منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   ثقوب رمادية ..!! (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=35662)

رحاب الجبوري 08-15-2015 09:43 AM

ثقوب رمادية ..!!
 


:


|

بئر الحياة

الرِّياحُ في الخارج تعوي وكأنها تبحثُ عنهم
طَرَقَتْ كلَّ الأبوابِ فلم يستمعْ إليها “ أحد ”
فالذين كانوا هنا حرَّكوا نسمات الرَّحيل “ بأكفِّ ” الوداع ثم غابوا .. فعصفت الرِّيحُ وبكتْ !.


ديجور

عَنْدَمَا رَحَلْتَ لَمْ تأخذ مَعَكَ صُورَكَ وَلا صَوْتكَ
تَرَكْتَ لِي دَفْترَاً يُشيرُ عنوانُهُ إلى أبوابِ الْجَنَّة وَعَنْدَمَا تَصفحتُ أَوْرَاقَهُ .. وَجدْتُهَا الجَحِيمَ بعينه
عَنْدَمَا رَحَلْتَ مَاتَ الشَّوْقُ بغصَّةِ كِبْرِيَاء وَبَكَتْ قصَائديِ عَلَى عَتَبَات الْيَأْس وحاصرتني الذكرياتُ وتَوَقَّفْتُ عَنْ رَسْمِ الْأُمْنياتِ
رَحَلْتَ فرَحَلَتْ كُلُّ أشيائكَ مَعَكَ والأشياءُ الوفية لا ترحل .


صراخ الماء

أنتَ كَوْمَةٌ مِنْ المَشاعر الهَشَّة دَاخِلَ جَسدِ الحُبِّ ، لمْ يَهزّنيِ غِيابُك
بلْ وجدتُ نفسيِ مُتلبِّسَةً بَالغَباء وَوهم الانتِظَار !
لمْ أَشْعُرْ بالخَيبةِ بِقَدر مَا وَعيتُ عَظمة إدراكيِ بأنكَ حماقة لنْ تَتكرَّر
وَجاءَ شِتَاءٌ آخر ، وَمطرٌ آخر انتَحَبَتْ فيهِ الكلماتُ على موائِد الجليِد.


حليب الفجر

تُحزنني قطراتُ المطر التي تطرقُ بخوفٍ نافذتي
وذلك الضوء الخافت المنبعث خجلاً من أعمدة نهاية الشارع المعتم
ومواء قطَّةٍ جائعة تنبش في فضلات الجيران غير عابئة بالبلل !
يا ترى هل تدركُ تلكَ القطَّه معنى " الضياع و الألَم " ؟!.


وردة الخرافة

مَنْ أنا ؟ لا أعلمُ شيئاً عَنيِ ..! جُلُّ مَا أعرفَهُ أننيِ أنُثى بَائِسة سقَطتْ سَهواً فيِ طرق الحياة
لَمْ أكن سِوى أضحوكة للبشر .. ونخَلة هرمة شَاختْ قبل أنْ يُزهَر شبابها لا أعلم كثيراً عَنيِ سِوى أنني مُكبَّلة بسلاسل الماضي
أمشيِ بذاكِرةٍ مُوجِعه أحمِلُها على ظَهريٍ المحنيِ .. أبحثُ عَني منذُ زمَنٍ بعيد ..ٍ وحين وجَدتُ مَنْ ظننتهُ يعَرفنيِ ..
اكتَشفتُ أنه لا يعرف حتى نفسهُ ، وبه اكتملتْ فَصولُ ضياعي وسأبقى مُسافرةً أبحثُ عن دليل كيانيِ.


ثمالة

تاهتْ بوصلتي .. والوقتُ يمتصُّ بقايا ساعاتي .. ويحطِّمُ أشرعتي
أسيرُ وحيدةً بين الجراحِ .. بسفينةٍ خاوية قبطانها بلا ذراع !
أدورُ في أرجاء محنتي ، بصدرٍ مُعبَّأ باليأس .. ترافقني وحدتي ورياح الاغتراب ..
وتُطاردني أشباحُ الغياب ؛ تُحيطُ بي كالظمأ ، وليس في جعبتي مرفأ ولا مجداف ،
توغلتُ حتى وجدتني -في آخرِ المطاف- أرسو على صخرةٍ صلدة .. احتضنتها وبكيت !.


بائعُ ديدانٍ سقيم

عفواً أيها الرَّجل : إنْ حزمتَ حقائبكَ ورحَلتَ .. فلا تهدِّد بالذهابِ إلى امرأة أُخرى ، ارحلْ بصمتٍ .. واتركْ لها كبرياءها .
ما أصَعبَ أنْ تشعُرَ أنكَ الإنسانُ الَوحيدُ على سطحِ الفَشل ! ترسمُ أحلامكَ بطبشور الوهم .. وتكتبُ -بخطٍ بربري- أمنياتكَ على لوحٍ من الثلجِ !

الوحدة .. غرفةٌ مُؤصَدة .. ووهمٌ يحتلُّ مسَاحَاتيِ الفارغِة ، وحبيبُ الأمس أخذَ آخرَ لَحظة فرحٍ كَانت في جيبِ قلبيِ ، وهَا هو اليَوم ، يرمي بالحَجر فيِ بحْري الهَائج ، و يُزمجر بالأباطيل ..

يا مَنْ كنتَ حبيبيِ : لا غرَابة إنْ تَمنيتُ رجوعَ عقَارب الزَّمن إلى الوراء .. كي أمحو تاريخكَ البائِس مِنْ حياتي ! وَتُباغتنيِ معَاولُ الخَيبة لتَحصدَ كل مَا زرعت ،"من يحبكَ فعلاً : ليس من يبكي عليكَ حينما تَموت ، بل الذي يموتُ حينما تبكي أنتَ !".

عِراكٌ بين وجعيِ و حُبكَ ! لَمْ أشْتكِ يَوماً .. ولَم أخْذِلكَ ، بل و حتَى العِتاب كنتُ أخافه ! عَاهدتُ نفَسيِ أنْ لا أقَومَ بذلك مِنْ فَرط الوَجَع ، وأغْمضتُ عينيِ .. و لمَ أفقْ إلى الان ! أعَتذرُ جداً .. !! لأنني كنتُ أرى عَجرفَتكَ ( ثقة) .. عَصْبيتُكَ ( قوة ) .. هدُوئكَ (شموخ) .. شَكّكَ (غيرة ) .. وفيِ حقيقةُ الأمر..... أنكَ -في حياتي درسٌ علَّمَ النبضَ أنْ لا يخفقَ للأغبيَاء !.



رحاب جبوري http://www.adbyah.com/vb/images/smilies/h'.gif

رشا عرابي 08-15-2015 12:06 PM

فواصل من بوح مجدولة بأنين فقد وانتظار

على وجه الخصوص
"صراخ الماء"
دهشة !!

وكلها ككل ثقبت في عين اللحظة سواقي المآقي

رحبة فضاءات حرفك يا رحاب

ألف حييت يا جميلة
تحية وجورية ودعاء

بلقيس الرشيدي 08-15-2015 10:36 PM

مشَاعرنا تُدخلنا فِي أزقَّةٍ لاتتَّسِعُ لَنا .
تَختنقُ فِي حناجِرنا غصَّة الصَوت فَنشعُر أنَّ هَذَا المدى لايتَّسعُ لصُراخنا !

مُبهِجة يارِحاب رُغم إختناق الرُوح فِي مآقِي البَوح . أسعدكِ الله

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif

إبراهيم بن نزّال 08-15-2015 10:43 PM



الرِّياحُ في الخارج تعوي وكأنها تبحثُ عنهم

!

بلْ وجدتُ نفسيِ مُتلبِّسَةً بَالغَباء وَوهم الانتِظَار !
لمْ أَشْعُرْ بالخَيبةِ بِقَدر مَا وَعيتُ عَظمة إدراكيِ بأنكَ حماقة لنْ تَتكرَّر
متلبسة بالغباء : لا كناية مباشرة هنا عن الغباء أو قلة الإدراك بقدر ماهي فرط ثقة.
والدليل القطعي أنها وعت عظمة إدراكها، وأن هذا الفرط لن يتكرر.
!

تاهتْ بوصلتي .. والوقتُ يمتصُّ بقايا ساعاتي .. ويحطِّمُ أشرعتي
أسيرُ وحيدةً بين الجراحِ .. بسفينةٍ خاوية قبطانها بلا ذراع !
نصٌ حواري مع الروح [ الذات ] وإن كان ضمير المخاطب موجودا، بيد أن حوار الروح غلب فكان ضمير المخاطب بلا صدا.
نص يستحق الإشادة لما يحوي من سمو ذاتٍ وتسلسل سامق.
فشكر لكِ، تحياتي

نادرة عبدالحي 08-15-2015 10:45 PM

اهلا وسهلا بكِ الكاتبة رحاب الجبوري اسعدتنا بإنضمامكِ للوطن الابعادي
ويسعدنا ان نكون من قراءكِ
.
اقتباس:

لا غرَابة إنْ تَمنيتُ رجوعَ عقَارب الزَّمن إلى الوراء .. كي أمحو تاريخكَ البائِس مِنْ حياتي
يا لهذا التمنى رجوع عقارب الزمن إلى الوراء .أيعقل ان ننجح في تغير ما يدخل حياتنا ؟
أيعقل لو رجع الزمن أكانَ فككنا العقد الكثيرة التي تجتاحنا من وراء التاريخ الحافل بالمشاعر والخ ...

اقتباس:

صراخ الماء
أنتَ كَوْمَةٌ مِنْ المَشاعر الهَشَّة دَاخِلَ جَسدِ الحُبِّ ، لمْ يَهزّنيِ غِيابُك
بلْ وجدتُ نفسيِ مُتلبِّسَةً بَالغَباء وَوهم الانتِظَار !
صراخ الماء جعلني هذا العنوان اصغي مرة اخرى لثرثرة ماء ينساب بين يدي
تقرأ الكثير مما لم يقراهُ أحد ....
الكاتبة رحاب الجبوري لا تحرمينا در بوحكِ يالغالية .

عبدالإله المالك 08-17-2015 07:42 PM

بوصلتك راشدة يا رحاب
وتهتدي والكلمات الرحبة الشيقة

حييتِ في أبعادك أدبية
مرارا وتكرارا

:)

مجتبى الجلواح 08-18-2015 06:50 PM

السلام عليكم.. .. ..




اختي الكريمة " رحاب الجبوري "




اولا / اهلا وسهلا بك هنا اختًا عزيزة


حيث مالا عينٌ قرأت


حيث الكلمة تاخذنا لحدود الشمس


في ابعاد ادبية :)




ثقوبك الرمادية نزفت هنا المًا بصور مختلفه


طال هذا الالم قلوبنا ايضًا


وهذا ان دل على شيء


فإنما يدل على انك كاتبة محترفة


هنيئاً لنا بك




اكثر فاصل لامسني هو


ديجور

عَنْدَمَا رَحَلْتَ لَمْ تأخذ مَعَكَ صُورَكَ وَلا صَوْتكَ
تَرَكْتَ لِي دَفْترَاً يُشيرُ عنوانُهُ إلى أبوابِ الْجَنَّة وَعَنْدَمَا تَصفحتُ أَوْرَاقَهُ .. وَجدْتُهَا الجَحِيمَ بعينه
عَنْدَمَا رَحَلْتَ مَاتَ الشَّوْقُ بغصَّةِ كِبْرِيَاء وَبَكَتْ قصَائديِ عَلَى عَتَبَات الْيَأْس وحاصرتني الذكرياتُ وتَوَقَّفْتُ عَنْ رَسْمِ الْأُمْنياتِ
رَحَلْتَ فرَحَلَتْ كُلُّ أشيائكَ مَعَكَ والأشياءُ الوفية لا ترحل .







نص جدا رائع




ارجو لك التوفيق
اخوك / مجتبى الجلواح



رحاب الجبوري 08-23-2015 02:07 PM

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشا عَرّابي http://www.ab33ad.com/vb/Traidnt/ab3...s/viewpost.gif
فواصل من بوح مجدولة بأنين فقد وانتظار

على وجه الخصوص
"صراخ الماء"
دهشة !!

وكلها ككل ثقبت في عين اللحظة سواقي المآقي

رحبة فضاءات حرفك يا رحاب

ألف حييت يا جميلة
تحية وجورية ودعاء





:
وجودك وتوقيعكِ على النص هو "وطن بياض ودهشة "
ممتنة لكِ رشا عرابي | على جمال الحضور و اناقة التعبير
لروحكِ الياسمين


..


الساعة الآن 03:18 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.