رسالة إلى حبيب
 

عندما نالت ثورة غضبك وعصبيتك مني وتطاول شكك على صدق ونبل مشاعري وجعلت من كلماتك خنجرا احتضنته خاصرة كرامتي بصمت حبا بك وإيمانا بطهر ما يربط بيني وبينك و تأكيدا على قناعتي القديمة ومبدأي الذي أعتنقه بأن لحظات الغضب هي غربال اي علاقة إنسانية وأن صدق هذه العلاقة و عظتمها يكمن في مقدار ما يظهره الطرف الآخر من احتواء و تفهم لها.. حينها كنت أنتظر ان تحين لحظة صفاء أعود بعدها لمعاتبتك على استعجالك وإصدار الأحكام جزافا و للتأكيد على ألا تعود ابدا إلى إتهام مثلي بالتلاعب بمثل هذه الأمور..*

ولكنك عدت سريعا لتثبت أن استعجالك ليس في إصدار الأحكام وتسديد ضربات التشكيك فقط بل انك تستعجل أيضا ردات فعل الاخر عليها وكأنك تستحث الأسباب وتخلق المبررات للوصول إلى ماينهي هذه العلاقة التي لم تجرأ يوما على ملامسة أرض واقعها بكلمة واحدة انتظرتها منك كثيرا بشوق صادق و نية أكثر صدقا.*

ليس في منطقي ان اتجاوز موقفا او كلمة او تصرفا خدش كرامتي قبل ان أتوقف مطولا عند لحظة العتاب وقبل ان اكون متيقنا ان القادم لن يحمل لي ندما على تجاوزي وتسامحي هذا..

أخيرا
ليست عودتك مهمة بقدر أهمية عودة الاحترام لهذه العلاقة.

بِقَدرِ ما جاءَت الرسالة موشومة بِرِتم الوضوح
بِقَدر ما حَمَلَت من الثورة الرّزينة يا بندر ..

عند حدودِ الإحتِرام من ديمومَتِه أو فَقدِه؛ يَقِفُ الحب بِكلِّ نوازِعِه مكتوف الأيدي
لا يَملك المِضيّ باستِعانَة التّنازلات

ما كانت رِسالةً لِـ حبيب فَحسب؛ بل رِسالَةُ نور تعلّم الحب أن له في المواصلةِ قانون

سَلِمتَ قلباً وكُلّاً يا بندر
لكَ التّحايا من وريد الكلام عميقُ احتِرام