منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الشعر الفصيح (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   السِّفْرُ الْمُخَبَّأُ 1 (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=32213)

عبدالإله المالك 05-15-2013 04:47 PM

السِّفْرُ الْمُخَبَّأُ 1
 
السِّفْرُ الْمُخَبَّأُ
(الجزء الأول منه)



دَرْبٌ بِلا قَصْدٍ وَلا جِهَةٍ وَدُوْنَ خَريْطَةٍ

يَمْتَدُّ مِنْ رَحِمِ الحِجَارَةِ تَائِهًا وَعَلى الأَبَاطِحِ دَمْعَةٌ رَقْرَاقَةٌ..

مَنْ ذا يحَبِّرُ حُلْمَنَا فِي زَهْرَةِ الْيَقْطِيْنِ

حَطَّتْ عَلى سُوْرِ الْحَدِيْقةِ غيْمَةٌ ..

وَتنهَّدَتْ فوْقَ الْغُصُوْنِ فرَاشَةٌ ..

بَاحَتْ بِسِرِّ رَبيْعِهَا الْمَكْنوْنِ

لِلْحُبِّ فِيْ تِلْكَ المَدَائِنِ قِصَّةٌ ..

وَمَدَائِنُ العُشَّاقِ تَعْرِفُ أَهْلَهَا

وَالنَّاسُ تَعْرِفُهَا وَحَرْفَ النَّوْنِ

وَالنَّايُ أَحْدُوْ صَمْتَهُ فِي اللَّيْلِ إِذْ يَحْدُوْنِي

*****

غَنَّتْ لنَا فِيْ هَجْعَةِ الأَرْوَاحِ مِنْ أَشْعَارِهَا

رَشَّتْ عُطُوْرَ الصَّمْتِ فِي أَثْوَابِنَا..

وَتَثاءَبَتْ تِلْكَ النُّجُوْمُ عَلى المَدَى

وَتَمَلْمَلَتْ مِنْ غَيْبَةِ الْعُرْجُوْنِ

وَالسَّامِرُوْنَ عَلى ظِلالِ كُؤُوْسِهِمْ ..

نَامُوا بِعُقْرِ وَسَاوِسٍ وَظنُوْنِ

أَحْلامُهُمْ تَبْدو عَلى شُطْآنِهِمْ ..

جَذْلَى كَمِثلِ زَوَارِقٍ وَلُـحُوْنِ

مِثْلُ الْفَقاقِيْعِ الَّتِي تَرْتَاحُ بَيْنَ المَاءِ وَالصَّابُوْنِ

****

نَادَيْتُ يَا دَرْبًا وتِلْكَ مَضَتْ مَعِي.. مِنْ بَدْءِ سِفْرٍ خَالِدٍ

وَالدَّرْبُ يَحْمِلُ في يَدٍ تِلْكَ المَصَابيْحَ الَّتِي تَرْجُوْنِي


وَالكَافُ تُبْحِرُ فِي الفَضَاءِ الرَّحْبِ لا شَوْقًا وَلمْ تَحْمِلْ عَلى الأَلْوَاحِ بَعْضَ مُتُوْنِي


وَالنَّوْنُ قَدْ تَاهَتْ إِذَا مَا رَاقَصَتْ فِي غَيِّهَا .. بَعْضَ الْمَعَاطِفِ فِي مَرَايَا اللاَّزَوَرْدِ وَفِي مَدَى..

دَرْبٍ تَدَاعَى فِي هَوًى بِمُجُوْنِ

وَالعَازفُوْنَ مَضَوا عَلى أَنْغَامِهِمْ ..

لَمْ يَرْعووا ..

مَا بَيْنَ ضَاربِ طبْلَةٍ قدْ لامَسَتْ أَشْجَانُهُ تَقْسِيْمَةَ الْقانُوْنِ

يُضْفِي عَلى دَرْبِ الحَيَاةِ مَهَابَةً

وَمَشاعِرًا

مَزْهُوَّةً

لَيْسَتْ سِوَى

إكْسِيْرِ أَرْوَاحِ الفَلاسِفَةِ الَّتِيْ مُزِجَتْ

بِتِلاوَةٍ

وَبِنَفْثَةٍ

وَصَلاةِ نَخْلٍ بَاسِقٍ

قدْ صَافحَتْ أَعْذَاقُهُ

خَفَقَانَ قَلْبِ الطَّائِرِ المَيْمُوْنِ

مِثْلُ التَّمَاثِيْلِ الَّتِي قدْ أَسْبَغتْ بِظِلالِهَا تَغْيِيْبَةَ الأَفْيُوْنِ

أمجد الدبكشي 05-15-2013 10:41 PM

كأنك تصلي في محراب الشعر
وتنشد تراتيل مضمخة بدماء الروح
ساعة تئن وساعة تفوح بالشوق
هي النفس ملأى بغبار الوقت
الشاعر الرحالة بين ربوع النفس
عبد الإله المالك
كم يسعدنى أن أكون أول المارين
على أباطحك الخضراء
تقبل الود والحب

نادرة عبدالحي 05-16-2013 03:20 AM

اقتباس:

وَتنهَّدَتْ فوْقَ الْغُصُوْنِ فرَاشَةٌ ..

بَاحَتْ بِسِرِّ رَبيْعِهَا الْمَكْنوْنِ
وتنهدت فوق الغصون فراشة
باحت بسر ربيعها المكنون
....
....
بلا شك أن التنهد حالة طبيعية وغالبا ما نقوم بها
ونحنُ في غمرة التفكير المتعب الذي يرهق الفكر
وهي متنفس لشئ كان قابضا في النفس
ربما للشاعرنا الفراشة رمز أُنثوي
أراهن أنها انثى لأنها باحت بالسر :17:

قصيدة حقا أثمن وأنفس من الدر
سلمت يداكَ شاعرنا الكريم
ودمتَ بالف صحة وعافية

عوض احمد 05-16-2013 12:57 PM

مهد الغرام ومسرح الغزلان
حيث الهوى ضرب من الإيمان
حيتك من أرواح عروة نفحة
قدسية كالروح في الأبدان

الأخطل الصغير يقول بأن كل مكان جميل
هو مهد للغرام ومسرح للغزلان
وهذا المتصفح به من العذوبه والرقه واللطافه والتعبير والتصوير والتأثير
ما يؤكد على ذلك
الشاعر الكبير والجميل خلقا وأخلاقا
عبدالإله المالك
روعة الحبك والسبك أذهلتني
محبتي وتقديري
لشخصك الكريم والقدير

صالح العجيمي 05-16-2013 09:13 PM

الجميل عبدالإله المالك ...

اكتفي بقول :

سلمت اناملك ، دام فكرك ، عاش قلمك

إيمان محمد ديب طهماز 05-16-2013 09:36 PM

أستاذنا القدير عبد الإله المالك : وأي الكلمات تسعف الروح وهي في حضرة بوحك

لم تكتفِ بجمال الإسلوب و روعة البيان بل أجدت تحفة الفكر و جوهر الفلسفة فتكامل الجمال

كوجه السماء المقمرة في ليلة ربيعية صافية

ما أروع الشعر ينساب من بين شفتي الحكمة و ينسكب فكرا في راحتي الجمال

ما أروعك من شاعر و مفكر يا أستاذنا

سلمت من كل شرّ

ميــرال 05-17-2013 02:28 PM

اهديتنا الشعر بكل فخامته ورقيه

لقلبك السلام

عبدالإله المالك 05-18-2013 02:02 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الدبكشي (المشاركة 837233)
كأنك تصلي في محراب الشعر
وتنشد تراتيل مضمخة بدماء الروح
ساعة تئن وساعة تفوح بالشوق
هي النفس ملأى بغبار الوقت
الشاعر الرحالة بين ربوع النفس
عبد الإله المالك
كم يسعدنى أن أكون أول المارين
على أباطحك الخضراء
تقبل الود والحب

وكأنك قد أقمت الأذان في محراب الكلمة .. وصليت بها صلاة الأصيل
وكم كانت سعادتي كبرى بمصافحة حضورك الأولي الألمعي
لقد كانت عباراتك كالمزودة للنفس لتواصل ترحالها

الود لك والحب لك عزيزي الشاعر الجميل أمجد الدبكشي


الساعة الآن 01:00 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.