ترى هل تعرفُ الأحزانُ
أني من رعاياها
وأني في مقام الحصْرِ
سردٌ في بقاياها
وليس تعلُّقي بالآهِ
إلا من حكاياها

كلما زرت تلك المدينة تذكرني فيك :
النوارس في البحيرة
القمر بقناعة الفضي
يحاول اختطاف غيمة
مشاكسة الصبيان للعابرين
الموسيقى حين كانت تتعرى في المساء
وتنام العطور على أثداء الصباح
جدائل الليل وهي تراقص الستائر
رسمة المراكب على الحائط
و مواويل الصيادين على الشطْآن
كلها أشياء تخبرني بأن لا أندم
ترسم إبتسامة تزيدني وسامة
حتى بعد الرحيل

تقولُ: وقد عادتْ إليَّ تسلُّلاً
أما زِلْتَ مَفْتوناً بثغري ومهجعِي

وبانتْ وقدْ أجرتْ دموعَ كرامَةٍ
وفي خَدِّها بَعضُ احمرارِ التضرُّعِ

كم طعنةٍ في القلبِ دونَ سِنَانِ
كانت بفعلِ مخادعٍ وجبانِ

كم آلمتني طعنةٌ مـن صاحبٍ
بالأمسِ كانَ يُعَدُّ من خلَّاني

ماذا فعلتَ وما الذي تجنيهِ من
بيعِ الـعهودِ بأبخسِ الأثمانِ

قد فاقَ مكرَ الغادرينَ بأسرهم
غدرُ الذِّئابِ بهيئةِ الإنسانِ

كم كنت أرفع كلَّ نجمٍ عاثر
.......................‎وأصوغُ في شفق الرياض ملاحني
‎أو أركز القَمر الموقر في الدُجى
........................‎وأسير في وادي الجمال الساكنِ
‎السمتُ يزرع في فؤادي زهرة
‎................................تحت العراء المُدْلهمّ الفاتنِ

فَلا تَحسَبي أَنّي عَلى البُعدِ نادِمٌ
وَلا القَلبُ في نارِ الغَرامِ مُعَذَّبُ

"غيري الموضوع يا سيدتي
ليس عندي الوقت والأعصاب
كي أمضي في هذا الحوار
إنني في ورطةٍ كبرى مع الدنيا ،
وإحساسي بعينيك كإحساس الجدار
قهوتي فيها غبارٌ
لغتي فيها غبارٌ
شهوتي للحب يكسوها الغبار"

‏"بعد الكذبة الأولى ..كل الحقيقة شك !"