منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   سأعتذرُ مني لنفسي! (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=35871)

مريم الخالد 10-10-2015 05:35 PM

سأعتذرُ مني لنفسي!
 




هذه الجحافلُ من الكلماتِ التي تكتبكَ،،
هذا التتار الإلهامي الذي يلوحُ بي من بعيدْ... ويسخرُ من صمتي.
لا تخفْ لن يهجيكَ نصي.. مَنْ مثلي لا يهجي من مثلُك!
إنه فقط نثرٌ لحزني،

ذاك الذي يفتح لي نافذةً من الماضي والحاضر حينما أتظاهرُ بكل ليلةٍ بالنوم كالمغفلين!





وتذكرْ أن الكتابة لا تغيرُ واقعنا أبداً
وتذكرْ أنني لطالما لعنتُ اقترافي جرمَ السردْ
لكن... ها أنا أعود ببوحٍ جديد...

وحينما تتفككُ أجزائي مع الكتابةِ وتتساقطُ صباحاتي ..
وتتعرى مشاعري،
تذكر أن تعيدَ لي قلباً من حديد!
قلباً لا يعرفكَ، لا يشبهك،َ ولا يبحث عنكْ!








ما بال الأبواب من القرع لا تهدأ !
~
~
~
ثمة عاشقٍ لدى بابي يطرقه بعنف، لا يدرك كيف يخطو خطوتهُ المتعثرة دوماً،
يبعثر من حوله ويزيد من أحزانهم،
ومن ثم يرجع آسفاً...
يطرق الأبواب الفارغة، يحدث جلبةً، يميل يمنة ويسرة،
يتحدث بكلام كثير مخيف،
بعد صمته الطويل الممل لقرون خلتْ ...
جاء لبرهة يفسر تأثيرات الفراشة على مرآة السيارات العابرة وقت نكستهِ ويعجب من مرور الآخرين وتأثرهم،
يشيرُ بأصابعهِ المرتجفةِ على التائهينَ من طريقهِ ويضحـكـــْ !
يتعارك مع من حوله كطاحونةِ هواءٍ،
يقول أنه على ما يرام، إنه فقط يريد أن ينام، لكن حروفه تكشف تلك الخيبة.
ثمة سنوات مضت يا سيدي تاهت من خارطتكــ...
حدث وأنْ سقطتْ وأنت مكلومٌ في دلهم حساباتك.

تأتي على استحياء وكلك أسف، يتململ حسك وتنتظر رداً سريعاً لعله يُرضي غرور الرجل فيك،
ولازلتُ أتساءل: كم من المرات عليك أن تطلب المغفرة وأنت متسمرٌ خلف الباب هكذا كعابر سبيل أضاع طريقه،
تدل على ضياعه ثيابُهُ الرثةُ وتأتأةُ مصطلحاتهِ ومخارج حروفه الغير مفهومة، ولكنته المبهمة،
ذلك الباب الذي آلفك والذي تطرقة بكل مرة بطريقةٍ خاطئةٍ ومملة!



تـــــُربكُ مساءاتي وتقطف زهوري اليانعة، تسرق منها عبق عبيرها ومن ثم تلقيها وراء وعودك،
تجعلها تقع في أحبولتك المعتادة ، تتركها بلا ماء وتذهب!

كيف يتشكل عند قصيدتك العمياء حروفها وكيف تكوِّن قافيتها الغير متجانسة مع وقع شطورها،
خذلتك أبياتك يا شاعر،
لا جرم أن الخذلان مرض يتسربل كداءٍ سارٍ معدٍ، و تطلب مني أنا ألا أصاب بالزكام!
أن أكون بخير وعافية وأنعمَ بقلبٍ يانع ٍسليم!



قل لي بربك يا رفيق الظلام، كيف للباب ألا يصدأ!
كيف أعود لروضك الذي أصابه التصحر، وكيف أرتوي بعد الآن من هذا القفر!
وكيف لنا أن نصل إلى سكة قطار ٍمتهاوٍ ...
كيف لنا أن نصل!



تقف صامتا ًدهوراً ،،،
وحينما يطيب لك الغناء تغني أغنيةَ ياسمينةٍ قمتَ بقطفها وسحقها وتطالبها من الفرحة أن تطير!
تتركني وحيدة كمتسولةً ذهب الماء من وجهها في قارعة الطريق، وتطلب أن أبتسم لهذا المصير!


وفي كل لحظة كنت تنساني فيها كنتُ أعيد هدم الأشياء التي رتبتها سابقاً معك،
وممارسة الخربشة على خريطة لحظاتي التي لاتعرف عنها شيئاً،
وأمزق غيوم الإنتظار التي شح غيثها ولم يعد ينزل المطر،
لأجد في نهاية اليوم كل شيءٍ قابل للكسر قد تحطم في لحظة تمرد مني،

وعند كل حفنةِ ألمٍ أتلقاها منك أتمرد على تمردي فـأسافر إليك..
سئمت مني الأماكن لكنها اعتادت زياراتي المتكررة الخائبة إليها ...

ولازالت الحيرة تملؤ رأسي.... هل ستتركني طويلاً أتعارك وظلي على ظهر رسالة سأتركها جانباً
لأمسح على جبين كرسي انتظاري الذي ثار علي هو الآخر،

وتذهب صامتاً وأنا في عقر هذا الضجيج!



يااااه ما هو شعورك حينما تقرأ ألمي حروفاً!
لا تعتذر بعد اليوم،
سأعتذر مني لنفسي، وأترك بعضي يعاتب بعضي وأطلب منها الصفح عنكَ وعني.












رشا عرابي 10-10-2015 05:59 PM

يااااا لله يا مريم
يا ذاتَ الرسائِل الخالِدة بِتوصيف الأثر

أيُّ كَمٍّ من الأسى اعتَصَرَكِ زفَراتٍ أورَقَت في يَباسِ النبض حرف !
أيُّ صَمتٍ ذاكَ أحالَ من بَوحِك صَرخاتٍ جَلجَلت لها الحنايا واستعانَت بِمآقيها أُجاج ؟!

لله أنتِ ما أعذَبَكِ وما أندى ألمَكِ سُقياهُ أنَفَةً ليسَت تَخفى

تقف صامتا ًدهوراً ،،،
وحينما يطيب لك الغناء تغني أغنيةَ ياسمينةٍ قمتَ بقطفها وسحقها وتطالبها من الفرحة أن تطير!
تتركني وحيدة كمتسولةً ذهب الماء من وجهها في قارعة الطريق، وتطلب أن أبتسم لهذا المصير!


استوقَفَت منّي شَتات الحيرة لأصوغَ لِصَوتِكِ من صوتي صَدى.....

طوبى لَكِ ثمَّ طوبى لكِ يا عميقة

تحاياي كَمَا المطر وُدّاً

ساره عبدالمنعم 10-10-2015 10:28 PM

راقيه روحك جدا يا مريم
سلم الحضور والنبض

عبدالرحيم فرغلي 10-11-2015 10:34 AM

ما أجمل ما قرأت هذا الصباح ،،
أريد أن أشكر نفسي على وضع هذا النص أمام
بصري ، لأفوز بمتعة القراءة ، وبينما أنت
تعتذري لنفسك ، سأقبل نفسي كثيرا ، وأعدها أن نعود
سويا إلى هنا

هاني هاشم 10-12-2015 09:47 AM

ترنيمة حرف
منها الصدى ترياق
للقلوب قبل الأحداق ....
نص لم يمنعه الشجن
من إرتياد ممالك الغيم
بوركت .. والنبض

أولجاي 10-12-2015 10:38 AM

هنا ...
يكتمل شطرٌ قديم جعلته يستوطن آخر حنايا الفُقد
أجدتي في تصوير ما قد ينوح الخافي منه عجزاً ونوح

مودتي

جليله ماجد 10-13-2015 07:12 PM

عندما يتوقف المطر تسأل اﻷرض عن جدبها ...أي قلب يتحمل هذا يا مريم ؟
إيه يا مريم .. تاهت الرسائل ..
و انتحر ساعي البريد ...
و اﻷرواح هواء عاصف ...
و كيف يهدأ الطين ؟
و كيف يكف الملح عن الجرح؟
و هل تتوقف الفراشات -يوماً- عن اﻻحتراق؟
نص جميل .. عميق .. كتب على ضلع من وجع ...
سلم القلب .. و اليراع ...
🌹

مريم الخالد 10-14-2015 06:25 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشا عَرّابي (المشاركة 915446)
يااااا لله يا مريم
يا ذاتَ الرسائِل الخالِدة بِتوصيف الأثر

أيُّ كَمٍّ من الأسى اعتَصَرَكِ زفَراتٍ أورَقَت في يَباسِ النبض حرف !
أيُّ صَمتٍ ذاكَ أحالَ من بَوحِك صَرخاتٍ جَلجَلت لها الحنايا واستعانَت بِمآقيها أُجاج ؟!

لله أنتِ ما أعذَبَكِ وما أندى ألمَكِ سُقياهُ أنَفَةً ليسَت تَخفى

تقف صامتا ًدهوراً ،،،
وحينما يطيب لك الغناء تغني أغنيةَ ياسمينةٍ قمتَ بقطفها وسحقها وتطالبها من الفرحة أن تطير!
تتركني وحيدة كمتسولةً ذهب الماء من وجهها في قارعة الطريق، وتطلب أن أبتسم لهذا المصير!


استوقَفَت منّي شَتات الحيرة لأصوغَ لِصَوتِكِ من صوتي صَدى.....

طوبى لَكِ ثمَّ طوبى لكِ يا عميقة

تحاياي كَمَا المطر وُدّاً

سلاماً وتحية،،،
أيا رشا ... إن كان لصرختي امتداد ووصل صداه إليكِ فلست عابئةً بذلك الشتات وتلك الحيرة ،


رسائلي خالدة بكمـ يا أخيــَّـة .... أشكركِ


الساعة الآن 06:20 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.