|
نعيبُ الضلوعِ الباليةْ
عقدانِ عُمْرِيَ لا أدري لِمَ السَّقَمُ
يا فصلَ بؤسي متى أُنعى وتُختَتَمُ مللتُ طولكَ فارحل طاويًا وجعي بعضُ البقاءِ ببعضِ الروحِ يأتَدِمُ من لي بحملي بلا ظلي إلى فرحٍ ينسينيَ الدمعَ في أفواهِ من ظُلِمُوا أرقتُ حبري على جُرحٍ أصابَ بهِ غيري الشقاءُ لعلَّ الجرحَ يلتَئِمُ وحينَ أبصرتُ ذاكَ الجُرحَ في خَلَدِي ما عادَ يسعفني حبرٌ ولا قلمُ أُفضي إلى من بما ألقى ولا أذنٌ أصغَت إليَّ وحابى ربَّها الصَّمَمُ يجتاحُ صبحيَ جيشُ الليلِ منتضيًا هَمِّي الصقيلَ فيغري صبحيَ السَلَمُ يقضي عليَّ ويهديني إناءَ دمٍ من نزفِ قلبيَ بئسَ الودُّ والكَرَمُ يا لائمي نمتَ صفرَ الهمِّ في بلدٍ بهِ تواكبُ مسرى نجمكِ النِّعَمُ حَتَّامَ تبقى بما أخشى تعيِّرُنِي وأنتَ تبرقُ لا خوفٌ ولا سَدَمُ لو كانَ لي وطنٌ ما هدَّني حَزَنٌ بهِ أنا أينما ولَّيتُ مُصطَدِمُ ولا أتتني رياضُ الشامِ باكيةً تُلقي بقلبي شِكاياتٍ فأزدَحِمُ أجاءني الخوفُ مكبولاً إلى أَجَلِي وصادرَ الوقتُ ما أمَّلتُ والأَلَمُ ورحتُ أسألُ حزني أن يصالحَنِي أنا القتيلُ ومني الحزنُ ينتَقِمُ عقدانِ عمريْ وعامٌ والسنينُ بدت في حزنِ عينيَ صدعًا ليسَ يَرتَدِمُ من ينفضُ البؤسَ عن عِطفَيْ منىً عثرت بي واستقرَّت بعَمقٍ عرضهُ قَدَمُ ومن يعيدُ إلى تاجٍ بهِ أمَلِي جمانةً ضاعَ لمَّا ضاعتِ النَّسَمُ كالقطرِ يجلو غبارَ الروحِ مَقدَمُها ويَكشِفُ اليأسَ حتى يُشرِقَ الحُلُمُ لا يُسمَعُ النبضُ في صدري إذا احتبست كأنَّها في عروقي المتعبَاتِ دمُ حيِيَّة الطرفِ في أهدابِها خَدَرٌ تذوبُ في فَمِها الأصواتُ والكَلِمُ ضحوكة لا تراها وهْيَ شاحبةٌ ولا تئنُّ ولا تشكو ولا تَجِمُ تَنَكَّبَتنِي وعيشي رهن رؤيتها وغادرتني ونارُ الحبِّ تضطَرِمُ يا مُنيةَ القلبِ يا ذكرى انعتاقِ فمي يا بردَ روحيَ يا حسنًا لديهِ فَمُ سجينُ حبكِ زارَ الشيبُ زائرَهُ ولم يفكَّ ألا يُدعى فيُتَّهَمُ هذي حياتي براكينٌ تحوِّطُنِي سأسكنُ القاعَ حتى ترعفَ القِمَمُ هذي حياتي فضاءٌ ليس يعمُرُهُ إلا الهموم ألا إنِّي بِهِ بَرِمُ كم قد نظرتُ بمرآةٍ مغازلَها لكي تُعلِّمَ ثغري كيفَ يبتسمُ |
،
لو وقفنا على جماليات القصيدة لما انتهينا مِن التنقيب فيها! وهنا: "هذي حياتي فضاءٌ ليس يعمُرُهُ إلا الهموم ألا إنِّي بِهِ بَرِمُ" صورة بلاغية مدهشة، حيث تشبيه الحياة وبالأخص الحياة الشخصية بالفضاء الواسع جدًا، المعمور بمباني الهموم وبذلك متضجر! شكرًا كبيرة الشاعر القدير: زيدون السراج، امتناني لهذا الحرف الباسق، تقديري وتحية.. |
رفاهِيه فِي الحِس وحُسنٌ فِي إِسترسَال القصِيده مَاشَاء الله .
سَلمت تِلك اليمِين المُخاطِبه لَأعماقِنا بـ حُسن الإمتَاع أسعدك الله http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif |
لله أنت أيها الشاعر....
وددت أن لا نهاية للأبيات سلِمتَ قلباً ويراعاً وشعرا... سكنت في ذائقتي بمقامٍ من الإعجاب رفيع وستعطّر فيافي مفضلتي إن سمحت لي يا أخي بوركت وجنائن جوري تليق |
اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك
دمت بكل الخير |
يالله ... ولله
ولا ملامة أبداً لمن يعشقُ السِّحر والشِعر أن يغرق في لُجّةِ هذا الفيضِ وتغرورقُ عيناهُ دهشةً وإكباراً ! بعضُ البقاءِ ببعضِ الروحِ يأتَدِمُ ؛ لو كانَ لي وطنٌ ما هدَّني حَزَنٌ ؛ كأنَّها في عروقي المتعبَاتِ دمُ ؛ كل الشكر أن كللتَ صباحي بهذه المعزوفة تقديري |
الشاعر الفخر
زيدون السّرّاج لقد أبدعت ورب البيت المعمور هذه قلادة في ناصية الشعر العربي الأصيل الجميل الجمال هنا ماثل في كل شيئ من الألف إلى الياء جمال في المبنى جمال في المعنى جمال في الحبك جمال في السبك جمال في القوافي جمال في الحشو جمال في الضرب جمال في العروضة جمال في الصور والأخيلة تقبل إعجابي |
رغم أني لا أؤيد البؤس و الاحباط و أحارب تلك المعاني المؤلمة بشدة،
حيث لا تليق بالقلوب المتنعمة برب الإنعام و الخير، رب حكيم عليم رزاق ليس بخيل و لا شحيح بالخيرات على خلقه بلا استثناء، لا يسوق الا الخير، و لا يمنع الا لخير، لكن اللهم بارك القصيدة بلغتها الأصيلة مدهشة بحق، تجلي الصور:أخيلة و مقامات معاني، سماوات لم نمل الارتقاء فيها. طاب النبض و المداد بالتأمل و الثقة المطلقة بالله. في حفظ الله و رعايته و توفيقه. نــ ... |
| الساعة الآن 06:37 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.