منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   وَتر شـرقي .. (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=41994)

د. لينا شيخو 04-05-2020 12:07 AM

وَتر شـرقي ..
 



http://www.ab33ad.info/up/uploads/im...e118774202.jpg

في هذا الوقت الحذر من ليل دمشـق ..
أقفُ متحجرة كدمعة في عين حرة ، أجمع شتاتي في وجه الشوق المدبب وانحو إلى أقصاي حيث الندوب الوعرة والأحزان الخائفة من الظهور بكامل كبريائها.
يتشجر جسدي على هيئة أحلام هائمة على وجهها ، كصلوات مبللة بالدموع ..وصرخات طحنتها أسنان البرد..
في شوارعها الفاتنة أخلع جميع المدن وأرتدي أضواءها ، أصواتها ،
ألتقي الشفاه الملونة بالقبل ، الكفوف المطرّزة بالمصافحة ، والأقدام المزدحمة بالخُطى ، الحناجر الناعمة التي تعزف الصدى ..
العيون الوالهة في بريق الزهد و القلوب المضرجة بالحنين ..
تستطيل قامتي أكثر من الزمن ..
يترنح منزلي في قلادة على صدري ..!
صدري الذي تحول إلى هاوية
تومىء منها كل التذكارات البديعة ..
كلما نهرني الوجد أتعلّق بقلادتي لتكون الريح الخائفة طوق نجاتي ..
تطويني المسافات إلى حيث شوهدت ماريشالات العرض القبيح ..
لخرافة كثيفة يختبىء خلفها الواقع الخجول..
يحملني الصدق الغابر الذي شرد في متاهات الحرب ..
فأجدّد إقامتي في غيمة وأهطل للأعلى ..!
وأنثر القصائد المقددة تحت شمس الذكريات..
تُشعرني دمشق أني حرٌة كرياح تسبق المطر ..
تصنع الفوضى الباهرة وتمطر على هيئة حبر سريَ ، تقرؤه العيون التي لا تحمل المظلّات ..وتعيه الأرواح المجنَحة ..
تجعلني حيناً بسيطة كماء رائق يشف عن ذاته ، ومركبَة كماء البحر يكتنز كلَ أسرار الجمال والقسوة ..
أبدو متاحة كعطرِ ياسمينة وبعيدة كنجمةٍ مضيئة في أحلكِ السماوات..
سأخبر الفرح الفارع المشع بالعذابات اللذيذة لمرة وحيدة كافية مشبعة بالصدق ؛ كي لا تلتبس عليه قراءة ألغاز الفضة في امرأة ذائعة الشغف تحفظ خطواتها مشربيات دمشق القديمة عن ظهر حُبّ..
امرأة تغسل بابتساماتها الوارفة هذا الحزن الثقيل عن الأبواب المواربة .
أن روحي ليست مقعداً في مقهى تغادره مع رشفة الفنجان الأخيرة ..
أنني الوردة الدمشقية التي قصمت ظهر القبح ..!
أنني الآلام المجيدة لمدينتي حين تقرر أن تعزف مزامير الفرح الخالدة ..!
أنني الفينيق الطائر من رماده ..!
أنني الحِبر المتورّد لقصيدة قادمة ..!
ـــ
تم النشر في العدد 65 من مجلة " مبدعون " الورقية
العربي اليوم المصرية
الصدى نت


سيرين 04-05-2020 03:11 AM

تظل بصمة الاوطان بنا وشماََ يذكرنا " احيا بكم "
أي ملامح تلك التي تستعمرنا لغة وتجعل منا مجرد مفردة محملة بطقوسه
رسائل النور هنا وارفة الالق كما اعتدنا من مبدعتنا ذات طيب
جل آيات الود والامتنان

\..:34:

إغفاءة حلم 04-05-2020 04:04 AM

تغنيين ياطيب حينما تكتبين
هكذا بكل سلاسة أغنية النهر التي تنبعث من نايات أصابعك
فيسري في عروق الطرق المتيبسة حزناً هتاف الأشجار والعشب والبساتين ..
تتقنين لغة الحياة حتى وأنت تكتبين عن الحرب والخراب
لحرفك طلاقة الأجنحة ونصاعة السلام ..
مليء بتلويحات الورد وأغنية الوطن العابق عطرها وتحفها بالولاء فراشة كل قلب
ويد مطره تصنع جسور القزح التي تأخذ بيد كل شيء
من حتف الرماد إلى ضفة ملونة بالحياة
لياسمينة قلبك أهزوجة السلام التي لا يجف مطرها في فم السحاب ..
مدهشة وكف حرفك لا تحصى نجوم سحرها ..

خالد صالح الحربي 04-05-2020 06:30 AM

:
كما عهدتكِ من زمن وارفة الخضرة حتى بالوجع.
قلت أو ربما كدت أقول - ذات يوم - بأنّكِ تكتبين النثر بمحبرة " شعر ".
تحياتي وتقديري .
🌹

عَلاَمَ 04-05-2020 06:59 AM

.


وَتر.. أعَياه ترسُب الفَناء على الكمان
رُغم جَلجلة قلادة الآمان
يَسقُط مَصلوبًا على حَاف السَّماء
ضَاع صَوته في جَدائل الَليَّل البَهيم.
جَوُقَتُه رَحلت.
لم تُسقهِ تَرنيمة الوَداع
وَهَاهيَ نُوتاته .. مَزروعة على نَافذة الحَنين
تَجُر التيه في وِسع الضَياع..
وتُلقم الصُبح ليّلً جديد.

،

شكرًا جزيلاً لحضرتك


نادرة عبدالحي 04-05-2020 10:00 PM

عندما يمطر الياسمين جمالا و تختال الكلمات صوب شجرة ورد


تنهض الكاتبة بالصورة من وضعها الطبيعي إلى نهوض غير


المألوف العادي إلى مصدر صدق العاطفة وخلب الألباب

لنرى مشاهد مرئية محسوسة ، هنا ما تفعله دمشق بمعشوقتها

تجعلها تشعر أنها حرة كالرياح الذي تسبق نزول المطر ،

اقتباس:

تُشعرني دمشق أني حرٌة كرياح تسبق المطر .
استخدام الرمز بفنية فائقة هذا ما يمنح النص الكثير من السمات

الحرب تجعلنا منا بشر مختلفون عن البشر ما قبل الحرب ، ونكتشف

أننا نملك رؤيات لا يمتلكها اصحاب الاوطان الأمنة،

دمتي بالف خير كاتبنا الفاضلة ،

تحياتي

قايـد الحربي 04-05-2020 10:40 PM

:

هذا الوَتر : وِتر !

،
حين "تدَوْزن" ذات .. أصابعها للكتابة ، تحيل الحروف إلى أنغام
والأسطر أوتاراً والورقة مسرحاً ، ونحن حينها لانملك إلا التصفيق
منبهرين / منهمرين !!
،

هذا الوتر الدمشقي ذو " القدود الحلبية" يجعل مؤشر البوصلة
إلى الشمال ، يتشجّر حتى يكاد يثمر !
،

ياذات ..
لا ذات غيرك تجيد التغلغل إلى الذات
فكوني بخيرٍ وآمنة .

د. لينا شيخو 04-06-2020 12:26 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيرين (المشاركة 1165791)
تظل بصمة الاوطان بنا وشماََ يذكرنا " احيا بكم "
أي ملامح تلك التي تستعمرنا لغة وتجعل منا مجرد مفردة محملة بطقوسه
رسائل النور هنا وارفة الالق كما اعتدنا من مبدعتنا ذات طيب
جل آيات الود والامتنان

\..:34:

صدقيني سيرين
كل الكلمات والحقيقة والمجاز لا تكفي
لتحكي غرامي برائحة دمشق ..
إنه مرض اتمنى ان لا أشفى منه ..
وجودك يهدي لصباحي انساماً عذبة
محباات ❤


الساعة الآن 01:35 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.