذه المساحات الهائلة كيف لهم أن يتحركون بطلاقة !!

ثم وقع نظري على امرأة عسكرية تحدث اخرى فكأنهن الحور العين رغم بعد المكان غير أن عيناي كادتا أن تقفزا إليهن وأعلم أنهن أشد صلابة ممن كنت أحادثهم منذ بضع سنين مضت غير أن العين تجاهلت قسوتهن والقلب كطفل يتدلى على ترقوتي يريد النظر ..

شهقت ورمقت الأفق فإذا به كاليوم الموعود دمارٌ ودخان وبيوت غير مكتملة البناء أو ربما مهدمة على رؤوس ساكنيها ..

طائراتٌ تقصف ونيران تلتهم الأفق ودخان يغطي السماء !

أيها الثقب ألم تعاهدني سرا بأن تكون لي أملا وتحمل لي فرحا ؟

في طريق العودة لمقعدي الصلب وهو خطوتان ،، تذكرت حوارياتي فعدت لأنظر قد أصابني سهمهن فما نظرت لغيرهن في ليلتي تلك ..

وفي الصباح التالي أيقظني صديقي بغضب فوثبت أنظر متجاهلا الم عيني فإذا بالنار تعلو والسماء تتخفى بالدخان والفاتنات يرسلن الذعر رصاصا الى صدور الأطفال العالم يصرخ والكون مثقل بالهموم القتل تفشى وانا بيني وبين مايحدث في الخارج ثقبٌ صغير ..

بيني وبينك وعد لم تصنه يا صديقي الجديد ولن أبقيك لي رفيقاً ورحمةً بمن بعدي سأخفيك .

رُوح 04-19-2018 06:26 PM

سرّك الصّغير كان معذّبك
مفارقة ما بين داخل الزّنزانة والعالم المتوقع خارجها، والعالم النّازف حقيقة، مفارقة رائعة.
لكم أشفق علينا ونحن الغارقون في عالم داكن، باحثين عن النّور وفي بحثنا؛ نسدّه بأجسادنا.
تحية خالصة الأمل بالتغيير المنشود 🌷

نوال الشمراني 04-19-2018 07:28 PM





مساء الزيزفون



أحمد الهسي

وحكاية تشتكي نزق الأيام
بافئده الدمع ومواويل الرحيل


أطلالة مغتصبة
كوطن مغتصب !!!

ود
@جاهله@


الساعة الآن 07:42 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.