|
كوب نسيـان
كان الجو شديد البرودة
وكانت السماء تبعث بعض زخات المطر حينها . بخطى متعبة كان يسحب قدماه وبحيرة شديدة كان يتعاط التفكير في شتى الأمور . انتقى أقصى طاولة في ذلك المطعم الشعبي حيث زحمة الهدوء وسكون النظرات . سحب الكرسي الخشبي القديم ثم مسح بكمه الغبار الذي تراكم فوقه وجلس . وضع يده فوق خده ثم تنهد تنهيدة عميقة كأنها حقيبة مواجع ! ثم أخذ بيده الأخرى يتحسس جبينه تارة ، وتارة يمسح عيناه . وبعد أن أخذ يغرق . . يغرق . . يغرق فجأة أنقذه النادل : مرحبا يا سيدي ، ماذا تُحب أن تشرب ؟ فانتفض كالهر الذي أراد أن يطرد البلل ، - وقال: أعطني أي شيء غير مُـرّ . النادل: تريده ساخن أم بارد ؟ - قال: أني مللت وحدة البرد النادل: إذاً سأحضر لك شيئاً ساخناً . - قال: لا ، إني كرهت سخونة الألم . النادل مبتسماً : إذا ماذا تريد أن تشرب يا سيدي ؟ - قال: النسيان . |
النسيان.. جرعة قوية للحد من الجنون.. للتنفس دون ألم كما يحدث حين تلقي بنفسك من الطائرة وتصرخ.. تصرخ لأنك تريد أن تنساك لحظتها قمة التطفل.. ولكن حلم المصافحة الأولى لك قد تحقق حسين الراوي.. أمهلني نوراً كي لا أنسى هذا الفرح شكراً ودّ وياسمين |
- للأسف ليس لدي, قاااعدة نسيااان لكي أعتمد عليهااا .. أخي "حسين" شُكراً لكِ~ !! االندى ! |
كوب نسيان.. |
و هل يُمكننا أن نبتلعَ النّسيان وهو القادرُ على ابتلاعِ كلِّ الأشياء ! : أستاذ حسين : شُكراً لك . |
اقتباس:
يقول ديفيد فيسكوت: " النسيان مادة الكون الحقيقية " . وتقول ازابيل الليندي: " ما يُنسى كأنه لم يحدث قط " . وتقول فرانسواز ساغان: " استطعت ان أرد جميل كل من قدم لي جميل ما عدا النسيان ، فأنا لا أعرف كيف أرد له الجميل " !! وبصورة أُخرى بفلسفة خاصة يتعاطى سلفادور دالي النسيان ويقول: " ذات يوم نسيت أن أتنفس ، وكدت أن أموت ... لو لم ينبهني الرجل الذي كان يجلس بقربي في القطار " . سمية كنت في السابق أقلق كثيررر عند تأخر مرور يد النسيان بضمادها عليّ فأحمل مع جرحي الذي أطمح في نسيانه هم التفكير الشديد به . أحيان ودي أنسى أشياء كثيرة ما أبالغ لو قلت لج يا سمية إني كنت أتمنى أحيان ألاقي ( ثقب ) في هالدنيا ، منه انفذ من الأرض وأعبر لكوكب ثاني . سمية انتي النور ياخذ منج نور والفرح ينسج منج اغاني فرح . |
كثير هي الاشياء التي نظن يوماً أنها توارت بين طي النسيان .. وتلاشت مع الحاضر الجميل... نفاجأ أنها مازالت .. تجتر آهات ومواجع من الذكريات .. حسين الراوي حضورك ينشر الفرح في مواسمنا من جديد .. |
: لنْ يَستطيع أن يحصل عَلى [ كوبِ ] نسيان .. وإن حصل عليه .. سَـ يشربه بعدَ أن يموت ! كُل الألق منك يَا حسين ! |
| الساعة الآن 12:38 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.