منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد القصة والرواية (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=33)
-   -   القـــــافــلــة..... (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=37954)

صالح اهضير 04-09-2017 02:13 PM

القـــــافــلــة.....
 
حرارة مُلهبة لا تطاق تدب في أوصال الأشياء والذوات في هذا الحيز المكاني الشاسع الممتد الأطراف في كل الاتجاهات..
قافلة من شاحنات عملاقة محملة بالمؤن والذخائر ولذائذ العيش تدك الأرض بعجلاتها المطاطية وتلتهم الطريق على امتداد السفوح المحاذية للجبال الأطلسية ...
حراس شداد غلاظ يذرعون المكان ،ذهابا وإيابا، يجوبون الطريق بآلياتهم العتيدة زاجرين ناهرين الجموع الآدمية الغفيرة الثائرة كلما انتهى بهم المسير لمحطة من المحطات.. عندها، يرمونهم بما تيسر من فتات وفُضْلات ..يتلقفه البعض راضين مجبرين، والبعض ساخطين متبرمين.. أما معظم الخلق ،فكان ينطلق صراخهم وأناتهم إلى حد الهرير أو النباح ..نباح الكلاب الظامئة المغلوب على أمرها.. لكن القافلة تواصل سيرها غير آبهة..
على جنبات الطريق مساكن وضيعة تبدو للعيان متلاحمة كالفطر.. يُلوّح قاطنوها بأيديهم حانقين متوعدين بالويل والثبور ،نابزين بالألقاب :" إلى أين أيها الأنذال..!! "... " توقفي يا قافلة الذل والعار..!!"... " من أين لكم هذا أيها الناهبون..؟!".
أجل .. الألسن كانت تجهر بذلك في فورة غضب عارم بعد أن استبد بكيانها يأس مرير. ومع ذلك ،فقد كانت القافلة تسير وتسير من غير اكتراث..
بمحاذاة الشط الكئيب، وبداخل مراسي القهر، توقفت القافلة لشحن بضائعها في بطون السفن العملاقة ..هيجان خلق كثير يتعالى ..صيحاته تصم الآذان.. تملأ الآفاق .. لكن قائد القافلة يصيح بملء شدقيه بصوت صارم موجها أوامره للعاملين : " اقذفوا لهم ببعض الفتات وتابعوا شحنكم بلا تردد ..!!".
انطلق هدير محركات السفن بعد أن امتلأت أحشاؤها بأطنان من أرزاق العباد لتمخر عباب اليمّ مولية وجهتها هناك شطر الامكنة المعهودة، بينما تراجع الثائرون القهقرى وقد بحّت حناجرهم وكلت فرائصهم ليعودوا أدراجهم خائبين...

رشا عرابي 04-09-2017 03:45 PM

إسقاط للواقع من زاويَة شجع يتبلّغ بالكثير
ويُخرس النداءاتِ بالفُتات

مشهد قيسَ على حدود أبعادٍ مُعاشة
ملموسة الغُصص
مسموعةٌ نداءاتُ حناجرها رغم الوهن
رغم أن الصوت يوأدُ دون أن يتبلّغَ حقّه من إنصات

لله أنت !

علياء 04-09-2017 10:39 PM

هكذا أصبحت هذه المُستديرة ،
ساحة للنهب ، الطمع ، الجشع !
هُنا تُخطف ثروات وهناك تُفقَد طُرقات /
غابة سوداء هي ما تحول إليه هذا الكوكب ،
والضحايا وجوه خرساء !

كان الله في العون أخي صالح ،
مداد فيضك نقي ..

صالح اهضير 04-10-2017 12:25 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علياء (المشاركة 1002006)
هكذا أصبحت هذه المُستديرة ،
ساحة للنهب ، الطمع ، الجشع !
هُنا تُخطف ثروات وهناك تُفقَد طُرقات /
غابة سوداء هي ما تحول إليه هذا الكوكب ،
والضحايا وجوه خرساء !
كان الله في العون أخي صالح ،
مداد فيضك نقي ..

---------------------
الاستاذة رشا
تحية كبيرة اليك وعلى حسن تحليلك..
اجل هو الامر كذلك...والنص تفسير للمثل العربي : القافلة تمر والكلاب تنبح...إنه واقع يتكرر كل لحظة في عالم لايزال يعيش على الاستبداد...

صالح اهضير 04-10-2017 12:30 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علياء (المشاركة 1002006)
هكذا أصبحت هذه المُستديرة ،
ساحة للنهب ، الطمع ، الجشع !
هُنا تُخطف ثروات وهناك تُفقَد طُرقات /
غابة سوداء هي ما تحول إليه هذا الكوكب ،
والضحايا وجوه خرساء !
كان الله في العون أخي صالح ،
مداد فيضك نقي ..

---------------------
الاخت علياء
أجل ..هي وجوه ضائعة في عالم تائه يقوده الجبروت..
اسمى التحيات لك..

سعاد 04-12-2017 09:20 AM

وذات القصة في كل مرة ...
وبأختصار (لم يجد الضعيف من ينتصر له)
نقولها ونحن نقف في صفوف المتفرجين نبتلع غصة تكاد تقتلنا ونكتفي ببعض أمنيات ودعوات

عزيزي صالح
كتبت فأوجعت ..
وكأني أقرأ جزء من ملحمة فخمة محكمة جعلتني أحس بكل كلمة فيها ....
عشت لحظاتها ..وكنت واقفة هناك بين الحشود وأشعة الشمس ترسم خطوطا جديدة من الألم على جسدي المنهك الضعيف..
تمنيت أن أصل لنهايتها
ورجوت الله أن تكون نهيتنا سعيدة.

محبتي

صالح اهضير 04-12-2017 07:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعاد (المشاركة 1002887)
وذات القصة في كل مرة ...
وبأختصار (لم يجد الضعيف من ينتصر له)
نقولها ونحن نقف في صفوف المتفرجين نبتلع غصة تكاد تقتلنا ونكتفي ببعض أمنيات ودعوات

عزيزي صالح
كتبت فأوجعت ..
وكأني أقرأ جزء من ملحمة فخمة محكمة جعلتني أحس بكل كلمة فيها ....
عشت لحظاتها ..وكنت واقفة هناك بين الحشود وأشعة الشمس ترسم خطوطا جديدة من الألم على جسدي المنهك الضعيف..
تمنيت أن أصل لنهايتها
ورجوت الله أن تكون نهيتنا سعيدة.
محبتي

*****************************
الاستاذة سعاد :
ما كل ما يتمناه المرء يدركه..ايتها الكاتبة البارعة..لقد أثلجت الصدر حينما تجسد مقامك شخوص قصتي وقد أضفيت عليها انتعاشا وحياة ،وتماهيت مع نفوس الثائرين في انسجام وتوافق..
ان امتناني لك كبير وكبير...

نادرة عبدالحي 04-19-2017 12:05 PM


هذا الجنس السردي من القصص القصيرة هو سرد مُبهر له مزاياه المكثفة

مما جعل القصة تحتل مكاناً مميزاً في المشهد السردي والنقدي خاصة وإن كثافة

وتشعب ورحابة دلالاتها ومقاصدها إنسانية ، فقد عبرت

موضوعاتها عن الهموم والقضايا الإنسانية المختلفة


فإن القصة توجز رسالة للمتلقي القارئ

وهي المُعاناة التي تقع بفعل مآسي الحروب والهجرة . فنرى عن قُرب

المكان والأشخاص والحدث مما يؤثر تأثيرا بالغا في نفس القارئ ،



الساعة الآن 07:15 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.