منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد المقال (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   ملحمة موت الإله (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=39665)

إبراهيم امين مؤمن 08-28-2018 04:21 AM

ملحمة موت الإله
 
“الملحمة ”
منذ عهد الفضيلة الأول الذى أُسر فيه هذا الإله العتيد وقومه البشريين الغير آدميين وأُجلوْ تحت الأرض وحتى الأن نجد هذا الإله مكبل بأغلال أحكمتْ صنعها ضمائر حية ,كما نجد قومه الذين الّهوه محبوسين داخل كهوفهم بسد منيع لبناته وذراته بُنيتْ من وحى رحمة عمّتْ البرية فى زمانهم.
إنه إله صنعه آدميين لما توحشتْ غريزتهم وساءوا ,فجاء خَلَفُهمْ على بُسط الأمل والحب والإعتصام فأزالوه ونفوه هو وقومَه المفسدين تحت الأرض .
(وصف الإله ) على جبهته وشْم يظهر فيه إحكام قبضته على مجرات الكون,وفى صدره وشم لعرش مُلكه على الماء وجميع الخلائق أمامه ساجدين يتقدمهم قومه الأراذل أئمة لذلك المحراب وتلك المناسك التعبدية .
(وصف قومه ) على جبابهم وشم رسم الإله “إلههم المقيد ” وعلى قلوبهم وشم يظهرون فيه وهمْ يعتصرون قلوب البشر الآدميين الذين خالفوا إلههم .
ملايين الكهوف تحت الأرض يسكنها أولئك الفجرة ينتظرون لحظة الخلاص والتحرير, فقد هزّه وإياهم الحنين إلى السطو والتملك . إنهم يعشقون عبوديته وإرادته ,وما كانتْ إراداته إلا إبادة أهل الأرض الذين مرتْ عليهم حقبًا ودهوراً طِوالاً ما زالوا يطئون رءوسهم ,اذاً إنها لحظة الخلاص لهم مفعمة بلحظات الانتقام.
وما كان يأتيهم إلا عزازيل يخبرهم بأن آتون الشر لم يبلغ إلى حد الإنصهار بعد.إنه زائرهم ورسولهم.

وفى برهة كلمح البصر إخترق “عزازيل” القشرة الأرضية إلى ذاك الإله وهؤلاء القوم ليخبرهم ان صراعات البقاء قد بلغتْ الذروة وأن الحروب بين الآدميين أصبحتْ حروب أكوان,إنقسمتْ فيه الأكوان إلى كتلتين متحاربتين ,وأن آتون الشر فى طريقه للإنصهار .
إصطكتْ النبابيت وعلا صليل السيوف وخَرُستْ الأغاريد بصهيل الخيول ,وتراشق السهام ,
فلما اكتملتْ الملحمة وبلغ الشرذروته,إندكَّ الشركله أسفل الآتون متقلصًا حجمه فى كتلة لا نهائية حتى أصبح الوقود مركّزاً فانصهرتْ النفوس حتى التبخر ثمَّ انطلقتْ حتى بلغتْ عنان السماء وحجبتْ المجعول الذى يُحيي كل شئ وهو السحاب.
واتجه إبليس بكلامه إلى الإله مستطرداً :وبأن قيودك على وشك الإنصهار إيذاناً بالحرية ,
ثم نظر إلى قوم الإله وقال :وبأن الردم الذى حال بينكم وبين سطح الأرض أوشك ان ينهار كثيباً مهيلاً .
وما كاد يتم عزازيل كلامه حتى ذابتْ القيود وانهار الردم والبنيان فانطلق الإله وتبعه قومه الفجرة .
وانطلق الإله وانطلقوا خلفه مهرعين كوديان النمل إلى سطح الأرض ,وأطّتْ الأرض من وقع أقدامهم العمياء,وتساقط دمع العيون فرحة الخلاص المفعم بغريزة الشر والانتقام رغم أن الإنتقام من خَلَفِهم, واستطالتْ الأيادى رغبة السلب والشر,واشرأبتْ أعناقهم إلى النظر فى زخارف الآدميين الحمقى,وتعرّتْ القِضْبان واستطالتْ رغبة المضاجعة أوالإغتصاب,وامتزجتْ أصواتهم بأصوات الطبيعة كلها فافرزتْ رِعْداتها وسدتْ دروبها فاختنقتْ ,وإلههم يحمل السيف يقودهم إلى جموع أهل الأرض كلهم رغبة السجود له منهم ومِمنْ يخضع له ,وتراقصتْ على إثر ذلك جموع الشياطين تحتفى بمسراهم وغزوهم ,يترقبون الغنيمة الكبري وهى سجود الأرض لإله الكهف.
كان البأس بين الآدميين شديد فجاءهم الإله وقومه وهُم أشد باساً وتنكيلاً.
فسجدوا له معلنين العبودية والإستسلام.
فلما خلُصَ منهم فقتل مَنْ أعرض عنه وأبقى مَنْ عبده من أهل الارض ,أمر أتباعه باإستعمار السماء فحملوا رماحهم وسهامهم وأطلقوها تجاه السماء فارتدتْ عليهم فتحركوا ليتقوها فما استطاعوا ولا استطاع الإله إلى ذلك سبيلاً فأراد أن يبتغى سُلّماً إلى السماء ليبلغ الملائكة فيقتلهم ثم يفرغ إلى الله خالق الكون فيبارزه ويقتله.
مرتْ السنون,والآدميون كلّوا من الخضوع والعبودية ,واستحضروا فى قلوبهم عهد الفضيلة الأول عهد أجدادهم وتحسّروا بكلمات ممزوجة بالملامة قائلين “لِمَ تركوهم أجدادنا ولمْ يقتلوهم ”
إستحضروا العهد واستنفر بعضهم بعضاً حتى اعتصموا وتلبّسوا بلباس أجدادهم واعتبروا بهم واقتفوا آثارهم
فخلُصتْ الضمائر واستفاقتْ بسبب القهر الذى حلّ بهم.
تشابكتْ الأيادى والتحمتْ القلوب وتوحدتْ الأبصار وتحازتْ الأقدام .
وطردوا الشر من أرواحهم فقاموا…
بالكفِّ عن صراع المعتقدات.
وقضم براثن العنصرية التى أفرزتْ العداوة والبغضاء بينهم.
وتمزيق خيوط العنكبوت التى ما كلّوا من نسجها لبعضهم.
وترك الأرض لأوطانها وشعوبها
وكسر تلك القضبان التى يصرخ من ورائها المظلومون.
فلمّا فعلوا ذلك كان ذلك هو السهم الذى شقَّ صدر الإله فسقط صريعاً.
وكان ذلك هو الطير الذى قطف رؤوس قومه فسالتْ دمائهم أنهاراً.
يموت الإله المدّعى فى قوم أقاموا الفضيلة بينهم ,فإذا انتشرتْ بينهم الرذيلة ووجدتْ لها مسلكاً خلقوا لأنفسهم إلهاً يسومهم سوء العذاب .
كل الحكام البغاة هم آلهة صنعتهم شعوبهم لمّا فسدتْ نفوسُهمْ, فإنْ أحسنوا ماتتْ آلهتهم المزعومة وإنْ أساءوا بغتْ عليهم آلهتهم وتولدتْ من أصلابهم آلهة أُخرى.
لابد أن يموت كل دعى,لابد أن يموت الإله المزعوم ,فأحيوا أيتها الشعوب من جديد سنة
“موت الإله ”

إيمان محمد ديب طهماز 08-28-2018 05:28 AM

النّص رمزي أكثر من رائع
و يلخص حال هذا الواقع برمزية مبهرة
و إسلوب مختلف كليّاً عما إعتدنا عليه في المقالات
و النقد
هذا الإسلوب ذكرني بكتاب كليلة و دمنة و عظمة الإسلوب
في إسقاط الواقع على الحيوانات
النتيجة هنا مبهرة
و لكن أنصح كاتبنا الجميل
بتغيير العنوان
فهو برغم ما يرمي إليه
إلا أنه للوهلة الأولى يثير حفيظة القرّاء
( مجرد رأي )

كل الشكر لكاتبنا الجميل
سلمت أناملك

إبراهيم امين مؤمن 08-28-2018 06:12 AM

سيبيهم عشان يعرفوا ان افعالهم بلغت من القباحة انها صنعت اله

د. فريد ابراهيم 08-28-2018 06:47 AM

اسقاط ذكي و جديد و اسلوب متميز و غني بالمفردات اللغوية القوية ..
و الرسالة واضحة ( ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم ) .. و إن كنت أتحفظ قليلا
علي القاء اللوم كله على عاتق الشعوب المستضعفة .. فكما تصنع الشعوب الحكام .. يصنع الحكام
الشعوب أيضا .. و يشكلون وعيهم و يحددون مستوى تعليمهم و صحتهم و يتحكمون في أقواتهم ..
و هنا تكمن صعوبة المعادلة .. شعوب فقيرة و جاهلة تتحدى الهة جبارة و في حالة هزيمة الالة و مصرعه
تجد ألف من يستغل فقر و جهل الشعوب ليحكم سيطرته عليهم و يتحول لاحقا الي اله جديد
بغض النظر عن هذا الاختلاف البسيط في وجهات النظر .. الموضوع في مجمله رائع و فكرته ذكية
يحتاج الي الاختصار قليلا في رأيي .. أما العنوان : هو سبب وجودي هنا و مروري من هنا
عنوان جذاب و يدعو للفضول و التساؤل .. أحسنت أخي الكريم
موفق دائما

سيرين 08-28-2018 10:21 AM

يموت الإله المدّعى فى قوم أقاموا الفضيلة بينهم
,فإذا انتشرتْ بينهم الرذيلة ووجدتْ لها مسلكاً خلقوا لأنفسهم إلهاً يسومهم سوء العذاب .

وهذا هو مختصر القول كما اشار كاتبنا استحضار عهد الفضيلة وتوحد الابصار
طرح ثري الضوء والفكر .. سلمت يمناك كاتبنا المبدع
ودام هذا الغدق المبهر
تحية وتقدير


\..:icon20:

رشا عرابي 08-28-2018 11:25 AM

إيراد المضمون في قالبٍ من إستعاراتٍ رمزية
وَفت الغرض واستَوفت نصاب الحقيقة !!

لله درّ القلم حين يؤمّه فكرٌ حصيف

وللحق، العنوان هو الذي جاء بي هنا بعد استنكاره
إلا أنني عقب القراءة ودهشة التأويل
(آمنتُ به)


كل التحايا بك لائقة

أحمد الهاملي 08-28-2018 12:15 PM

ذكرتني بكتاب الثالوث المحرم للكاتب السوري بو علي ياسين الذي يتحدث فيه عن الدين، والجنس، والسياسة سيما عندما يتم توظيف كل مسمى من هذه المسميات لصالح الحكام، وما زلت أذكر حادثتين الأولى ذلك الشخص الذي تم تأنيبه لتفوهه على الذات الالهيه، والثانية ذلك الشخص الذي تساءل في غرابة عن طول، وعرض مزرعة ذلك الحاكم، فذهبوا به إلى عاصمة الشمس، وأطعموها لحمه، وعظامه.

/

المؤمن..

سيبقى الحق واضحاً، وجلياً ما بقينا.

ود يليق.

نوال الشمراني 08-31-2018 11:13 AM

صباحكم جنه

عنوان الموضوع (يبتعد تماماً)
عن رمزية الكاتب -فبودي لو كان العنوان
يتساوى مع مايضمرة الكاتب من الوصول
إلى النتيجة التى رغب فيها —!!

وهذا يتأتى مع نوع فصّح الكاتب
للوصول للهدف المنشود -والذي يتماشى
مع فهم المستلقى ووعي الكاتب !!!


فاصلة :
الشعوب هي من خلقت كهنوتيين عليها !!!

@جاهله@


الساعة الآن 11:17 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.