منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الشعر الفصيح (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   ذاتي التي ذهبت (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=39029)

طاهر عبد المجيد 03-29-2018 01:55 AM

ذاتي التي ذهبت
 
ذاتي التي ذهبت
د. طاهر عبد المجيد


ذاتي التي ذهبتْ ولمْ تَعُدِ
لَمْ تُبْقِ لي منِّي سوى جَسَدِي

يا لَيْتَهَا إذْ لمْ تُودِّعني
أَخَذَتْ حوائجها ولمْ تَزِدِ

ذَهَبتْ بأحلامي ولمْ تَتَركْ
للعيشِ ما أَعدَّدتُ من عُدَدِ

وأَتَتْ على ما كنتُ أَرصدُهُ
لمصائبِ الدنيا من الجَّلَدِ

ذَهبتْ لِتُسلِمَني إلى دنيا
فيها العمى خيرٌ من الرَّمَدِ

دنيا يُعذبني تجاهلها
لي حين تنظرُ لي كَمُفْتَقَدِ

وكأنَّني لفظٌ بلا معنى
دوري الوحيدُ زيادةُ العددِ

من يومِها وأنا أُراسلُها
لأُحاصرَ النّيرانَ في كَبِدِي

ويَعُودُ ما أَرْسَلْتُ مُهْتَرِئاً
ليقولَ: لَمْ نعثرْ على أَحَدِ

كلُّ الذي جِئْنَا بهِ خَبرٌ
لكنهُ خبرٌ بلا سَنَدِ

كمْ قيلَ لي والغيظُ يَملؤني
من قولهم: عُوفيتَ من حَسَدِ

لم تَتَرك الأقدارُ من شيءٍ
في هذه الدنيا لِمُجْتَهِدِ

ولو أنَّني صَدَّقتُ ما قالوا
لأَهَنْتُ قبلَ العقلِ مُعْتَقَدي

وَلكنتُ قد بَرَّأت مَنْ مَلؤوا
أيامنا بالبؤسِ والنَّكدِ

إنِّي أَرى ذاتاً هنا وَرِمتْ
وتَضَخَّمَتْ كتضخُّمِ الغُدَدِ

ضَحِكَ الزمانُ لها فملَّكها
بلداً فصالتْ صَولةَ الأسدِ

أكلتْ مِن الأحرارِ ما أكلتْ
وتقولُ للمأكولِ: يا ولدي

شكراً لتضحيةٍ سَتَجْعَلُنِي
من أجلكمْ أحيا بلا أَمَدِ

والشكرُ موصولٌ لمنْ جَفَّتْ
أمعاؤهُ لأعيشَ في رَغَدِ

حارَ الزمانُ بحلِّ عُقدتها
وأظنها الأولى من العُقَدِ

آهٍ لو أنَّ الليلَ يَتركني
أَغفو فلا أَصحو إلى الأبدِ

أو أَلتقي بالموتِ منفرداً
في موعدٍ أقصاهُ بعدَ غدِ

يا ليتَ ذاتي بعدُ ما ذهبتْ
لأقولَ يا ذاتي خُذِي بِيَدِي

إنِّي هنا أَحيا على مَضَضٍ
وأُحسُ أنِّي لستُ في بلدي

ذاتي التي ما عدتُ ألقاها
إلا بميعادٍ وفي خَلَدِي

أَهْتَزُّ حينَ تَهُبُّ ذِكْرَاها
وكأنَّني صَرْحٌ بلا عَمَدِ


سليمان عباس 03-29-2018 01:05 PM

دنيا يُعذبني تجاهلها
لي حين تنظرُ لي كَمُفْتَقَدِ

وكأنَّني لفظٌ بلا معنى
دوري الوحيدُ زيادةُ العددِ

من يومِها وأنا أُراسلُها*
لأُحاصرَ النّيرانَ في كَبِدِي

ويَعُودُ ما أَرْسَلْتُ مُهْتَرِئاً
ليقولَ: لَمْ نعثرْ على أَحَدِ

كلُّ الذي جِئْنَا بهِ خَبرٌ
لكنهُ خبرٌ بلا سَنَدِ

كمْ قيلَ لي والغيظُ يَملؤني
من قولهم: عُوفيتَ من حَسَدِ

لم تَتَرك الأقدارُ من شيءٍ
في هذه الدنيا لِمُجْتَهِدِ


ماهذا يا دكتور
لقد تساوى هنا تعب كتابتك بتعب القراءة
ارتفع معا النبض حتى فاض من العين ذات شرود


يا ليتَ ذاتي بعدُ ما ذهبتْ
لأقولَ يا ذاتي خُذِي بِيَدِي

إنِّي هنا أَحيا على مَضَضٍ
وأُحسُ أنِّي لستُ في بلدي

ذاتي التي ما عدتُ ألقاها
إلا بميعادٍ وفي خَلَدِي


بالفعل النبض متسارع يادكتور
ولا دواء سوى رب السماء

حرف مشبع بالشعور قصيدة تجعلني ابوح لك بما قلته وانا اقرء
هنيئا لنا بك وبحرفك

رشا عرابي 03-29-2018 06:35 PM

بين الشكوى والنّجوى ومواساة الحال
جاءت وارفتك

أعرتها زفراتك للسطر فما كان منّا سوى لملمتها
بـ كثيرٍ من الإعجاب والأكثر منه دعاء

أبقاك الله للشعر الصادق وُجهةً يُشار لها بالبنان


ﻣﻦ ﻳﻮﻣِﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺃُﺭﺍﺳﻠُﻬﺎ
ﻷُﺣﺎﺻﺮَ ﺍﻟﻨّﻴﺮﺍﻥَ ﻓﻲ ﻛَﺒِﺪِﻱ

ﻭﻳَﻌُﻮﺩُ ﻣﺎ ﺃَﺭْﺳَﻠْﺖُ ﻣُﻬْﺘَﺮِﺋﺎً
ﻟﻴﻘﻮﻝَ : ﻟَﻢْ ﻧﻌﺜﺮْ ﻋﻠﻰ ﺃَﺣَﺪِ

النص بـ كله عملاق
ولكن هذه الأبيات فعلت بي فعلها

ضوء خافت 03-29-2018 06:52 PM

سبحان من جعل الضاد محكمة في يدك ...
أثرت فتنة الحزن يا د. طاهر ... و كاد يتهاوى لولا فتات صبر مدّخر لمثل هذه اللحظات ..
أجدتَ يا أستاذ عبدالمجيد في وصف دقيق الشعور الذي قد نعجز عن تحديده ماهيّته ...
كن بخير ... مهما جرى ..
تحياتي و تقديري

إيمان محمد ديب طهماز 03-30-2018 08:21 AM

دنيا يُعذبني تجاهلها
لي حين تنظرُ لي كَمُفْتَقَدِ

وكأنَّني لفظٌ بلا معنى
دوري الوحيدُ زيادةُ العددِ

يالله ماهذا الإبداع

ماهذا الإبحار مابين الأمس و الآن
و بين النفس و الدنيا
يالروعة العبارات و الصور
ويالروعة البناء المتكامل كلوحة للفجر في صدر السماء

قصيدة تُكتب بالذهب
سلمت الأنامل
🌺🌺🌺🌺

حسن زكريا اليوسف 03-31-2018 11:39 AM

أيها الطاهر
الوجع يكتبنا قبل أن نكتبه
قصيدة سامقة
تقطر لوعـة وكمداً
ما أصعـب غـربة الذات وإن احتواها الجسد
بوركت وسلمت
مع شهد محبتي وتسنيم تحياتي
ح س ن ز ك ر ي ا ا ل ي و س ف

طاهر عبد المجيد 04-03-2018 12:25 AM

أخي الشاعر الرائع سليمان عباس:
يبدو أنك مُصر على أن تُخجلي كل مرة بمديحك الجميل بالرغم من أنه يشجعني ويزيد من حماسي لكنه في الوقت نفسه يزيد من عبء المسؤولية الفنية التي تحملني إياها في كتابة الشعر الجيد الذي يليق بهذا المنتدى وأعضائه ورواده. أشكرك جزيل الشكر على هذه القراءة العاطفية التي حظيت بها قصيدتي من شاعر محب. أرجو أن لا أخذلك في المرة القادمة.
تحياتي ودمت بألف خير.

طاهر عبد المجيد 04-03-2018 12:26 AM

شاعرتنا الجميلة رشا عرابي:
لا أدري كيف أشكرك بكلمات قد لا ترتقي إلى مستوى ذوقك الفني وبصيرتك النافذة التي تعرف كيف تلتقط الجمال المختبئ وراء الألفاظ أو الهارب منها إلى ما بين السطور. وهذا ليس غريباً على شاعرة متألقة مثلك.
أشكرك من كل قلبي. تحياتي


الساعة الآن 08:55 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.