نصيحة من مستبد
نصيحة من مستبد د. طاهر عبد المجيد لا تُلقِ بنفسكَ في اليَمِّ قَبْلَ التدريبِ على العَومِ ولتبدأْ خطوتَكَ الأولى نحو الحرِّيةِ بالرَّسمِ وحسابِ الكُلْفَةِ والجَدوى لبناءٍ يبدأُ بالهدمِ قد تُؤذي الحرِّيةُ شعباً لم يشبعْ من خبزِ العِلْمِ كفطامِ رضيعٍ لم يأخذْ حاجتهُ من لبنِ الأمِّ خُذْ وقتَكَ لا تعجلْ أبداً في أمرٍ لا بدَّ سيُدمي ويقودُ خطاكَ إلى منفى تتضورُ فيه من اليُتْمِ العاقلُ لا يَشْرَبُ سُمَّاً كي يَعْرِفَ أضرارَ السُّمِ * * * في قولكَ يا هذا حقٌّ يَستَدرِجُ عقلي كالطُّعمِ ما زِلتَ كما كُنتَ إلهاً تتفرَّدْ وحدكَ في الحُكمِ فلماذا الآنَ تُخاطبني كأبٍ يتردَّدُ في الحَزْمِ وتُحاولُ أن تُخفي قُبحاً لا يَخفى بقناعِ الحِلْمِ قَتْلِي بالظُّلمِ على مَهْلٍ من شنقي أسوأُ في الطَّعْمِ لكنِّي لا أُبْرِئُ نفسي كشريكٍ في هذا الظُّلمِ أنا منذ ملكتُ يدي وفمي وفُطِمتُ بعقلي عن قومي لمْ أُطعمْ حُلْمِي كي ينمو أو يَبْقَى حيَّاً من لَحْمي لمْ أَفتحْ يوماً نافذتي للشَّمسِ لكي تَبْنِي عَظْمِي لمْ آكلْ مما أَزرعهُ بِيديَّ لكي يُقبَلَ صومي لمْ أَصرخْ إلا في وادٍ أو بين الموتى والصُّمِّ وبقيتُ حَبيساً في ذاتي أَقضي حاجاتي بالوهمِ وأُروِّضُ سيفي وحصاني لأخوضَ حروباً في نومي أُولى خُطواتي تَجلدني بِسياطِ الخوفِ من اللَّومِ أَتُراني اخترتُ على عَجَلٍ حُلماً هو أكبرُ من حَجمي؟ أم أنَّي لمْ أُخلقْ إلا لأُؤدِّي دوراً في فيلمِ؟ لمْ أُولدْ عبداً فلماذا أصبحت الحرِّيةُ همِّي؟ ولماذا أصبح لي ظلٌّ يتململُ من صُحبة جسمي؟ هل سرُّ شقائي في قدرٍ مازال يُصرُّ على لَجْمي؟ أم ماذا؟ فأجابتْ نفسي بالقولِ تَرَيَّثْ في الحُكْمِ العاجِزُ من يبحثُ دوماً في القَدَرِ السَّابقِ عن خَصْمِ ويُحاولُ أن يَبني عَبَثاً مِتراساً من هذا الزَّعمِ أُخْرُجْ من قبركَ مُبتسماً كخروجِ الشَّمسِ من الغيمِ لمْ يَحدثْ أن أَخطأَ مَيْتٌ فلماذا تَشعرُ بالإِثمِ؟ ولماذا تخشى أخطاءً هي خيرُ أداةٍ للفَهْمِ؟ إفعلْ ما شئتَ ولا تُنصتْ لِحسودٍ ينعقُ بالذمِّ لا يوجد في الدنيا غُنْمٌ يَخلو من حسدٍ أو غُرْمِ إن مِتَّ فلنْ تَخسرَ شيئاً إلا إحساسَكَ بالعُقمِ العُمرُ بأكملهِ يومٌ والموتُ ذهابٌ للنومِ * * * هو هذا يا نَفْسُ فكوني لي عوناً كي أَحْشِدَ عَزمي وسأمضي صَوْبَ مغامرةٍ لا رجعةَ عنها كالسَّهمِ وسأبني لزماني صَرْحاً يجعلهُ لا ينسى إسمي لن أرضى لِغَدِي أن يمضي ولأَمسي أن يَسْكُنَ يومي يا هذا نُصْحُكَ لمْ يَبْلُغْ منِّي ما رُمْتَ على الرُّغمِ... فاتركني في اليَمِّ فهذا هو أوَّلُ درسٍ في العَومِ |
الله الله
ولله درّ الشعر المجبول من ماء الحكمة نصف النص الأول نصائح موجّهة إلى الآخر وفي نصفها الثاني موجهة للنفس في كل بيتٍ يمكننا أن نلمس ضوء لا أكتفي بقراءةٍ واحدة وإلى مفضلتي قد حفظتها شكراً لك على كل هذا البذخ الفكري والإنساني |
قد تؤذي الحرية شعبا لم يشبع من خبز العلمِ
ويشبهها الكاتب كالرضيع عندما يفطم من لبن أمه بذلكَ لا ياخذ حاجته في الحنان وحاجة جسمه ليقوى . إذا على الشعب ان يقوي نفسه بخبز العلم لكي يستطيع أن يُحافظ على حريته عندما ينالها .......... اقتباس:
وكسر القيد غايتنا لنستطيع تحقيق ما توشوشنا بهِ أمانينا .... لم أُولد عبدا فلماذا أصبحت الحرية همي ,............؟؟؟ هي صرخة عالية في وجه من يغرسون الاسلاك الشائكة في نفس الإنسان . ويضعون القيود بشراسة . اقتباس:
خرجتُ مُنتصرة وفي يدي ألف شُعلة مضيئة . |
قرأت هذا الجمال
كصرخة من يده بالنار و ينصحه الذي وضعها بألا يصرخ حملت هذه القصيدة قضية عظيمة من وجهتين هكذا انقسمنا في هذا العصر و هذا حال مجتمعنا كله دكتور طاهر : لطالما أحببت قصائدك و قلمك الجميل و الآن أحيي فكرك الرائع بارك الله بك أستاذنا و بارك بمدادك و علمك |
تبارك الله وهذا الغيث من الابداع والجمال
بدءا من العنوان " نصيحة من مستبد " تضاد ابرز عمق المعنى المراد لذا هنا النصيحة واجبة النفاذ ولا نقااش مع المستبد لانها كانت بمثابة ميثاق تم توثيقة بالادلة والبرهان دعوة مضيئة وحكمة ساطعة البيان من اجل ان نعبر باوطاننا الي بر الامان مبهر وجداااااااااا وجداااااااا شاعرنا المبدع \ طاهر عبد المجيد سلمت يمناك ودام غدقك الآسر للذائقة مودتي والياسمين \..:35: |
شاعرنا المبجل د . طاهر عيد المجيد المحترم. قصيده ولا أروع في سبكها وفن التخاطب بين مستبد وشعب مقهوريبدو من وصفك له أنه بدائي وسلبي النظره لوضعه المزري الذي لا يطاق! إن دعوته للأستسلام لقدره لطاغية يحكمه ليعيش في سلام وهدوء يبدو مستحيلا . وييقى جلاَدوه ينعمون بخيراته .وإلا لم نرى انتفاضات الشعوب البائسه تبدأ وتستمر مع هول التضحيات والمآسي كان الله في عونهم لتحقيق العدل والمساواه. تقبل مروري وتعليقي يصدررحب وفقك الله . عبد الرحمن / أبو تركي. |
... ... إِبداع مُختلفْ ومتفرِّد حقًّا ! الله عليكْ ولله درِّ هَذَا البحرْ العمِيقْ ماأجمل الغرق فِيه . كُل التقدِير . http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif |
أختي الشاعرة رشا: أشكر لك مرورك الجميل دائماً بقصائدي. وقد أسعدني رأيك فيها واختيارك لها لتضاف إلى قصائدك المفضلة، وهذه شهادة أعتز بها من شاعرة قديرة. لك مني كل المحبة والتقدير. تحياتي. |
الساعة الآن 02:36 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.