منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   فوضى (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=28217)

موزه عوض 09-03-2011 09:14 PM

فوضى
 


كانت عندي لغة وحيدة تتجشأ الدور لتمنحه للراهب والمومياء ..
لا زلتُ أتنفس تحت شجرة الهوى والأشياء المكسورة المتناثرة حولي ..
قد لا أتقنُ دور العرافة والساحرة الشريرة ..
كل ما كان لدي طاقة لأخلع ثوب الصمت وجلباب الموت وفراغ اللحظات الباردة ..
كم من مشاهد توالت وتناسل من رحمها قصائد مملة ...
وإغماءة لأنثى سقطت من مشيمة مغطاة بالعاطفة المجرورة ..
كأنني كُنتُ أعرف عن تلك الأشباح حين غرقوا بمحبرتي وعبثوا باقلامي الملونة
حسبي أني تركتُ لهم أوراقي على حائط النسيان ..
كان عندي يقينا بالعصافير التي طارت وتركت عُشها على رف نافذة غرفتي ..
عبرتُ الحيّ الأول والأزقة الضيقة وحدي ..
ثم تزوجتُ كائنا خرافياً وكتبتُ له شِعراً بقافية وجدانية ..
تعلقتُ بغيمة عابرة فوق محيط جبهتي المتعبة ..
ببساطة تعلمتُ أن أحبو بحذر كي أتجنب دنيا لا تنتمي الى تفاصيل
أصدقائي الحقيقيون ..
كان يُشبهني الليل والقمر والحلم المخترق جدران لهفتي الممتلئة بثرثرة الشوق ..
كُنتُ أُحب أن أُنادي النجمة لأُحاكيها حين ينام صغاري تحت لحاف الحب ..
كان الكائن الوحيد الذي يعشقني الهرُ الصغير الذي لا زال يتعبني وقت اعداد الطعام ..
البساطة هي تفاصيلٌ لا تفترق إلا للحظات الشجن والزمن المسكون بالرهبة ..
والموسيقى ذات الشفاة التعيسة اعتادت ان تعضُ على أحلامها المنسية ..
كأنني عرفتُكَ قبل أن أخرج الى النور ..
حين كُنتُ في بطن أمي لم أكن طفلة قط ..
أشعر بأحلامي الكبيرة وأنتَ تحملني مع كوابيسكَ المتناثرة على أرصفة الشوق
والخيبة وشعر الهلوسة ..
على امتدادُ الحبل السري خَلعتُ ثوبي القديم وارتديت قلبكَ الذي لم أكن أعرفه بعد ..
انكمشتُ ... فَذعَرت أمي ...
وببساطة خافت على أن أُولدُ قاصرة ..ذَاتُ السبعةُ شهراً ..
كُنتُ كالطيف المخترق غربة الفوضى والجسد والعشبُ الأخضر ..
ابتكرتُ يوما سخرية من قراطيس العصر القديم ..
العشاق حينها تعاهدوا على الإلتصاق ..
اصطحبتني يوماً الغيوم في رحلة حول دائرة عينيكَ ..
تشربتُ بالحكمة رغم قلة نومي وارتعاشة جسدي وقت اقتراب احساس الحب ..
كانَ صوتكَ ينادي لهفتي خلف مآذن الحزن وتكتكة العقارب لثواني الأوقات ..
و ..أنوخُ بروحي المتعبة لأستريحَ من عناء السفر والتفكير بك ..
هكذا ببساطة ..
فتحتُ الأبواب وأغلقتُ النوافذ كي لا أسمعُ حديثُ الرماد ..
فكرتُ أنني لم أكتمل بك ..
أعتنقتُ سذاجة الشروع بالعشق الفارغ لقلبي ..
المسكينة الهرّةُ كانت تموء وحدها ..
حين بدأ الفجر يجاور أفلاك الشروق
أستعدتُ أوراقي ومحبرتي قبل ان تفلتُ من يدي مرة أخرى ..
يا ألله ...كان الفائضُ من لغة الروح كغرابة الرؤى والحب المستحيل ..
كان لديّ إحساسا بأن أغفو على أريكة لإمرأة فتحت ذراعيها لمغارات مُخيفة ..
كُنتُ أرغبُ باحتضان الهام الفوضى لبنات أفكاري ..
كنتُ شاردة أبحثُ عن يقظة تعيد لي العودة الى أُنثى حالمة ..
لم تغمض عيناها بعد ..




بتاريخ هذا اليوم

بدرية البدري 09-03-2011 11:47 PM

موزة عوض ..
لا تعليق سوى ابتسامة طغت على شفتي وانا أقرأ لكِ ..

لقلبكِ الود عزيزتي ..

نادرة عبدالحي 09-06-2011 12:10 AM

اقتباس:

أصدقائي الحقيقيون ..
أشعر بأحلامي الكبيرة
خَلعتُ ثوبي القديم

حدائق فكرية تأخذ قارئها لمراحل عدة منها الطفولية
والصبا والشباب والعصر المتمرد فينا
دمت يا طيبة بألف خير

فاتن حسين 09-06-2011 10:24 PM



لا زال يُشبهكِ الليل والقمر والحلم المخترق جدران لهفتكِ الممتلئة بثرثرة الشوق ..
يـ موزة..



كنت هنا.. أتأمل الجمال كيف يكون..
اقبلي تواجدي..:34:

عبدالرحيم فرغلي 09-07-2011 08:00 AM

معذرة أيتها الفاضلة .. متعبة أنت .. متعبة أنت بجمال .
فحين قرأت المرة الأولى وجدت وكأن المعاني لا تترابط .. وكأن هناك سطورا بين السطور لم تُذكر ..
وأن المعنى الجميل يردفه معنى جميل آخر ، ولكن لا يستبين الرابط بينهما ، وفي قراءتي الثانية بداتُ أتصالح
مع النص .. أرتوي به أكثر .. وفي الثالثة التمع الجمال فيه وشعرت به يأخذني إليه بضجيج العاطفة التي تسكنه ..
بصراخه الذي يعلو حينا ويهدأ حينا آخر .. وبداخل حروفه يسكن طفل جميل بخيال واسع .. يأخذني عالم قبل الولادة وأثناءها ..
ولكنه طفل كبير يوجهني .. ويدلني على أماكن الخيال ويضحك حينا ويبكي حينا .. ألم أقل لك متعبة أنت .. وما أجمل التعب حين
نُرزق منه الجمال ..

ألف تحية وتقدير

صالح الحريري 09-07-2011 06:05 PM

حين تكتب موزة فهي تنسج لجسد الحرف وشاح وصف ...!
تهمس للوراق عن ثرثرة الحلم بليلة ما زال دخان الاحتراق يواسي الرماد فيها ..!



شكراً لأنك على قيد النبض يــ أنثى الوجع ..!

موزه عوض 02-25-2012 10:30 PM

بدرية ...
عذرا ..كان الغياب سببا عن ابتسامة
كوني مبتسمة اكثر

عبدالإله المالك 02-26-2012 12:22 AM

حروفٌ رائعة متلألئةٌ على سقف السماء السابعة ..

دمتِ بود


الساعة الآن 07:36 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.