منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الشعر الفصيح (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   طــريق ..! (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=40919)

وهج 07-09-2019 09:48 PM

طــريق ..!
 

أتذكرون العابر الأنيق
سيّد الطّرقات
النّاصح الحزين ؟
ما زال تحت الّلمبةِ المُنهكة
يُمسْرِحُ الحزن للعابرين.

(ومن خيال الطّرقات / مشهد 2 / )
.
.


بِأَقْصَى الرّصيفِ هُناكَ
- الوحيدة -
تضمُّ دفاترها باستياءْ
تُهدهدُ كلّ الكلامِ الجريحِ؛
لتغفو القصيدةْ !
تُهندمُ شكل الفراغِ المُريعِ
بأهدابها !
تُقايضُ صمتَ النّجومِ البعيدةْ
- بكلّ الضّجيج - !

تغيبُ رويدًا ، رويدًا ، رويدًا
بأحلامها
لتوقظها من سباتٍ عميقْ
بوقتٍ وجيزٍ
ظــلالُ الحقيقــةْ

( تقدّمَ منها بشكلٍ أنيقْ
يُقهقهُ - عجبًا -
بذاتِ الطّريقةْ )
ليسألَ ، لكنْ بنصفِ ابتسامةْ :
- لماذا الجميلةُ أقصى الطّريقْ ......

( بغضبٍ تقاطعُ نصفَ السّؤالْ ) :
- بأقصى الكلامِ ، بأقصى الكلامْ

(يمدُّ إليها أكفُّ الحنانْ ) :
- تعالي دعيْ الصّمتَ فوق الرّصيفْ
دعينا نتوّه كلّ الظّلامْ
كوني ضياءً ... فرحًا شفيفْ

(تردُّ سريعًا )
- ألمْ تدرِ أنّي بعمقِ المساءِ
أعيشُ قصيدة ؟!
وفي الصّبحِ أطلقُ سربَ الحمامْ

( بأسفٍ يقاطعْ ) :
- ولكنْ حزينةْ
تعالي لنطمسَ كلَّ الكلامْ
تعالي ، ولا تصفحين بنبلٍ ،
لنقسو قليلًا
فلا الصّفحُ يجدي ، ولا الانهزامْ
تعالي لنُحْرِقَ كُلَّ الدّفاترْ

( تنظرُ نحو الفراغِ الفسيحِ وثمَّ إليهِ بعزمٍ تقول ) :
- أَإِنْ كان للموت حقًّا ضميرْ
دَعِ الموت يسألْ
تُرابَ المقابرْ
هل الصّفحُ منها لأمْرٌ يسيرْ ؟

( تالله إنّهُ أمرٌ عسيرْ )

- وإنّي أُسامحُ لو كنتُ حتّى
بدونِ ضميرْ

( يُحدّقُ فيها ) :
- أيَا عجبي كمْ لهذا الطّريقْ
مِنَ الوقتِ ، وهو يُدينُ العنادْ ؟!

(بطيفِ ابتسامةْ ) بفخرٍ تقولْ :
- ثمانون بيتًا وربعُ قصيدةْ
وكُلّ العنادِ ، وكُلّ العنادْ

( بقلّةِ حيلةْ ) :
- تعالي نُمسرحُ فوق الطريقِ
جِراحَ الطّريقْ
نكونُ اشتعالًا
سُطوعًا ، بريقْ
تعالي نعودْ...
إلى الشّغفِ الحُلوِ قبلَ الكتابةْ
تعالي وكوني عدوّي الودودْ
وإنْ شئتِ كوني صديقي الّلدودْ
تعالي رحيلْ
وكلّ الدّروبِ لأجلِ خُطاكِ
تكون سبيلْ
تعالي قرارْ
تعالي جنونًا
بقاءً ، فِرارْ
تعالي نرشُّ على الجُرحِ سُكّرْ
( تُهمهمُ ، تنهضْ )
- دعني أفكّر ...
لا لنْ أُفكّرْ

( تفرُّ بعيدًا )
( تنادي بصوتٍ يكادُ يغيبْ ) :
- قليلٌ من الحبٌّ يكفي ؛ لتسطُعَ
في حالكِ الّليلِ
كلُّ النّجومْ
كلُّ النّجومْ
كلّ النّجومْ
.
.
( يُنادي عليها ، وما من مُجيب )
تعالي نفكّر
تعالي لنكملَ فوق الرّصيفْ
باقي القصيدةْ
تعالي نرشُّ على الجرحِ سكّرْ
/



( مُتعجِّبًا يلتقطُ دفاترها ، يتركها للّمبةِ المُنهكة)
مُتمتمًا : اِقْرَئِي على روحها الصّمت ، وعلى روحي السّلامْ .
.
.
(يركُلُ الطّريقَ بقدمهِ عائدًا نحو المجهول ..)

/
وهــج ....

أحمد الهاملي 07-10-2019 10:18 AM

إنحناءة لهذا الشُّموخ.

لله دركِ.

ود يليق.

سيرين 07-10-2019 04:04 PM

رغم قسوة مشاق الطرق كان أكرمه زاداََ يسأل عن المبتغى
صدى حرف يانع الثمر ساحر الوتر ألهم الكون براءة الجمال
دمتِ وهج الشعر وبريقه الباهي
مودتي والياسمين

\..:34:

سليمان عباس 07-10-2019 06:08 PM

تراقصت الانغام مع الرواية
فشكلت قصيده تبحث عن قصيده
وكأن الحزن هو المداد
وهج نستمتع بإنبهار لهذا الابداع
ولا قصيدة بلا ألم

نادرة عبدالحي 07-11-2019 08:58 PM


جاءت المسرحية مزدانة بالصور الشعرية ثرية بالموسيقى.

والحالةُ الشعورية مكثَّفة أما لُغة الحوار سلسه ومحببه للذائقة

فالشعر هُنا يعزِّزُ سيطرةِ الإيحاءِ على المسرحية

فترى المشاهد والملامح بوضوح تام وتلتقط الأصوات المنبعثة

وترى الشخصيات كأنكَ تتخذ مقعدك في مسرح ما ،

أما نجاح المشاهد وإنجذاب القارئ لها يعود ذلك لإبداع الشاعرة

وأسلوبها الكتابي ،
عن نفسي أحب مثل هذا النوع من الأدب

إيمان محمد ديب طهماز 07-11-2019 10:13 PM

ماشاء الله قدرات شعرية مبهرة
بتحويل المسرحية لقصيدة متماسكة
و رسم اللوحة الناطقة بضبط الإيقاع

أبدعت والله يا وهج
سلمت أناملك

هديل نجد 07-13-2019 10:34 PM

/

/

ما أجمل ما قرأت
سلمت الأنامل
أبدعت

..


وهج 07-16-2019 08:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الهاملي (المشاركة 1122278)
إنحناءة لهذا الشُّموخ.

لله دركِ.

ود يليق.

التفاتة مبهجة حقًّا
ممتنة بعمق


الساعة الآن 05:10 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.