منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد القصة والرواية (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=33)
-   -   قصة قصيرة (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=39657)

فاضل العباس 08-27-2018 03:19 PM

قصة قصيرة
 
(جثة كلب مهم)
قصة لفاضل العباس
في الخربة التي جنب داري وضعت الكلبة الملساء جراءها الخمسة تحممت مزهوةً بمياه المستنقع ،
الذي تكون من فيض مياه الصرف الصحي في حَيّنا الشعبي ،وملأت ازقته الترابية
التي حُفرت هي الاخرى بحفارات عمال شركة ادعت صيانتها لشبكة الصرف الصحي.
كانت رند، ابنتي الصغرى اكثر اطفال الحي عرضةً لملاحقة ذباب المستنقع كلما خرجت في نزهة استطلاعية لاستكشافه.
تسمرتْ في مكانها وهي تصغ لأنين الجراء تحت بطن امها وهي تلثمُ حُلَمَات اثدائها.!
طلبت واحداً منها لنصحَبه إلى دارنا.
إنها قذرة ومريضة ،،،،
إني سأعتني بها ......
لا يُمكن أن تنظف،،،،،، إنها كلاب،،،،
ألم تريْ انها تسبح في مياه المستنقع القذرة،،،،
عادي ،سأُحممها وألبسها واحداً من ثيابي.....
لم يكن كلامي مقنعا لها، بدأت بالبكاء وتحول بكاؤها إلى صراخٍ .
تجمع الأطفال حولها محاولين إقناعها دون جدوى.
من نهاية الشارع العام الذي يربط أزقة الحي صدرت صرخاتٍ مدوية ٍمَلَأته ضجيجاً
كلب! ....كلب!... كلب!...
ارتد الكلبُ مذعورا على أعقابهِ
أراد حرسهُ أن ينالوا من المنادين
لولا تدارك المارة للموقف.
ركب سيارته الحديثة الأنيقة محاطا ببطانته .

عبر زجاجها كان يرى هتافات للجماهير، التي تابعت موكِبه الفخمِ.
خفضَ قليلا من زجاج النافذة، ليسمع هتافاتها تمجد حياته.
ومن خلالها. يسمع أصواتا قوية حادة تزداد كلما أمتد الموكب في شوارع المدينة.
كلب!،،،كلب!،،،كلب!،،،
أغلق الزجاج بعصبيةٍ وأشار للسائق أن يغير وجهة موكبهِ.
مازالت الأصوات تصل إلى مسامعه
كلب!،،،،،كلب!،،،،،كلب!،،،،
بدأ الذعرُ يسري في أوصاله ِ التي كانت منتفخة، أحس أن حجمَه يصغرُ .
الأصوات تتضخم تزداد حدةً في مسامعه
وفي كل زاويةٍ من قصره..
أغلق أُذنَيه بقطعٍ من القطن دون فائدة.
أحسَ أن ربطة العنقِ حبلَ مِشنقةٍ يلتف حول رقبتهِ، رمى بها أرضاً.
رمى ببذلته (السموكن) لتلحق بالربطة.
صمَ أذنيه بِكلتا يديه، لم تنجحْ محاولاته .
ليل حالك يطبق عليه ..
تصور أن زحفاً من الجماهير التي هتفت لحياته زمنا، اليوم تطارده تنزع هيبته وفخامته والهالة الكبرى التي أحاط بها نفسه تتجهُ نحو القصر لتنقلب عليه.
أمر حَرَسه بغلق الابواب ،النوافذ وإطفاء الأنوار والانتشار بكل الشوارع التي تؤدي للقصر.
وأن تطلق النار على كل جسمٍ متحركٍ بأتجاهه دون رحمةٍ.
أحس ان حدثا مهما سيحصل ، قبل طلوع الفجر ،
لابد ان يتخذ قرارا لإنقاذ روحه.
فكر كيف ينجو؟ أيعود للحي القديم المتهالك المتعفن من القمامة ومياه الصرف الصحي الذي ولد فيه؟ الى بيوت الصفيح والطين وموطن الذباب والديدان ليحتمي بمن كان يوماً واحداً منهم؟
من البعيد كان نباح الكلاب يتهادى لمسامعه يقطع سكون الليل،
استفز حيوانيته وشهوته حسدها على حريتها وانطلاقها.

تمنى أن يكون بينها واحداً منها ،قلد أصواتها ،عوى بصوتٍ مسموع سمعه كل حرس باب جناحه والذين في الخارج ..مع دوي إطلاق نار من مسدسٍ ..عندما كسر الحراس باب الغرفة
عثروا على
جثة كلبٍ مهم

يوسف الأنصاري 08-27-2018 04:00 PM

قصة ممتعة وتغوص في عمق مستنقع الفساد الإداري ..
كان السرد ممتع ورائعاً جداً ..
وفقت في طرح الفكرة وفي سردها باسلوب شيق وممتع ..
غير اني أعتقد بأني قرأت تلك القصة ربما نسخة أصغر منها ..
وهذه المرة غيرت الخاتمة بطريقة افضل ..
ان لم اكن مخطأ ..

فاضل العباس 08-27-2018 05:02 PM

شكرا لتقيمك الرائع
ممكن نخذف النسخة القديمة من فضلكم
تحياتي

سلوى احمد 08-27-2018 10:10 PM

قصة تلامس الواقع سرد جميل .وتعبير راق
ربما هي نهاية كل من تخوله نفسه ان يمارس الفساد على طريقته وما اكثر تلك الكلاب المتوغلة في الوحول احسنت واجدت

فاضل العباس 09-30-2018 04:40 PM

شكرا للاستاذ سلوى على ما قدمته

رشا عرابي 09-30-2018 04:56 PM

ﺭﺻﺪُ ﺍﻟﺘّﻔﺎﺻﻴﻞ ﻭﺍﻟﺴﻜﻨﺎﺕ ﻭﺍﻹﻟﺘﻔﺎﺗﺎﺕ
ﻟـ ﺣﻴﺎﻛﺔ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ، ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﺣﺮﻓﻨﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺎﺹّ ﺍﻷﺩﺑﻲ
ﻭﺃﻧﺖ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺗُﺠﻴﺪ ﻫﺬﺍ
ﻭﺑـ ﻣﻬﺎﺭﺓ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺮﻯ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺫﺍﺕ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻭﻧﺴﻤﻊ ﻟُﻬﺎﺙ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ

ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ
ﻓﻲ ﺣﻴّﺰ ﺍﻟﺘﻤﻴّﺰ ﻓﺎﺟﻌﻠﻬﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺄﻭﻓﻰ ﻧﺼﻴﺐٍ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮﺓ ﺑﻮﺍﻗﻌﻴّﺘﻬﺎ


لا زلت موقنة أنك ستبدع في مجال الرواية
ﺩﻣﺖ ﺍﻷﻣﻴَﺰ ﺩﺍﺋﻤﺎً

نادرة عبدالحي 01-27-2020 08:31 PM


ما في أروع من الذهن الطفولي حين يكون بالفعل طفوليا
قالت عادي سأحممها والبسها واحدا من ثيابي ،
اقتباس:

ألم تريْ انها تسبح في مياه المستنقع القذرة،،،،
عادي ،سأُحممها وألبسها واحداً من ثيابي...
هنا نجد اسلوب القصة الدمج قصتين معا ،إبتدأت القصة بنقطة معينة وإنتهت بنقطة معينة

القصة تكشف عن تضارب وتحولات نفسية تظهر في الشخصية الثرية التي ظهرت في الحي ،

الخوف الذي يغزو فكره نفسه جسده بلا شك لانه كائن كامل الأخطاء ، اضره محيطه وبنى

ثروته

وتأتي نهايته من ذاته ليتخلص من خوفه الذي يسيطر عليه ،

الكاتب الفاضل فضل العباس تتجدد الرؤيات في قصص المبدعين

دمتَ بالف خير كاتبنا الفاضل ،

سيرين 02-13-2020 01:20 AM

لعنة مطاردة الذنب لن يسكتها سوى الموت
إسقاط ودمج قصة الكلب بالمسؤل المهم كان غاية الروعة
وكانت كلمة " الكلب " السوط الموجه الذي اطاح بالطاغية
دلالة على ان حين فقد الضمير تُفقد انسانيتنا معها ونتشابه مع الحيوانات
سرد متقن التفاصيل الدقيقة والمؤثرة في وجدان القاريء
كاتبنا المبدع فاضل العباس دمت ألقاََ
مودتي والياسمين

\..:icon20:


الساعة الآن 02:36 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.