انتظار .... ق. ص
انتظار..!!
في نهاية الشهر كان في طريقه للمنزل. يحمل أكياسا بها بعض الفواكه، ولفافة تتصاعد منها أبخرة معتقة برائحة اللحم تتخذ مسارا إلى أنفه، تغذي إحساسا كامنا لديه، فينتشي وتنتفخ أوداجه.. شعورقلما يدوم. كانت الرائحة تملأ كل فراغ حوله، فحثه ذلك على الإسراع. يتابع سيره، وكل ما يدور برأسه ويترجمه لسانه: الأولاد ينتظرون. قُبضت أساريرُه بفعل رائحة العفن المنبعثة من أكوام القمامة التي داهمته. حاول أن يمنع وصولها إلى أنفه حتى يحتفظ بانتشائه، فلم يستطع. أطبق بيده على أنفه، واستحثّ قدميه على الإسراع. لمح بطرف عينه حركة دائبة وسطها، فساقه فضوله للاقتراب. على أطراف قدميه اقترب منها . .. . اقترب أكثر. جميلة هي. ماذا تفعل هنا؟! تتحرك في كل مكان، تفرغ محتويات الأكياس، وتنتقي منها؛ لتضع في كيسها الأسود. تطارد القطة، تضربها بعنف. لفظت القطة ما كان بفيها؛ فأمسكته على عجل، ونظرت إليها، ثم هدرت بكلام لم يفهم منه سوى عيالي. نبّهتْه حرارة ما في كيسه إلى طول وقوفه. وهي لم تنتبه لوجوده. مضى في طريقه رويدا رويدا. نظر خلفه؛ ليتابع حركتها. تابع سيره، ثم نظرإليها ثانية ووقف. أدخل يده في كيسه، ثم أخرجها بسرعة، والتفت إلى طريقه يمضي بخطى وثابة! |
الاخ الكريم محمود السيد
أهلا بحضرتك ويشرفنا أن نكون من قرائكَ . العمل الفني جدير بالمتابعة فالأدب على مر العصور وسيلة لنقل الأفكار والمشاعر والمبادئ وما يؤثر على نواحي عديدة في الحياة ... اقتباس:
هذا الموظف البسيط الذي ينتظر وعائلته نهاية الشهر لتلبيات حاجاتهم . اقتباس:
الكريم محمود السيد تقبل قرائتي المتواضعة إحترامي لحضرتك |
اقتباس:
الأستاذة نادرة النادرة شرفتُ بمرورك وتعليقك |
الدهشة حاضرة وبشدة هنا
حبك رائع ومشوق ومختصر بما يفي والهدف إسقاطات متتالية كان لي شرف الحضور والاستمتاع هنا أيها المبجل الأديب محمود السيد |
اقتباس:
شرف لي وجودك هنا يا أستاذ ممتن جدا |
الفقر لا ملّة له
وكما يقال في الأمثال الدارجة عند عامّة الناس ( الجوع كافر ) القصة هنا تُحاكي حياة أسرة فقيرة ينتظر المسؤول عنها نهاية كل شهر حتى يتمكن من شراء اللحم والفاكهة كمكافأة صبر على أسابيع تقلبت أيامها ما بين جوع وطعامٍ بارد، لفافة اللحم والسرور الذي انتابه وقلما يدوم ذلك الشعور، إنما هي علامات على ضيق الحال وبكلمة تقال ( حين ميسرة ) يتم ترطيب البال. يسارع الخطى كي لا ينتبه إليه أحد وحتى لا تختطف من بين يديه ما جاء به، فهناك أبناءه أحوج بأن يطعمهم بما سيجلب لهم من فاكهة ولحم، لذلك كان حريصا ومضطربا، فالحي الذي هو فيه يعج بالقمامة وروائح الفقر التي ستمنعه من الاستمتاع الوقتي لسويعاتٍ معدودات ، لذلك استحث قدماه على الإسراع. أما الجميلة فهي الدنيا ولقساوتها رأيناها تضرب القطة ووقوفه الطويل كان افتتانا بها أو أنّه بسبب مشهد ضرب القطة الذي استدعى انتباهه. نعود إلى عنوان القصة ( انتظار ) ثم تعاد الأحداث ... الفاضل محمود سيد فتك هذا القلم بالساحة فأرداها صريعة ... من غير حول ولا قوة .. رائع بحق وأهلا بك بأبعادك .. |
أستاذ علي، شرف لي مرورك الثري على حرفي المتواضع
قراءتك رائعة، دمتَ ودودا تقبل تحياتي |
نص فاخر يا محمود
رائع بالفكرة والحبكة والإسلوب تابع يا محمود فلك من الإسلوب جميله ومن اللغة بديعها يسعدني أني هنا تقديري |
الساعة الآن 10:55 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.