منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد المقال (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   * وقالت الأعراب .... (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=2796)

بشاير العبدالله 12-02-2006 04:25 AM

* وقالت الأعراب ....
 
.
.


الحياة الاجتماعية ومفهوم القبيلة :

المشهد الاجتماعي في العالم العربي..لا ينفصل ولا ينقسم عن بقية المشاهد السياسية والاقتصادية والدينية التي تطوّق الحياة بشكل عام .. وهي التي تحدد بذلك هوية أساسية للمجتمع سواء على الصعيد الاجتماعي والذي يدخل ضمن البيئة الاجتماعية النمطية والمتعارف عليها داخل المجتمع الواحد , أو على صعيد سياسي واقتصادي ..يحدد شكل المجتمع وعقليته التي تكونت من تتابع التطورات في عدة أزمنة ..!

ينقسم المجتمع عادة إلى أهل بادية وأهل مدينة ..لكل منهم معيشة اختصتْ به ,وتكونت من خلال البيئة التي تحيط بهم والتي كان لها تأثيرها القويّ في تأسيس مفاهيم وعادات وتقاليد كل فرد داخل المجتمع ... وكل فرد يدخل ضمن إطار المجموعة ,,كما يعرفه أهل الاجتماع !! ,
هذه المجموعة في البادية هيَ تعريف لمفهوم القبيلة المتسيّد في الحياة الاجتماعية بجعل القبيلة الواحدة مجتمع لوحده ينفصل عن الآخرين ويكون الحاكم –شيخ القبيلة- هو الحاكم الفعليّ المُطلق لكل القوانين والأحكام التي تقع على الأفراد دون مناقشة أو فِصال ,وتُفرض على كل فردٍ من أفراد القبيلة, وقد تُعرف قبيلة ما بعادتها التي اشتهرتْ بها عن بقيّة القبائل !
ويكون شيخ القبيلة كذلك ..هو القاضي الذي يحتكم الناس إليه ويكون حكمه المنفذ ,والذي لا يقبل استئناف أو طعن !!!

-نظرة على الأعراب-

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من سكن البادية جفا ....)
اختصّ أهل البادية بنمطية معيشية تختلف اختلافا كليا عن سواها , وذلك لخصوصية المعيشة في البادية والتي عُرفت بجلف وقسوة العيش في الصحراء !
والتي حتمت على أهلها أن يُعرفوا ويشتهروا بعدة خصال حميدة وأخرى كثيرة سيئة ارتبطت بهم حتى بعد رحيلهم عن حياة البادية بعد التمدن الحاصل !

يقول الله تعالى : الأعراب أشد كفرا ونفاقا

وذلك لموقفهم الأول من الدين الإسلامي –الدين الجديد- والذي كان الأعراب "جماهير تتفرج" على مباراة تنتظر منها الرابح لكيْ تكون معه !!!
فقد ذم القرآن الأعراب 9 مرات , ولم يمدحهم إلى مرة واحدة في قوله (ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول ألا إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم)

فبحكم ابتعاد أهل البادية من مكان خروج الدعوة المحمدية , لم يصل الإسلام لهم بشكل يرقق قلوبهم ويملأها إيمانا مع معيشتهم التي لم تكن تسمح لهم بامتلاك قلوب رقيقة يتمكن منها الإيمان بسهولة!
وهذا ما يؤكده دعوة الإسلام لمحاربة "التعرب" !
فمذ بداية ظهور الإسلام دعا إلى الابتعاد عن نمط الحياة البدوية , حتى أنه حارب من بَعْد الهجرة من يعود إلى التعرّب من دون عذر!! لأن ذلكَ يحمل على الابتعاد عن الدين ومصادره التي تتركز بعيدا عن البادية !وهذا الأمر ليسَ محاربة للأعراب بل للنمط المعيشي الجلف والصعب الذي كان يعيشه "البــدو" ! ,

وقد قال أوليري بهذا الشأن " أن البدو لا يميلون كثيراً إلى الدين "

هذا الأمر أعطى مدخلاً للكثيرين للـسبّ والاستهزاء بأهل البادية –الأعراب- ,, نتيجة عدم فهم ومغزى الآيات الكريمة وبعض الأقوال أو الحكايات التي نقرأها عن "غباء" أو "عبَط" الإعرابي وعدم فهمه للأمور بشكلها الصحيح ! ..
فقد عُرف ابن خلدون أنه من أكثر من انتقد أهل البادية إذ كان من بين ما قاله : (أكلت الأعراب لحم الإبل فاكتسبوا الغلظة)
ولكنه عاد ليقول :" إن أهل البدو أقرب إلى الخير من أهل الحضر "
وذلكَ للفطرة التي لم تتخللها عوامل الشر والسوء التي شابتْ حياة الحضر وكان أهل البادية بعيدين عنها لـ ابتعادهم عن سلوكيات تُفرض داخل المجتمع الحضريّ !!

أي أن فطرة الإنسان إن عاشَ بها تجعله بعيداً عن انفتاح عقليته على أمور الحياة التي لم يفقه بها شيئاً لابتعاده عن التعامل الاجتماعي والتعاطي مع الآخر بصورة بعيدة عن بيئة مغلّفة بقسوة يحدها أمر واحد هو مغالبة الحياة والسير وراء الرزق, والآيات الكريمة اختصتْ بتلكَ الفترة لأهمية الأعراب وأهمية دخولهم للإسلام لأن بدخولهم قوّة يحتاجها الدين الجديد لتركيز دعائمه ..وهذا ما يؤكد ذكر الأعراب كثيراً لتأثيرهم القويّ سواء سلباً أو إيجاباً على الحياة آنذاك !!
التعصب القبلي الذي كان مسيطرا على البدو كان يناقض الإسلام ودعوته التي أتى بها , فمحاربة البداوة كان أمر لا بد منه للتخلص من آثار العصبية بكل أشكالها من اجل اتخاذ البدو أنصار وأتباع أقوياء للإسلام !
*
أوضح الوردي بعض الخصال التي كانت تتميز عند البدو إذ يقول : البدو كرماء وبخلاء في نفس الوقتْ !

قد يتقاتل البدو ويتحاربون سنوات طويلة إن أُخذ منهم شيء بالقوة والسلب ,,, وبذات الوقت يكرمون الضيف والدخيل حتى وإن كان عدوا لهم !!
وكما قالوا في أمثالهم " " شيّم البدوي وخذ عباته "
قد كانت حياة البادية ..تعتمد كثيراً على الصيت والشهرة , بأن يشتهر فلان من الناس بكذا ... أي يتباهون ويتفاخرون ,, وقد تكون معظم أخلاقهم ..تعتمد على ذلك .. وليسَ من باب الأخلاق فقط !!!

*
النسيج الاجتماعي لأهل البادية يحمل الكثير من التناقض الواضح والصارخ في معظم أمورهم التي يتناولوها ,, أو معظم عاداتهم التي جلبوها حتى حين انتقالهم للعيش في المدينة !
طبعاً أعني العادات السيئة !
أهل الحضر ينظرون لأهل البادية نظرة دونية اعتمدت هذه النظرة على سلوكيات وبساطة أهل البادية البعيدين عن مظاهر التحضر –بمقياس أهل المدن- !
,, وكذلك بالنسبة لنظرة البدو الدونية لأهل الحضر , وللبدو كذلك ممن لا يعملون بـ رعي الأغنام ....,فالصانع مثلاً منبوذ لديهم ..لا يصاهرونه وليسَ له قيمة بينهم !
حتى وإن كان عمله شريفاً ..!
فكانت حياتهم أساس تقييمهم لسواهم , فلديهم أن من يتجه لصنعة أو مهنة أخرى .. ضعيف وجبان ..وهذا ما يتعارض مع ما يعتقدونه ويؤمنون به, من أن القوة وإن كانت بغير محلها هيَ من شيَم الرجال !!

هذا النسيج وإن اختلط بغيره بعد ابتعاد أهل البادية عن حياتهم و"تمدنهم" ظاهريا بمعيشتهم واختلاطهم مع أهل المدن ..وانغماسهم في شتى أنواع الحياة "المدنية" ..!
إلا أن هذه النظرة الدونية مازالت للآن موجودة وهيَ المتحكمة في التعامل مع الآخر –الأقل- والذي يتعارض مع معتقداتهم في البادية !

اعتمد البدو في معيشتهم بالإضافة إلى رعي الأغنام , إلى السطو والغارات التي تقوم بها قبيلة على قبيلة أخرى , وهذا الأمر من الأشياء التي يتفاخر بها البدو كثيراً , إذ أنها بالنسبة لهم شجاعة لا يملكها سواهم !! , وقد تكون صعوبة العيش في الصحراء وقلة مواردها , دفعتهم إلى هذا الأمر حتى باتَ عادةً تتوارث ومفخرة لكل قبيلة ! ,, إذ كان مفهوم الصحراء يقترب من مفهوم الغابة التي يأكل بها القويّ الضعيف !!!

الأعراب اليوم

يقول ابن تيمية أن الأعراب هم عرب البادية و أعراب الروم هم الأرمن و أعراب الترك هم التركمان و أعراب الفرس هم الكورد !
والمقصد من هذا أن كلمة الأعراب تعني –الجاهل من العرب- ..وبذلك قيسَ على أعراب المجتمعات الأخرى بتسميات مختلفة!!!

ولكن اليوم اختلفَ الأمر فهناكَ فرقٌ كبير بين واقع الأعراب في السابق مع بداية الدعوة المحمدية ,وبين واقعهم اليوم الذي ابتعدوا به عن مفهوم "الأعراب" الذي عُرفوا به !
حتى وإن كانت لهم خصال جميلة اختصوا بها وحدهم جعلتهم يتميزون من بين كل المجتمعات ,إلا أن السيئ من هذه الخصال هو من طغى حتى بعد كل تلكَ العقود التي شهدتْ على تغيّر المجتمعات عامّة ..ومن بينها المجتمع البدويّ والذي مازال مفهوم "الأعراب" – كما أتى لغويا- هو النظرة التي ينظر بها الآخر إليهم إلى يومنا هذا وإن كان يأتي كمدخل لذمّ أهل الصحراء "كـ دول" وليسَ كجماعات , أي من أغراض"سياسية" تبتعد عن المشهد الاجتماعي الذي انبثقت منه قبائل البدو ومنه تكونت وخرجت!!

.
.

شاعر البدر 12-02-2006 11:15 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بشاير العبدالله (المشاركة 40012)
.
.


والتي حتمت على أهلها أن يُعرفوا ويشتهروا بعدة خصال حميدة وأخرى كثيرة سيئة ارتبطت بهم حتى بعد رحيلهم عن حياة البادية بعد التمدن الحاصل !


.
.

عفْواً..رَغمْ انّ هذٍه المرّه ألاولى للقاء ..
وحتْما رغمْ الاعْجابْ ببعْض طرْحك!
سؤالْ ..؟
[..وأخرى كثيرة سيئة ارتبطت بهم حتى بعد رحيلهم عن حياة البادية بعد التمدن الحاصل !..]

مٍنْ اينَ لكٍ هذا..!!؟؟

خالد صالح الحربي 12-02-2006 12:15 PM

*

الأخت العزيزة: بشاير العبدالله
بعد التحيّة والكثير من التقدير.. أقول:
أحْيَاناً يَكُون الـْ..إعتراف بالحَقّ: فَضِيحة! :)
ولكن بصدق يتّضح التناقض وبشكلٍ صارخ..
عند الأعراب وإن تَمَدّنوا../. فتجدين النزعة الجاهليّة..
والتعصّب القبلي.. وَ مُشْتقّاته.. حتّى وَ هُم يدرسون في أمريكا.. لتحضير.. الدكتوراة..!
بيني وبينك../. التمسّك بالجميل من صفاتهم.. أمرٌ مَحمود..
ولكن التمسّك بتلكَ الـْ.. عُقَد النّابعة من جهل أسلافِهم..
والنّابعة من تلكَ البيئة البعيدة كُلّ البُعد عن التحضّر..
أولئك الذين هُم امتدادٌ لَهُم.. أمرٌ مذموم.. جداً..
كتبت ذات يوم: [ أسلافَنا هُمْ سبب إفلاسَنا]!
فَوَصَفوني.. بالمُنشَقّ وَ ناكر.. الجميل. :)


_ أعرابيُّ مَرّ مِن هُنَا _

عادل بدر 12-02-2006 12:57 PM

..


.

أعرف دكتور كان يُدرّسنا بجامعة الملك سعود
كثيراً ما يفتخر بأحد قُطّاع الطرق من قبيلته!
لم استطع مناقشته لأني كنت أبحث عن مستقبلي.
ولأني أعرف بأن النقاش في مثل هذه الأمور عقيم.
موضوعكِ قيّم يابشاير وَ لكن......!

قايـد الحربي 12-02-2006 02:27 PM

بشاير العبدالله
ـــــــــــ
* * *

أرحب بكِ أولاً .

وأُعقّبُ على قولكِ بالآتي :

- إنْ قال القرآن بأنّ الأعراب [ أشدّ كفراً ] فقد قال بعد هذه
الكلمة [ ومن أهل المدينة من مردوا على النفاق ]
والفرق واضحٌ بين ( أشدّ ) و ( تمرّد ) ، وما عدا القرآن من آثارٍ
وعُلماء وغيرهم ، غيرُ مهمٍ أبداً .

- قولكِ بأنّ : " كلمة الأعراب تعني الجاهل من العرب " لا أعلمُ
لها مصدراً وأنا الذي أقرأُ الآن المعجم الوسيط ليقول لي :
( الأعراب من العرب : سكّان البادية خاصةً يتتبعون مساقط الغيث
ومنابت الكلأ )
وأعتقدُ بأنّ تعريف المعجم أكثرُ عدلاً من تعريفٍ عمّم الجهل
على أمّة بأكملها - أيّاً كان قائله - .

- القول السائدُ والبائدُ والذي لم يُعد ينطلي على كل عاقل ،
بأنّ " الأعراب " أهلُ عصبيّةٍ قبليّة ، قد أثبتَ أهل المدينة
الذين يُعتقدُ منهم عكس ذلك بأنّ هناك أوجهاً كثيرةً للعصبية
منها الإقليمية ، والدينية ، والمذهبيّة وغيرها من العصبيات التي
نفت هذه التهمة عن أبناء البادية فقط .

قيل بأنّ : " التعميم لغة الجهل "
وعلى من يمتلك نقيضه القليلٍ جداً ، يعي جيداً بأنّ الأمر تجاوز
باديةً وحاضرة و " كلٌ في فلكٍ يسبحون " .

شكراً كثيراً لكِ ، وأكثر .

حمد الرحيمي 12-02-2006 09:35 PM



بشاير العبد الله ..

مساء الخير أختي الكريمة ..

كحفيدٍ لأعرابي وابنٌ لمتمدن ، وبعيداً عن العاطفة وقريباً من الموضوعية لي بعض الملاحظات على ما كُتب هنا ...


أولاً كما ذكر أخي قايد فتعريفكِ للأعرابي جانب الصواب كثيراً لأنه ليس كل جاهل من العرب أعرابي بل كل من سكن البادية أعرابي ... وليس بالضرور أن يكون جاهلاً ...

ثانياً بما أن الأعراب قد ذُكروا بالذم في تسعة مواضع في القرآن فهذا لا يعني أنهم أسوأ من غيرهم فقد وردت آيات أضعاف ما ذكر في حقهم تذم (الحضر) امتداداً من قوم نوح وصولاً لكفار قريش لمنافقي المدينة ...

بهذا يتضح لنا أن الأعراب -مع جهالتهم كما وصفتِهم - إلا أنهم أفضل حالاً من غيرهم ( العقلاء )...

ثانياً : التعصب القبلي تحديداً ليس حكراً على الأعراب وحدهم فأهل الحاضرة بينهم تعصب ( لقبائلهم / عائلاتهم ) كما في تعصب الأوس والخزرج ونهي الحديث الصحيح عن هذه المنتنة ...


الشيء الآخر : ما هي الخصال السيئة التي تفرد بها الأعراب دون سواهم وطغت عليهم بعد تمدنهم ؟؟

العصبية كلهم ( الحضر / البدو ) متساوون فيها ...

النظرة الدونية للآخر كلهم أيضاً شركاء فيها ...


بودي أن تذكري لي أشياء سيئة اختص بها البدو بعد تمدنهم ...



كوني بخير ...

حمد الظفيري 12-03-2006 01:33 AM

مُستمتِع بما يجول ويدور بينكم... إلى أن يتَم الإستنجاد بي

كمـا قال خالد الحربي.. إعرابي مَرّ مِن هُنـا ..

:) شُكــرا ً وفيرا ً يا بشــاير الـ ع ـبدالله .. :)

بشاير العبدالله 12-03-2006 02:06 AM

.
.


الفاضل : شاعر البدر
.
.

أ وتسأل "بدوية" .. من أين لكِ بـ هذا ؟!!
:)

فـ بعض عاداتهم ما زالتْ قائمة ومشهورون بها ,
مثال بسيط : "التحجير" ..مازالت بعض القبائل تمارسه ,رغم أنه مخالف للدين بكل أشكاله !
النظرة للصانع ,للعبـد ,للصلب .... مازالتْ هيَ لم تتغير ..
رغم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا فرق بين عربي وأعجمي ,إلا بـ التقوى "
ولا تعترف بهذا معظم القبائل البدويّة ..!
التفاخر بالأنساب و التعصب القبليّ الشديد والذي نهى عنه الدين مازال موجودا في أهل البادية , "و عند البدو أكثر من غيرهم" !!
اشتهارهم بالشدة والغلظة كما وصفهم الله تعالى في سورة الحجرات ..!

حتى وإن تخلص من هذه الخصال وغيرها ..الكثير من أهل البادية بعد اندماجهم الكلي مع حياة المدينة ,إلا أنها مازالتْ موجودة , وواقعية ... ولا يمكن إنكارها "كلية" ..!!
.
.

احترامي

.
.


الساعة الآن 04:40 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.