منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد العام (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   صَوْتُكَ (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=31061)

مجاهد السهلي 08-23-2012 09:34 AM

صَوْتُكَ
 
تأمُّلاتٌ..

لا أدري هل هذا مكانها هنا؟ أم لا مكان لها ؟

لكني سأكتبها لكم لما تحمله هذه الخاطرة من التناغم بين القوة الموسيقية للصوت ، و بين الفكر المتلقي و القلب المستمع الهائم.

حِيِنَ أَسْمَعُ القُرءانَ – خُصُوُصَاً آياتَ الوَعْدِ و الوَعيِدِ أو آياتَ الإعجازَ في الكونَ ، أو آياتَ الإمتنانَ على العبادِ بِشَتَّىَ أنوعِ النِّعَمِ – بصوتٍ يمتلكُ السُّلَّمَ المُوسِيِقِي ليتناغمَ معَ رَوْعَةِ المَعَانيِ ، أجِدُنِي لا أمْلِكُ القُدْرَةَ على مُغَالَبَةِ أجْفَاِنِي .

تَسَائَلتُ كَثِيراً : لِمَ ؟ ، و ما هيَ المَرَاحِلُ الطبيعيةُ التي مرّتْ بها عَبَرَاتِي حتَّى وصلَتْ إلى هنا ؟!!

فوجدتُ أن:

جَمالَ الصوتِ حَمَلَ رَوْعَةَ المَعَانِي على طَبَقٍ مِنْ حُرُوفِ رِيِشَةِ أَبِي تَمَّاَم الجَمَالِيَّةِ ، و ذلك على النحو التالي:
جمالُ الصوتِ في حَدِّ ذاتِهِ بِمَنْظُومَةِ : ارْتِفَاعِ نِسْبَةِ الحُزْنِ فِيهِ تَدْرِيجِيَّاً ، و انْخِفَاضِهَا كذلكَ تدريجياً ، و اعْتِدَالِ نِسْبَةِ النَّغْمَةِ المُتَكَيِّفَةِ مع انْسِيَاقِ المجموعةِ البيانيةِ في (النَّصِّ السَّمَاوِي) مع شُعُورٍ بالقَدَاسَةِ و الخُصُوصِيَّةِ للكلامِ الذي يُكْسِبُ الصوتَ الروحانيةَ المُفْعَمَةَ ، جَعَلتْ منهُ ريحانةً تَنْفُذُ إلى الأعماقِ ، فانتعشتْ المشاعرُ ، ففاضتِ العُيونُ .
فاضت العيون:
إمَّا فَرَحَاً بما يحملهُ النَّصُّ من البُشْرَى. و إمَّا خَوْفاً من الوعيد .
و إما تخُاوُفاً من الوعيد ؛ اختلاقاً لمُبَررٍ وجداني قائمٍ من خلالِ المجموعةِ السابقةِ من العواملِ ، و ذلك لغرضِ الحصول على المتعة في الحزن أو الفرح .
و إنما ترغب النفس في البكاء لأنه يريحها من عناء الجدية و الجفاف بسبب التكاليف في الحياة فهي تشعر بالمتعة من خلال كل تلك العوامل و الآثار ؛ لكي تأخذ الأحاسيسُ حقها من إسبال العبرات بشكل متناغم مع الفكر و الوجدان ، فتستمتعُ الأحاسيس و يُلقي الفكرُ بجناحيه مُحلقاً فوق سماء الرفرفات الوجدانية ، فلا يكاد يكون إلا ضيفا خفيف الظل على القلب و العقل الباطن .

و لو انتقلنا إلى جانب آخر من التأمل فقلنا :

أليستْ بعضُ الكلماتِ تجعلُ بعضَ أعضاءِ الجَسَدِ تتفاعلُ و تتحرك ؟؟

سأخبرك:

* النكتة المُضحكة ... تستثيرُ شفتيكَ و صوْتَكَ ، و ترسمَ على مُحيَّاكَ بسمةً و سروراً. و هي كلمة أو جملة ، لكنها هنا اجتمعت مع قوة الخيال للمحتوى.

* الكلام الجارح يجعلُ الغضبَ أو الحزنَ ينطبعُ على تقاسيمِ وجهكَ ... لكنه هنا امتزج سبب التأثير بعدة متراكمات في العقل و القلب .
* القصةُ المحزنة ,,, تُبكيك .... القصة الماتعة ، تمتعك.

حقيقةً فكرتُ في هذه الأشياء و توقعتُ أن تأتيَ ثورةٌ علميةٌ فتكتشفُ أن للكلام أو الأصوات القدرة على التأثير إما سلباً و إما إيجابا على البشر ، و توقعت أن يكون للأصوات معايير و مقاييس من حيث التأثير و عدمه ، و ذهبتْ ظنوني بعيدا بعيدا إلى درجة أنني تخيلتُ أنه قد : يكتشفون من خلال مبدأ تأثير الأصوات على سلوك و نفسيات البشر ، قد يكتشفون طُرقاً لتسخير الأصوات أو الكلام في معالجة بعض الأمراض ، لا يمنع أبداً أن تكون بعض المجموعات الصوتية ذات كيفية خاصة في التركيب و الإنطلاق لها القدرة على استهداف جهاز المناعة فيتخلص من بعض الأمراض العضوية.
طالما أن التأثير بالأصوات – بغض النظر عن مدى التأثير - حاصلٌ من غير شك ، فلا يمتنع أن يتحقق هذا الخيال.

احتمال الإمكان ، و وجود جزء منه -و لو مُصغَّرا- يعني احتمال تطور القدرات البشرية لتكتشف كامل الطاقة و القدرة في الصوت ، و ربما تم إدراجه ضمن مواد المختبرات لصناعة حُزَمٍ من الفايروسات لتُستخدم بحسب الخير و الشر الذان في البشر.

لا أدري... لكنني ظننت ذلك ...

هل القرءان الكريم من هذا القبيل؟

نحن نعرف أن القرءآن الكريم شفاء للناس ، سواء لقلوبهم أو اجسادهم ، فهو شفاء على الإطلاق. ( لاحظ لم يعبر ب كلمة (دواء) ، لان الشفاء يعني النتيجة للدواء بغض النظر عن نوع الدواء ، كأني به يعني نتيجة قوة و طرد جهاز المناعة للمرض (و هذا هو الشفاء))

بكل تأكيد أنه يحمل من القوة الروحانية ما يُخْضِعُ الجسمَ على الإنصياع و الإستقامة البدنية - إن قُرِئ على وجهِ النيةِ و الإخلاصِ و اليقين .. لانه من العليم الخبير.
.... فعلا لا مانع أبدا...


اسمحوا لي أن أبتعد قليلا في الكلام على تأثير الأصوات...

و آمل من الجميع تفهُّم وجهة نظري ، و حملها على مطلق التأمل فحسب ، دون التعرض لأي حكمٍ شرعي هنا.

المقاطع الموسيقيةُ الحزينةُ لها تأثيرٌ في عكس نفس قوة حزن الموسيقى على الوجدان ، و مثلها الراقصة ، لا شعوريا ، تجد الشخص يتفاعل و يبدأ يهز رأسه أو رجليه أو ما شابه.

و إني لأستغرب جدا الغرابة من بعض الأطفال ، حينما يسمع موسيقى راقصة فإنه دونما وجود قدوة له في هذا الرقص تجده يرقص ...

ما الذي حركه؟
إنه سحر الصوت ، إنها الترانيم الموسيقية التي تحمل في طياتها هذه القفزات و الرقصات.
الصوت يتكلم ,
النغمة تُخاطب.
لذ أُمرنا بتحبير القرءان تحبيرا ،يعني تجويده و تنغيم القراءة به ، ليكون (التحبير و التنغيم ) عنصرا مساعدً إضافةً إلى ما فيه من القوة الروحانية و العقلية على التأثير و قرع باب العقل و القلب معا.

و كما أن الصوتَ قد يكون وسيلةً للتعذيب :
قال تعالى (فَنَادَوْاْ صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىَ فَعَقَرَ * فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ * إِنّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُواْ كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ )

فكثيراً ما يكون كذلك وسيلة آسرةً للقلوب .. و مدعاةً لشد الروح إليه.

قالوا:
.......و الأذن تعشق قبل العين أحيانا

عبدالإله المالك 08-23-2012 04:04 PM

موضوع ثري وقيم

وأراك قد أصبت كبد الحقيقة في جل ما قلته

وقد أبحرت فأجدت وجدت

وكذلك الشعر فبه نوع من أنواع الرقص بالكلمات


تقبل ودي ووردي أخي مجاهد


الساعة الآن 08:18 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.