النص بين الكاتب والقارئ
==========
حسام الدين بهي الدين ريشو
==========

يقال أن النص هو :
كيان لغوي مكتوب ؛ يتكون من متتالية من الكلمات والجمل التي تقوم بينها علاقة ترابط وانسجام بشكل يجعلها تتضمن رسالة تحقق نوعا من التواصل بين الكاتب والقارئ أو المُلقي والمتلقي

كما يقال عنه أيضا :
انه نسيج لغوي يضم مجموعة من الجمل .. وهذه الجمل تنتظم بدورها في مجموعة من الفقرات بشكل يجعل هذا النسيج في النهاية عملا متناسقا ومنسجما .
علما بأن مصطلح " النص " لم يكن معروفا عند العرب الأوائل ؛ فقد كانوا يستخدمون بدلا منه كلمة : المتن " .

للنصوص أشكال :
=======
يري أستاتذة النقد الأدبي ؛ أن النصوص تنقسم الى الأشكال التالية :
أولا : نصوص ربط : ( مثل العقد ؛ الوعد ؛ قانون ؛ أرث ؛ أمر )
ثانيا : نصوص ارشاد : ( مثل الالتماس ؛ خطاب دفاع ؛ نصوص دعاية ؛ خطاب سياسي ؛ نص تعليمي ؛ نص ارشادي )
ثالثا : نصوص اختزال : ( مثل الفهارس ؛ دليل التليفون ؛ يوميات )
رابعا : نصوص لا تنشر علانية : ( تقرير سري ؛ عرض على مسئول ؛ رسالة ؛ كارت )
خامسا : نصوص تُنشر علانية : ( رواية ؛ قصة ؛ قصيدة ؛ مسرحية ؛ خبر ؛ كتاب ؛ دراسة ما )
واظن ان هذا الشكل الخامس هو ما يهمنا هنا

خصائص النص :
=======
ويري الاستاذ الكتور / محمد وهابي
استاذ النقد الأدبي
أنه على الرغم من وجود اختلافات بين القدامي والمحدثين حول مفهوم النص الا انه يتميز بالخصائص التالية :
أولا :
انه كيان لغوي
بمعني أنه لايكون خارج اللغة التى تحكمها مجموعة من القواعد النحوية والصرفية والتركيبيه
ثانيا :
أنه متوالية من الكلمات والجمل :
بمعني أنه لاينحصر في الكلمة وحدها أو الجملة وحدها وانما ينبغي أن يتكون من مجموعة من الكلمات والجمل
وكما قال أبن جنى قديما
( ومعلوم ان الكلمة وحدها لا تشجو ولا تحزن ولا تملك قلب السامع ؛ وانما ذلك فيما طال من الكلام
ثالثا :
انه نسيج :
بمعني أن يكون بين مجموع الكلمات والجمل علاقة ترابط وانسجام
وهذه الخاصية هي جوهر البناء النصي
رابعا :
أن يكون مكتوبا :
وهذه الخاصية تستبعد كل مظاهر التواصل الاخري الاشارية أو الشفهية
وهذا يعني في نهاية الأمر أن النص ليس الا جسما مدركا بالحاسة البصرية وهو مرتبط تشكيلا بالكتابة
أن الكتابة في النهاية هى سلاح في وجه الزمن والنسيان
خامسا :
أن يتضمن رسالة :
بمعني الأ يكون النص مجرد كلام يبث في الفراغ وانما يكون خطابا موجها من مرسل الي متلق معين له قصد معين من طرف الكاتب

القارئ والنص
======
كان الناقد " رولان بارت " يري ان للنص لذة عند قارئه حتي أنه ألف كتابا وأسماه ( لذة النص )
عبر فيه عن كيفية تصور النص جسدا
وكيف يمكن تصور القارئ وهو يدخل معه في علاقة اشتهاء وتواصل
وهي لذة ذات طابع ثقافي قبل كل شيئ
ويكون اهتمام القارئ بالنص بالقدر الذي يتوفر فيه مايلي :
* أن يري القارئ فيه تعبيرا عنه أو أن يري نفسه فيه
* واذا كان يهمنا في الأساس هنا النص الأدبي ؛ فمن المناسب أن نشير الى قول " ابن طباطبا " :
( ان القصيدة في احكام صنعتها كالسبيكة المفرغة والوشي المنمنم والعقد المنظم )
ويري أيضا
( ان الشاعر يجب أن يكون كناظم الجواهر الذي يؤلف بين النفيس منها والثمين الرائق ولا يشين عقوده بأي تفاوت بين جواهرها في نظمها وتنسيقها
ختاما :
ان مايروق القارئ في النهاية هو مدي قدرة الكاتب علي بلورة مايلي :
شرف المعني وصحته
جزالة اللفظ واستقامته
الأصابة في الوصف
روعة التشبيه
التحام أجزاء النص والتئامها
مناسبة اللفظ للمعني
وكما قيل عن الشعر أيضا :
الشعر كلام موزون من شأنه أن يحبب الى النفس ماقصد تحبيبه اليها
ويُكَرِهُ لها ماقصد تكريهه
بما يتضمن :
حسن خيال ؛ صورة بحسن التأليف وقوة صدق
وما يقترن به من غرابة وتعجب
فأن كل ذلك جدير بتحريك نفس القارئ واعجابه بالنص ..