يَصـــدِفُ أحيــــَــاناً !
يصدف أحيــاناً |
يصدف أن تتقن إيماءة رأسك فلا تحسن إلا إنحناءتها مع الكثير من أمثالك وفي المقابل عليك أن تفسح الطريق للذين يشبهون " اللاشيء " ..... الذين ينشدون للمجد وأيديهم تصفق في فراغ الوطن وهو منهم براء ! صُبـح |
يصدف أن تعايشك بعض الأرواح التي لا تمرُّ بسهولةٍ أبداً .. منذ وهلة اللّقاء الأول ... يفردون قامات ظلالهم كساحة جهادٍ مباركة ... يتغلغلون في مسامات الزعفران ... ببياضٍ حليبيّ يندلقون في الروح ... يتكئون على جبين الكيان ... ويستقرون ... صُبـح |
يصدف أن تشعر برغبة في البصاق على شعب مبتل بالقلق ينعصر في كأس الضياع ، على نساء ثملات بالعهر ، على مسافات مبهمة بين الجسد والروح المهلكة ... ! على حكام ملتحفين بالخزي ، على عروبة تعزف لهفواتها الراقصة فيهتز وسطها الهرِم ضعفاً ! صُبـح |
يصدف أن تعلّم شهيقك وزفيرك الرتابة والطاعة ... وحرفة الانتماء إلى الفرع بدل الأصل !! صُبـح |
يصدف أن لا نجد إلا أنفسنا في إحتشادات الظروف ... نتسرمد في حياةٍ ُنجبر عليها دون أن يكون لنا كلمة الفصل ! ويصدف أن يأتي حدثاً زمرّدي مسكوناً بأطياف الخلد فنخبيء له ألف سرٍ وألف شمعة ... صُبـح |
يصدف أن نلقي بأنفسنا في خشوع لماضي هزيل يجرّنا الى أذيال الذكرى المرهقة .... ! يصدف ذلك ... ولكن لم يصدف أبداً أن ينالنا لهيب ذلك الماضي مادمنا متسربلين بالحاضر الجميل ... صُبـح |
يصدف أن نسكن في أعماق الغرق من " شوفونية النسب " و " امتيازية الفكر " و " تكتل الأنا " التي بتنا لا نتنفس إلا تحت ماءها ... ! ويصدف أن نكتشف من منظار آخر بأننا مجرد " هروبيون " و " مداورون " بل " مترددون " ! ونبقى كالطواحين ننتج دقيقاً لا نعرف هل هو أبيضاً أم أسمر ...! صُبـح |
الساعة الآن 05:35 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.