s o s
. . ••• أخرجيني من هناك حتى أجدك، فالأماكن تقوم الليل كله إلا قليلاً تغتاب صوتكِ، والصباح منذكِ يتيمًا بلا قبلات أو تحايا أو وردتين في المزهرية جوار السرير. منذكِ ومنذ عمرين مضيا تلاهما عمرين، صرنا غريبين نلقي التحايا العابرة حين نلمح طيف أحدنا من خلف النظارة الطبية، والشك واليقين يتجاذبان إحساسنا تجاه الذاكرة والموعد المؤجل لعمرٍ آت : هل حان؟ --- منذكِ ومنذ عمرين مضيا تلاهما عمرين، لا تعنيني الأمكنة ولا الوجوه، تمرني خفافًا لا تلوي على شيء حتى أُحدثُ له منكِ ذكرًا وعنكِ ذكرى. منذكِ ومنذ عمرين مضيا تلاهما عمرين، تنطفيء سيجارةٌ، وتحترق ورقةٌ بالحب والقصائد في غيابكِ، ومن كادرِ خلفِ المشهد ينبعث صوت فيروز ليصبح المشهد كله وأنتِ معه تدندنين بانسجامٍ واستمتاع يُحيي البكاء وهو رميم. وأمسح أنا ماعلق بنظارتي من الماء والصور، ويلوح لي الوقار في شعري ووجهكِ القادم من خلف الأشجار في حديقة منزلك ذو الطابع الريفي ويدك تزيح خصلةً منسدلة من شعركِ القصير بعمرِ طفليكِ وأصغر من وداعنا القصير على الهاتف. ••• . . |
: / كقطعة حلوى .. نعم كقطعة حلوى .. حين يكتب أحمد لا تأخذ الحروف شكل الحلوى فقط بل طعمها..، تحسّس لسانك عند وصولك لكلمة "الهاتف" ، وتأكد ممّا علِق به ستعرف ما أقول !. ؛ التضمين هنا بالغ الدقة / دقيق البلاغة ؛ في مكانه المناسب لغةً و تصويراً .. أما (الومضة والدهشة) فلها هنا نصيب الشعر ، وهي طريقة أحمد في الكتابة مُذ قرأته ، لا يكاد ينهي سطره إلا بلفظةٍ تدهشك وتحمل معها ومضة الشعر ، فيتحوّل السطر إلى شطر. ؛ حين يكتب أحمد لا أكاد أبدأ ، وحين أكتب عن أحمد لا أكاد أُنهي الكتابة .. فأنا منحازٌ لحرفه حدّ الإدمان. ؛ شكراً لك هذه الهدية التي بإمكانها أن تجعل هذا الليل عمراً من الأغنيات والمواعيد والدفء. |
.
عِند الغِيَاب يَبْرأ " المَا بَعد.. " مَاقبل. يَتعفّر كُل شيء بِغُبار البُعد الصّمت، الصَوت، الضّوء ومَا وراء الأصَابِع. القلب يَتورّط بالأسئلة وهَذا العَقل لا يَمشي وحده! دائمًا أحْلامه في انتظاره.. و وَدّ ! لو سألَ هُو ذَلِك البَعيد، قبل أن يَعُود إلى سّمائه. ، شكرًا لحضرتك |
لأن الخروج من الكلمات إلى فيء الجمل ليس بالمستطاع، فهاتف النص منذ الخليقة لم يأن تحت وقع المطر، فكان الهتان والصيب المنداح نحو الأفق نحو السديم
حييت يا أحمد |
رتّبتَ الأشياءَ في حيّزِ الغَبَش..
وامتلأتْ عيناي بفوضى تفاصيل مرئيّة .... حدّ اللّمس يمكنني المَساس بإحساس الحرف ارتكبتَ فوضانا أيّها الحربي وتخفّفتَ من وزرِ ارتِباكنا مُنذكما ومنذُ عمرينِ تلاكُما لا زالت اللغة قادرةٌ على بعثِ الحيواتِ فينا إن هي أُلبِسَت روح مثلُ هذه النجوى لا تُملّ يا أحمد بل لا نكادُ نبلّ ظمأ الروح منها .... لقلبك السلامة ولِقلمِك المزيد ~ |
إنه الوداع القصير العابر الجائر ... خلّف حسرة و ذكرى لا تنضب و لا تنبض لسواها ...
المشهد يا أحمد طويل جداً ... و يأتي على شكل ومضة تخشى إشعال المكان و القلوب ... |
المشهد الفني في النص هو البوابة الرئيسية والسحرية للدخول لعالم النص نفسه ، وعندما ينجح الكاتب بتوصيل المشهد إلى فكر القارئ هو بذلك أوصل رسالة الإبداع التي يمتلك منها الكثير الكثير ، اقتباس:
|
أي لغة تلك التي جعلت الانسجام قائم بين روح القاريء والكلمة
يا له من احساس كفل الضوء واكتمل به لحن الجمال سلاسة السهل الممتنع ولا يستطيعه غير قلم بارع في توظيف كلماته حد أتت خاطفة ببريق ساحر دمت غدقاََ مبدعنا الالق احمد الحربي جل التحايا والياسمين \..:34: |
الساعة الآن 02:57 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.