منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النقد (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   أخيط يوم هجري (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=22211)

بثينة محمد 01-27-2010 10:58 PM

أخيط يوم هجري
 
طالبةٌ للنقد قمت بوضع هذا النَّص في هذا القسم فأرجوه بنَّاءًا.


أخيط يوم هجري



جعلتني أحب الوداع .. و أرتجيه ..

و صرت كامرأة تخيط في زاوية الغرفة تقتبس الضوء الصغير الذي ينبع من شمعدانك المُحتضَر ..

صامتة .. لا أسأل .. لا أتكلم .. فقط أخيط ..

و أنظر إليك من أركان عينيَّ ..

لا أجرؤ على النبس ببنت شفَّة ..

فالكلام معك إيلام ..

أكتفي فقط بوشاحي المربوط على رأسي .. حتى يحميه من ضربات سطوعك المفاجئ العنيف ..

و لا أضع زينة الشفاه لأني لا أريد لنظراتك الصارمة أن تؤذي شفتيًّ .. فما زلت أستبقيهما بيأس لحين ترحل ..

حتى الكحل .. يرفض الخروج من خِبأه .. يقول بأنك سرقت بهجته من عينيَّ - ملاذه الآمن - بيديك انتزعتها و عصرته و رميته في سلة المهملات مع بقية أوراقك التي لم تُرضِكَ بعد ..

مسجونة بشكل غريب .. في شعرك الأشعث .. و دخانك المقيت ..

و أرغب أحيانا بخنقك ..

و أتصور نفسي أفعل ذلك و أشعر بالسرور ..

ثم أستفيق على غزة من الإبرة و نقط متتابعة من الدم تسيل ..

لتلتفت أنت .. - بقسوة -.. تشيح عني مرة أخرى ..

و أكمل انا خياطتي - بعد انقطاع دام نصف دقيقة قلبية أمتص فيه ألم دمي النازح إلى ثوبي الباهت المعتق بظلمة سجنك - و أطوي عينيَّ .. بكل عبث ليديك في ناصية شعرك ..


و هكذا، حتى تأتي فرجة الإعتاق ..

سأظل أنظر إليك خلسة ..

أجمع الآلام كومة كومة ..

و أركم عليه غبرة الجفاء ..

و طين الاهمال ..

و في النهاية يغدو وَثَنًا .. يكفر بك .. و أمتدحه على ذلك ..

و من ثم أكسركما معا .. و أرحل ..

أنا و غزلي .. الذي جمعته ..

.....................





لؤلؤة الروح ..

إبراهيم الشتوي 01-31-2010 10:39 AM

بدأ من العنوان ( أخيط يوم هجري) الذي أتى بمعنى واضح وكدلالة عامة عن مضمون الخاطرة وأن كنت أرى أن لا نسلم للقارئ مفاتيح النص مباشرة ، وذلك ليضفي عليه نوعا من العمق ، وربط دلالاته ، فاللذة تكمن في الغموض المصاحب برؤية ورؤيا خاصة للكاتب ، كذلك قولكِ (جعلتني أحب الوداع .. و أرتجيه ..) تمنيت أن تلجي للنص بلا مقدمات بحيث يكون الاستهلال بقولكِ (و صرت كامرأة تخيط في زاوية الغرفة...) ليعطي النص قوة وعمق آخر ، فكان للسرد هنا بعد آخر عندما كان الخطاب بضمير المتكلم لاستشفاف تلك الذات المكلومة ، وفتح فضاءات الروح أمام إضاءات البوح ونقل الصراع الداخلي ( المونولوج ) بشكل أدق وأرق ، ،و عادة ما نلجأ لصيغة المخاطب حين يكون البطل عاجزا عن سرد قصته لمانع ما كفقدان الذاكرة أو الغيبوبة أو الصدمة النفسية " حسب ميشال بوتور "
وهنا ترتقي ( الأنا ) الساردة أعلى قممها النفسية لتزيح ولو جزءا يسير عما انتابها من تلك التجربة القاسية ، كما أن هذه الصورة تعد نقطة التحول (و صرت كامرأة تخيط في زاوية الغرفة ) فصارتدل على تحول المبتدأ من حال إلى حال ، وكرمز للبناء الذي يأتي بعده هدم ، فهنا التقاطه جميلة وتصوير للحالة العامة لأجواء النص خصوصا أن ( الغرفة ) هنا دلالة على الحياة و( الزاوية) دلالة عن الضيقة والتعب والكتمان ، كذلك في قولكِ (ثم أستفيق على غزة من الإبرة و نقط متتابعة من الدم تسيل .. ) دلالة على الإفاقة والصدمة وانهيار البناء ونقض الغزل بعد نسجه وحياكته ،ثم تأتي بقية الإيماءات لتمتد من خلالها مشاهد السرد مثل ( لى ثوبي الباهت المعتق بظلمة سجنك ) ( و أركم عليه غبرة الجفاء )
أما في هذه الصورة المقلوبة أتت كدلالة على العتق من هذا الحب الفاجر والتخلص منه وعدم الالتفات للماضي المقيت ( و في النهاية يغدو وَثَنًا .. يكفر بك .. و أمتدحه على ذلك .. و من ثم أكسركمامعا .. و أرحل ..)
وإن كان هناك من ملاحظات فأتمنى التعمق في نقل الفكرة بشكل أدق والبحث عن تراكيب جديدة لم يتطرق إليها الغير مثل هذه الصور المكررة (و أركم عليه غبرة الجفاء .. و طين الاهمال .. ) من خلال توظيف الاستعارات بلغة عالية نتعرف من خلالها على أسلوبك الجميل في السرد كما في هذه اللقطة الجميلة (حتى الكحل .. يرفض الخروج من خِبأه . ) وأنت ِ قادرة على ذلك لما تتمتعين به من تجربة سردية جميلة و ما يحمله معجمكِ الغوي من بحر زاخر بالروعة والبهاء .

فشكرا لكِ وللوعي الذي يسكنكِ ..

تقديري .

بثينة محمد 02-01-2010 02:27 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إبراهيم الشتوي (المشاركة 595885)
بدأ من العنوان ( أخيط يوم هجري) الذي أتى بمعنى واضح وكدلالة عامة عن مضمون الخاطرة وأن كنت أرى أن لا نسلم للقارئ مفاتيح النص مباشرة ، وذلك ليضفي عليه نوعا من العمق ، وربط دلالاته ، فاللذة تكمن في الغموض المصاحب برؤية ورؤيا خاصة للكاتب ، كذلك قولكِ (جعلتني أحب الوداع .. و أرتجيه ..) تمنيت أن تلجي للنص بلا مقدمات بحيث يكون الاستهلال بقولكِ (و صرت كامرأة تخيط في زاوية الغرفة...) ليعطي النص قوة وعمق آخر ، فكان للسرد هنا بعد آخر عندما كان الخطاب بضمير المتكلم لاستشفاف تلك الذات المكلومة ، وفتح فضاءات الروح أمام إضاءات البوح ونقل الصراع الداخلي ( المونولوج ) بشكل أدق وأرق ، ،و عادة ما نلجأ لصيغة المخاطب حين يكون البطل عاجزا عن سرد قصته لمانع ما كفقدان الذاكرة أو الغيبوبة أو الصدمة النفسية " حسب ميشال بوتور "
وهنا ترتقي ( الأنا ) الساردة أعلى قممها النفسية لتزيح ولو جزءا يسير عما انتابها من تلك التجربة القاسية ، كما أن هذه الصورة تعد نقطة التحول (و صرت كامرأة تخيط في زاوية الغرفة ) فصارتدل على تحول المبتدأ من حال إلى حال ، وكرمز للبناء الذي يأتي بعده هدم ، فهنا التقاطه جميلة وتصوير للحالة العامة لأجواء النص خصوصا أن ( الغرفة ) هنا دلالة على الحياة و( الزاوية) دلالة عن الضيقة والتعب والكتمان ، كذلك في قولكِ (ثم أستفيق على غزة من الإبرة و نقط متتابعة من الدم تسيل .. ) دلالة على الإفاقة والصدمة وانهيار البناء ونقض الغزل بعد نسجه وحياكته ،ثم تأتي بقية الإيماءات لتمتد من خلالها مشاهد السرد مثل ( لى ثوبي الباهت المعتق بظلمة سجنك ) ( و أركم عليه غبرة الجفاء )
أما في هذه الصورة المقلوبة أتت كدلالة على العتق من هذا الحب الفاجر والتخلص منه وعدم الالتفات للماضي المقيت ( و في النهاية يغدو وَثَنًا .. يكفر بك .. و أمتدحه على ذلك .. و من ثم أكسركمامعا .. و أرحل ..)
وإن كان هناك من ملاحظات فأتمنى التعمق في نقل الفكرة بشكل أدق والبحث عن تراكيب جديدة لم يتطرق إليها الغير مثل هذه الصور المكررة (و أركم عليه غبرة الجفاء .. و طين الاهمال .. ) من خلال توظيف الاستعارات بلغة عالية نتعرف من خلالها على أسلوبك الجميل في السرد كما في هذه اللقطة الجميلة (حتى الكحل .. يرفض الخروج من خِبأه . ) وأنت ِ قادرة على ذلك لما تتمتعين به من تجربة سردية جميلة و ما يحمله معجمكِ الغوي من بحر زاخر بالروعة والبهاء .

فشكرا لكِ وللوعي الذي يسكنكِ ..

تقديري .

ثق في أني سأضع هذه الملاحظة في عين الاعتبار :)

شكرا صادقة و واسعة .. تحياتي :)

محمد البدراني 02-01-2010 02:55 PM

ما قصر الاستاذ :: ابراهيم
فلا يجيد احد التحدث بعدة
بثينة ..حس جميل بالكتابة
شكرا ل طهرك هنا

بثينة محمد 02-02-2010 03:29 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد البدراني (المشاركة 596297)
ما قصر الاستاذ :: ابراهيم
فلا يجيد احد التحدث بعدة
بثينة ..حس جميل بالكتابة
شكرا ل طهرك هنا

شكرا لك أخ محمد على وجودك :)

عبدالناصر الأسلمي 02-08-2010 12:07 AM

قرأت النص قراءة معقولة
ولي عودة لأقول ما يجب بحقه
قريبا ان شاء الله لي عودة

بثينة محمد 02-09-2010 03:42 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالناصر الأسلمي (المشاركة 600588)
قرأت النص قراءة معقولة
ولي عودة لأقول ما يجب بحقه
قريبا ان شاء الله لي عودة

أنتـظرك :)

عبدالناصر الأسلمي 02-09-2010 05:43 PM

اهلا بك زميلتي العزيزة " بثينة محمد"
اسمحي لي بهذه الكلمات التي كتبتها بشأن النص
حيث لا تتفق ابدا كلمات الناس شأن نص ما او نتاج ادبي ما
لكن بمحصلتها النهائية يستطيع كاتبه الخروج بفائدة لما سيكتبه مستقبلا
فإن النص بمجمله عبارة عن مشهدية سينما خيال لا تمس الواقع بصفة
الا الشخوص المعنيون فيه " انت ،،والآخر "
وما يجسده النص دلالات آنية وماضية على ضياع لحظة غرق جميل
وبتذكرها المزمن ترتاح الذكريات .
وتعمدت احيانا في ثنايا النص ان تتخلصي من نظرات الآخر المرتقبة او المريبة
بمشهدية خيالية تتفتح من خلالها رؤى وافكار تبحر بالقاريء حدا بعيدا
مثل قولك:
أكتفي فقط بوشاحي المربوط على رأسي .. حتى يحميه من ضربات سطوعك المفاجئ العنيف ..

وفي مكان آخر اتقنت استثارة العاطفة في القاريء عندما يحتاج كجسد الى العاطفة الدافئة وهذا اجدته وتميزت به في قولك:
و لا أضع زينة الشفاه لأني لا أريد لنظراتك الصارمة أن تؤذي شفتيًّ .. فما زلت أستبقيهما بيأس لحين ترحل ..

وفي لوكيشن آخر من النص استثرتِ الخيال الحزين في مكامن العيون حيث لا كحل بمعنى لا فرح وبالتالي لا عيون مثيرة
ولا تريد اي نوع من انواع الزينة المشتهاة بل تورمات وبياض لا غير كما في قولك :
حتى الكحل .. يرفض الخروج من خِبأه .. يقول بأنك سرقت بهجته من عينيَّ - ملاذه الآمن - بيديك انتزعتها و عصرته و رميته في سلة المهملات مع بقية أوراقك التي لم تُرضِكَ بعد ..

مسجونة بشكل غريب .. في شعرك الأشعث .. و دخانك المقيت ..

وفي مكان آخر تجلت كوامن اخرى في النفس البشرية وقد لا ير ضاها الاغالب وهي عاطفة القتل والراحة بعده
كما في مبدعون قتلة حيث يحب القاتل الابداع في القتل لا يأن يكون مجرد جريمة ترتكب والسلام بل "لها أول ملهاش آخر"
ولا تقف الافكار عند الحادثة فقط بل تتعداها لحوادث اخرى مشابهة في الاجراء والتفسير والمقاصد
كما في قولك:
و أرغب أحيانا بخنقك ..

و أتصور نفسي أفعل ذلك و أشعر بالسرور ..

ثم أستفيق على غزة من الإبرة و نقط متتابعة من الدم تسيل ..

لتلتفت أنت .. - بقسوة -.. تشيح عني مرة أخرى ..

و أكمل انا خياطتي - بعد انقطاع دام نصف دقيقة قلبية أمتص فيه ألم دمي النازح إلى ثوبي الباهت المعتق بظلمة سجنك - و أطوي عينيَّ .. بكل عبث ليديك في ناصية شعرك ..


و هكذا، حتى تأتي فرجة الإعتاق ..

سأظل أنظر إليك خلسة ..

أجمع الآلام كومة كومة ..

و أركم عليه غبرة الجفاء ..

و طين الاهمال ..

و في النهاية يغدو وَثَنًا .. يكفر بك .. و أمتدحه على ذلك ..

و من ثم أكسركما معا .. و أرحل ..

أنا و غزلي .. الذي جمعته ..

،،،،،،،،،،،،،،،،،

ومن هنا اقول لك انك اجدت فعلا تحريك النص بمشهدية سينمائية جميلة تبعث على الفخر
وتجعل المنتظر اكثر جمالا ويروق للقاريء قراءته
اشكرك واتمنى لك السعادة


الساعة الآن 03:37 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.