منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد القصة والرواية (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=33)
-   -   نوستالجيا ... ! (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=35882)

جليله ماجد 10-13-2015 07:23 PM

نوستالجيا ... !
 
حلف أبي بالشاطئ ...
قال البحر غدار ...
لكن الشواطئ وطن ...
قال أن جميرا أرجوزة ﻻ تتوقف عن مزاولة الحياة ...
و أن السمك فيها يرقص !
مر زمن قبل أن أتجرأ مواجهة الشمس ...
زمن طويل جعلني أدمن الجدران و النوافذ ...
و أنأى عن السحاب و اﻷشجار و المآذن ...
جسدي يشعر بغرابة ما أقذفه فيه من حياة ...
و أنا أحاول استنشاق الهواء دون أن أختنق به !
نعم .. هناك خلف محطة البترول المستحدثة و المحلات التجارية التي غزت البيوت المتهالكة رصفت دهشتي و انطلقت أخطو نحو بيوت قديمة ذات عبق شرقي ممزوج بالبهارات و ضحكات اﻷطفال ... ثلة من اﻷطفال القذرين يلعبون بكرة مجهدة تعبت الركل فتجعدت على نفسها ...ثم يصرخ واحد منهم : جووووول فيتصاعدون فوقه و يفركون رأسه بالرمل احتفاء بجدارته !
طفلة صغيرة ذات لباس شعبي بسيط يقودها والدها و هي جذلة تلعق المثلجات بفرح و كأنها حصلت على كنوز سليمان .. طفلان على دراجة ﻻ تكاد تسعهما يقهقهان و هما يحاوﻻن التوازن و يقعا ثم يكررا المحاولة و هما يصرخان بألفاظ نابية تجرح مسامعي ... فأضحك !
أغمض عيني و أحاول استنشاق هواء البحر ... لكن ﻻ رائحة للبحر!
أين رائحة السمك و الملح ؟ رائحة التراب المبلل و الشاطئ؟
أهلع فأمسك بأنفي قد أصبحتُ معطوبة .. و أنفي ميت ﻻ محالة ! أستغرب منه أقرب أنفي من غطاء رأسي الحالك فأشتم بقايا عطر فرنسي ينوح بصمت ! يا الله ! أين رائحة البحر ؟ يكاد قلبي يخرج من حلقي محتجا على هلعي المتنامي ..
ﻻ أرى البحر ! بل أرى طرقا موصوفة بجمود قاتل .. آليات ضخمة ذات صخب مزعج ترج الماء رجا فتذبح سكينته .. و ممشى يلمع تحت قيظ الشمس .. و مطاعم صغيرة متناثرة تنشر رائحة الزيت المحترق .. يا ربي ! أين البحر ؟
عوائل أجنبية عارية ! ﻻ أسمع ضحكاتهم.. أراهم مشوهين في ذهني! أهز رأسي محاولة اغتيال فكرة أن هذا هو الشاطئ الصافي الذي كنت أعفر أصابعي الصغيرة بالتراب .. هو ذاته الشاطئ الذي تجفف عليه اﻷسماك و نسرقها ضاحكين و يلاحقنا صاحبها بعصاه التي تصيبني بالخدر فأجلس و أستسلم و تضحك الفتيات عليي و ينعتنني بالجبانة .. !
و ﻻ يدرين أنه يبسم لي و يهديني أسماكه المجففة عن طيب خاطر !
أجفل على صراخ طفل يأمرني برمي الكرة ال استقرت بجانبي ف أحملها بين يدي مبتسمة و أرمي بها له فيلحقها ضاحكا .. ف أسمع حداء بعيدا .. و أخلع نظارتي و أنا أرى الشاطئ كما كان ...يا لعذوبة هواء البحر ... يا لجمال رائحته!

هاني هاشم 10-14-2015 12:16 AM

كان ومازال هذا المتقلب دوماً
بين هدوء تستكين على راحتيه الروح
وصخب يوقظ الدهشة فى العيون الحائرة
وطن يلملم شتات الذات ..
حين يضيق معطف اليابسة على التمنى ..
النقاء .. جليلة
سرد آخاذ .. يحلق بالروح
دمتِِ بهذا الألق

رشا عرابي 10-14-2015 07:52 AM

وما أجملك جليلتي/جميلتي
سردا محكم الحواشي وموشى بأرق وأعذب التوصيف وأبهاه

رأيت معك التفاصيل بعين روح
ضحكت هنا وامتعضت هناك من تلك الألفاظ النابية
وارتبكت معك باحثة عن رائحة البحر
لله أنت
أبدعت يا حبيبة الروح


عبدالإله المالك 10-14-2015 08:13 PM

يا لجلال هذا الحرف ... يا جليلة..

تقبلي التحية

سيرين 10-15-2015 08:32 AM

حين يتملكنا الحنين الي الماضي كما لو كنا بصدد ميلاد جديد
ثم نقف مضرجين برجاء يخبو الي سراب وعطش

مبدعتنا " جليلة ماجد "
سرد محكم بتفاصيل الجمال وكانت خيوطه أسيرة اناملك
واتت احداثه من بقايا تجارب الطفولة الساخرة
دمت مورقة بالالق
مودتي والياسمين

\\\


رشاد العسال 10-27-2015 03:32 PM

شروط القصة القصيرة متوفرة في النص.. أتمنى لك التوفيق، والنجاح.الجليلة /رائعة، وأكثر.ود لا يبور.

حسام الدين ريشو 10-29-2015 12:37 PM

لا رائحة للبحر
لا رائحة للحياة
لا رائحة لأي شيئ
ونظل نخطو
تلهبنا ذكريات ماض
كان نقيا
له عطره
له هدوءه
نتسلل الى داخل ذواتنا
نسكب ما رأيناه
قصة
نثرا
شعرا
وتبقي الكلمة سجلا حافلا
لماض نحاول ألا يندثر

أستاذتى / جليلة
رائعة في قصك
كما أنت في خواطرك
تحياتي وتقديري
وكل عام وأنت بخير



نادرة عبدالحي 10-30-2015 08:06 PM

كقارئة يجب عليي الإعتراف بهذا الإبداع القصصي الذي تملكينه كاتبتنا الفاضلة .
قصة ترتبط بــــــــــــــ أدب الذكريات هو تدوين ما حفظته ذاكرة الكاتب من ماضيه أو ماضي من تربطه بهم علاقةٌ،أو تدوين حدثٍ ترك فيه أثراً بصورةٍ مباشرةٍ أو غير مباشرة ..........


الساعة الآن 03:03 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.