منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد القصة والرواية (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=33)
-   -   أرض السراب (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=31667)

علي آل علي 12-05-2012 02:41 AM

أرض السراب
 
في رحلتي البريّة ، وجدتُ مرتعًا لتأملاتي ، وجدت فلكًا لآمالي ، حيث سأذهب ، إلى تلك المدينة ، سأقرأ هناك قدرًا أخر ، لم يعلم ما فيه بعد ، سوى أنني أدركتُ بأنّ هناك أمرًا في باحة الانتظار ، ينتظرني بكل شغف ، أن أنقله من محطة السفر ، إلى بلاد العرب ، حيث العربية الفصحى ، وحيث المقفى ، وما ينداح من نثر حر .
تساءلتُ قبل أن أسافر ، ما هي تلك البوّابات التي ستفتح لي بعد كل كيلو متر واحد أجتازهُ لكي أقلّص المسافة ، من موطن رحيلي ، إلى مقرّ إقامتي ، وحين الولوج لعالم التأمل ، وجدت الحياة في مصارعها ، أجتاز الأيام والشهور والأعوام ، وما مرَّ عليَّ من أقدار ؛ حتى قارنتُ رحلتي هذه بهذا العمر الذي عاصرتُهُ بكلِّ ما فيه ، فكانت المقارنة ناجحة بإتقان .
بدأتُ البحث عن رفيق درب يأخذني بحديثه عن حياته ، كي يسلّي الفؤاد ، ويبحر بي عبر محيط قد أذن لي فيه فرد الأشرعة ، لأكون ربّان هذه الرحلة ، وجدتُ أحدهم يشير إلي بيده ، فتوقفت له سائلًا إياهُ أين الوجهة ، قال لي هناك حيث الأهل والأحبّة ، إنّها بلدة المقصد التي إليها أسافر ، هيا معي إذن ، وحدثني ذلك الحديث الآسر ، والفاتن .
بدأ يحدثني حديث الراحل ، والذي حمله أن يحمل معه ذلك الرحل المجهول ما فيه ، ليخرج كل صبيحة ساعة شكلًا أخر من أشكال الحياة ، إنّها إحدى المساوئ التي ذرفتها دمعته ، أنا أبحث عن معيشة ما ، تنتشلني من حالة الفقراء ، إلى حالة أرستقراطية سمينة ، إنّها أهداف ثمينة ، يتقن سرد وسائلها الفاشلة والذريعة ؛ حتى انتهى فصلهُ هذا إلى سراب قد غرق فيه فلم يجد ذلك المنقذ .
فصل جديد آثر أن يجتاحه كنههُ المعاصر ، تلك امرأة القرية ، والتي غازلها حبًّا وهيامًّا ، أسرد في ذلك حتى بكى لأنّه فتح صندوقه الثمين ، يخرج صك الخطوبة والذي أحتفظ به لتلك اللحظة ، ليختمه من عند القاضي ، وتوقع عليه أسرة عشيقته ، فكان الختم ختمًا ساخر ، وتوقيع الأسرة بأننا لا نوافق ، فتبدلّت حياته إلى مماته ، ليسير على الجهة المعاكسة من أرضه ، والتي كان يسير على ظهرها سابقًا .
توالت أحاديث ذلك المسافر ، فتأثرتُ به ذلك التأثر ، فشرد الذهن إلى ذلك التقهقر ، والأسى ، والتحسّر ، فاستيقظ ألمي من سباته الطويل ، يمشي إليَّ وهو مغطى بكفنِ الموتى ، أسمعُ صوتهُ كعواء الليل الظالم الحالك ، لست على تلك الأرض ، أنا في حاضرة البؤس ، طريد الواقع ، لاجئ إلى الخيال الحائر ، والذي لا يجد موطنًا أو مأوى ينزوي إليه .
وجدتُ هيئتي على أرض المعركة ، وأصوات الرصاص ، وطلقات المدافع ، وانفجارات في كل الأرجاء ، وتلك النسوة يبكين أطفالهن ، وأولئك اليتامى والأيامى ، ما هذا ؟ وما أنا فيه ؟ لينادي صوت من ورائي ، قم أيها الجندي ، أحمل سلاحك ، فلقد نجوت بأعجوبة من لغمٍ انفجر بالقرب منك ، حينها هبطت الذاكرة من السماء ، لترتطم فيَّ فعلمت أنّ هذا هو الواقع ، وما قد سبق أضغاث أحلام ، تحاول أن تقلق ذاتي الهالكة ، فيصرعني الموت بلا أي هوادة تذكر .

- 8 / 12 / 2012 م
- علي بن مجدوع آل علي

عبدالإله المالك 12-29-2012 03:19 AM

لقد فقد العرب الكثير من موروثهم وحضارتهم
حتى حرف الضاد مميزهم فقد جزيرتهم تحديدا
والفصحى أصبحت في خبر كان وقد تطوى ذات يوم في النسيان
وهذا شر مذهب ذهبوا إليه
وأظنهم لم يحتفظوا إلا بأنسابهم لا أقل ولا أكثر
إنهم في حالة يرثى لها

لقلمك النور . . ولصراحتك الحبور
ولقد تشخص المحن . . ولكنها لاتغني ساعة الندم

تقبل ياعلي التقدير والاحترام

علي آل علي 12-29-2012 10:07 PM

اقتباس:

لقلمك النور . . ولصراحتك الحبور
ولقد تشخص المحن . . ولكنها لاتغني ساعة الندم
ويبقى الإنسان ضمن البشر فحتى الأنبياء منهم أولي العزم وهم قليل ومنهم لا يملك جلادة العزم.

كل الشكر لك أ. عبدالإله وكرمك سابق وسبّاق ويسابق.
تحية وتقدير وود وعبير.

نادرة عبدالحي 01-07-2013 03:56 PM

البرية الطبيعة لم تخلق عبثا بحيث تمنح متأملها وفاهمها نفسا طويلا
وتفرش له أرضا من الراحة النفسية التي نحتاج إليها ونحن غرقا في الضجيج
المعاكس للطيبة والمسامحة وحلقات من حيرة تقف عائقا لوصول الراغب بتحقيق أهدافه...
اقتباس:

.تلك امرأة القرية
تلك إمراة القرية ثلاثة كلمات لا أكثر جعلت من فكري الصغير صورة واضحة
لهذه المرإة المناضلة التي لا تعرف الرفاهية ولا تاخذ لصغارها خادمة
بل تضحى بجمالها وجسدها وصحتها لأجل بيتها وتكتم وجعها وبفضلها يا سيدي
نشأ جيل يسعى لتطبيق نظام هذه المرأة ألا وهو التضحية من أجل الأخرين .......
العنوان أرض السراب
وقبل أن يختتم الكاتب النص أظهر ذلك من قوله
اقتباس:

.وما قد سبق أضغاث أحلام ، تحاول أن تقلق ذاتي الهالكة ، فيصرعني الموت بلا أي هوادة تذكر .
وما قد سبق كانت أضغاث أحلام هي تُحاول أن تقلق الذات الهالكة
إذا الأحلام لم تحاول بث الطمئنينة بها هذه الذات ولم تُحاول إسترجاعها من هلاكها .
وينتصر الموت في النهاية .
أستاذي الكريم علي وحاولت تفكيك هذا الرمز لما جعل الكاتب الموت ينتصر في النهاية
الأنه قرار مصيري ؟؟؟ اهو تقبل لقدر مكتوب علينا ؟؟؟
وإنتبهت وعدت قليل لقبل أن ينتصر الموت وجدتُ نفسا هالكة لذا وجدتُ السبب لانها
سمحت للموت بأن يأخذ بيدهااا ...
أستاذي الكريم أدامك الله لنصرة النفس الطيبة التي تتحلى بها
تحياتي يا طيب

علي آل علي 01-08-2013 09:02 PM

سلامٌ علينا وعليك يا نادرة ، فالأرضُ انقلبت رمادًا ، والتيه متسعٌ للجميع والكل فيه ينادي أن ما هذا !

قراءة نقدية تنم عن محيط فكري شاسع / كاسح
للهِ أنتِ


الساعة الآن 08:30 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.