منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد القصة والرواية (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=33)
-   -   آخِر وَرْدَة نَظَر إِلَيْهَا الصُّبْح "قِصَّة" (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=43590)

عَلاَمَ 03-25-2022 04:16 PM

آخِر وَرْدَة نَظَر إِلَيْهَا الصُّبْح "قِصَّة"
 






اِلْتَأمت بِكَانُون ، وخَاللْت غُرَابُ نُوح
وسِرت.
إلى القُبور، اطَّرح الوُرُود، ووَرْدةً سَرَّرْتُها تَركْتُها عَلى السُوُر.!
شَّاهِدان ..
على إِرَادَتين، مُتَطرِّفتين، باِمْتِداد المَدَى
فالأَوَّل مُنذ خُلق تَعَهَّدَني بكَسْر كَتِفيّ،
ومازِلْت أجبُر ما رَضّ باِلْتِواء السَفر
أما الآخَر فَ اِسْتَبرأ من يَقْظة السُكُون.

برِفْقتيّ أشْياء أُخْرى مِن مَا تَقْضم الرُوْح، وتُكبَّل العُمر في الغَرَابة !
مَعي الَّليْل، وصَوْت الجُوع في أَنْيِّه
ومعي الصَرْخة !
الَّتي رَجَّت شُرُودَه ..
ومَعْي سَدِيم .. خَالط الدَّم اِنْبِعَاثه
وَ بَارِحةً !
تَمَرْجَحت فيها المَنيَّة
ومَاضٍ.. يَرفُّض نَحت صُورةً.. " جَمِيلة ".
ومِن إِلْف النَّهَار مَعي.. وُجُّوهًا تَشرُق أنْيابًا
كُلّما حَلَّقت، تَأْكُل عُصفُوري.
أَيْضًا يَسيِر ..
صَمتٌ فَصيح ، ورِيحٌ تَتَسلَّق شَخْصيّ.
وظُلمة تَفصْم يَقيني ..
ومَعي من سِحْر الدّرب: بَيْدر وجُوخ !
وجِبّة خزٍّ ، وحِجْلٍ وشَّامة

هَذا !
وأَعْجَب مَا فِي مَعيِّتي .. " شَّفَق " .
يَتَتبَّعني، من بَعييد ؟
يَسْحب شُّعَاعة، كَي يَكسِر الطِين.!




يُتبع ..



عَلاَمَ 03-26-2022 01:33 PM

.




ظِلِّي
المُطَرْبَش
أَخْطَأ
حَرَثَ فِي الجِهَة المُخَالِفة لِلمَرْسَّى
فَطِحْت بِلسَانِيّ ، وأنا أَحْصُد اليَوْمَ وآثَامه
تَعمَّقت !؟
ولَمْ أَكْتَفِي بالضِفَّة
هُناك.
فِي القَرية الّتي عَلى مُنحدر التَلة
تَنَاوَلتني الأَيْدِي الطَّوِيلَة، وفَرَشْت بِي الوِهَاد ..
تَعَاقبتني بَسَاطِيلٌ تُسَابِق الزَّمَن
قَائِدَها يَنْتَظر ؟!
لَحْظةً بأَعْوَام ..
اِسْتَدْعَت حَطَّتي الأَوْلى والنَوْب الَّتي رَعَتها
واِسْتَبْقَت حَتْفِي لِحِينه.
إِذ، لاقَارِعة تَأتّي بَغْتة ..بَل تَتَقادمُها أَجْنِحَة تَصفِقك، تَتَكرر حتى تُصَّم!
ولَنْ تَنْتَهي بِانْتِهائك.

وَجْهيّ في الأَرْض أَتَمْرَأَى نَفْسيّ، وأَتَشَّرد
لَمْ أَكُن مُثمرًا ولاَ أَمِيل إِلى الكَسَاد
فِي الحَقيقة مُنذ حَملتُ الأَرْض؛ وَأَنا أُدرك الشَّمس عِند ظُهور نِصفيّ المُهَدم الَّذي كُنت أَملكه، ولاَ أَشْعُر بِغِيَابهَا حتى يَبدُو النصف الَّذي أُرَمِمُه.

أَتَحيَّن !
مَنْ سَيفلت مِنْ مَنْ، مَن سَيتوب !؟
مَنْ سَيرفع غِطاء التَابُوت،
مَنْ سَيلمَح رَأْس الآخَر أَوْل ؟
أَنَا أَمْ المَصِير ؟
فَالخَوُف قَد زَحف عَلى الأَحياء؛ طَاف بَين دَرابينها
صَاد الأَرواح، خَلع الوُجُوه، وكَسْر الحَنَاجِر
وَ خَرج !
بعد أن خَرزِ أكْفَانهم فِي أَجْسَادِهم ..
وَ صَاموا .. !؟
بَينَما يَتخَانق الهَواء فِي صَدريّ ، وظَهْرت نِيّة نَفيّ
وبَينَما اِشْمَئْززتُ مِن خَوُفِهم، كَما اِشْمَئزوا من بُكَائيتي !!
مَرَّت !
تَمشّي على أَرْض مِن سُكر
مَرّتنيّ والبُؤْس رَبُّ المَنَازِل
مَالت بوُجْهِهَا إليّ ..
كَ آَهٍ طَرِيدة فِي بَرّيَّة الْعَرب
ضَحِكْتُ مُتَبلدًا
وكَأَن العَتْمة أَهْمَلت نَفحةً مِن الحَياة طَائِشةً.. حَوليّ!
عَرَفتني ومَيّزتنيّ!
بِرَائحة الشِّيَاط الَّتي تَنْتَشِر مِن قَدَميّ
فَ بَيتيّ الَّذي خَلفه " نَاعُورَة" .. بِجَانبه نَّار ؟

" صِيرّمَا "
الفَتاة التي لايُحبُهَا القَوُم لإنَّهَا تُثَرْثِر فِي كُل قَصْر ..
اِرْتَدَت ظَهْريّ!
حَتى احْمَرَّ بَيَاضُهَا ..
وهِيَ اللاَّهِية في عَدّ غلِاَلها مِن تِّينٍ وحَبّ
أَقْبَلت عليّ، كوَمِيض صَاعِقةٍ في الأَزِقة المُحايدة بَين فَأْلٍ و طِّيرَة.

يَاا كَثْرة الخَيْبة.
إِجْتَازت عِظَامي وتَخَطَّت دَّمي بِسرٍّ جَليل
نَتشَاركُه كَ سُوْء !
ونَحنُ المُتكَومُون فِي السَّبَب..
أَسْقَطت مِن حَنَكها مَا..
يُطْمئن النَّواميس ويُدَغْدِغ قِلاّعَها،
ويُدَاوي عَلى طَرِيقتِه حَسَاسيتيّ.. من دَلْك الصَخْر.
يُخَفف مُلوحة السُؤَال بهَدْهَدَة العُمق والهَزْءَ
ويُعيد الجَوَاب إِلىَ مَصْنعه
حَتى إِذَّا مَا اِمْتدَّت فِي البَحر يَدِي ..
تَعُود بِلا بَلل.

" الرَبّ لايُمكن قَتله "
هَا هِيّ تَشق جَبِين العَتْمة بِخطَوات، ونَظرة
اسْتَئْذنْتُهم نَفْسي ..
لإنَّهَا تُحِب الحَيَاة، وتَطمع في أن يهبها الدَّهْر رَّبِيعًا أكْثَر ..
بِتَلْوِيحةٍ وَرْديَّة أعَادتني إِلىَ مَهْبِط السَّاقِيَة.
اسْتَحِم !.




تَمْت.



سيرين 03-26-2022 06:30 PM

صوت يلهث سعيا عله
يتعافى
يتوضأ بنكهة الحياه
اسلوب ادبي رائع يغلب عليه الطابع الفلسفي في سردية رمزية
ليتوعد قارئه عطرا في اوانه
رااائعة وجدا اديبتنا المبدعة علام
كل الحب والتقدير


،،،

عَلاَمَ 03-26-2022 08:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيرين (المشاركة 1210916)
صوت يلهث سعيا عله
يتعافى
يتوضأ بنكهة الحياه
اسلوب ادبي رائع يغلب عليه الطابع الفلسفي في سردية رمزية
ليتوعد قارئه عطرا في اوانه
رااائعة وجدا اديبتنا المبدعة علام
كل الحب والتقدير


،،،


.


النازك : سيرين
عزيزٌ على قلبيّ حضورك، وتعقيبك العاطِر
نورتيني وآنستيني
شكرًا لحضرتك

جليله ماجد 03-27-2022 10:06 PM

أريد أن أؤل.. لكن أخاف أن أفسد المعنى...
ربما ما فهمته ليس ما تعنينه..
و ربما ما تعنيه لم يصلني..
لا زال يدور في فلكه..
لكن ما أفهمه أنني أمام قصة عن رغبة..
لم يرغب بها أحد..
بل وقعت كوردة وحيدة..
سرعان ما ذبلت مع الريح..
أحب أسلوبك المختلف..
و أقدر جمال قلمك الأخاذ الذي لا يشبه أحد... 💖

نادرة عبدالحي 03-28-2022 02:20 AM

جغرافية الجمال الفني وبلاغة اللغة تقوم على رؤية جديدة للشكل والمضمون في الأسلوب المتبع هنا

التعمق أكثر في المضامين نجدها مكثفة التركيز على البعد الفني
الذي يلعب دورا رئيسي يستطيع الخيال أن يُشكل القبضة التي لا يمكن افلاتها
الكاتبة العلام قادرة على طرح أعقد الرؤى وأخصب القضايا الاجتماعية المختلفة ،
وبصورة دقيقة واعية، من خلال علاقة الحدث بالواقع،بتميز رهيب من تكثيف وتركيز
في استخدام الدلالات اللغوية المناسبة لطبيعة المشهد وخصائص القص وحركة الحوار والسرد
ومظاهر الخيال والحقيقة، وغير ذلك من القضايا التي تتوغل في هذا الفن الأدبي المتميز.
مدهشة مدهشة حتى العجب ولا اخفي عليكي كنتُ هُنا مرات عدة حتى جعلت فكري يذه
إلى تلك الديار .وكما قالت العزيزة جليلة أحب أسلوبكِ وأضيف لانه غير عادي.

عَلاَمَ 03-28-2022 02:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جليله ماجد (المشاركة 1210984)
أريد أن أؤل.. لكن أخاف أن أفسد المعنى...
ربما ما فهمته ليس ما تعنينه..
و ربما ما تعنيه لم يصلني..
لا زال يدور في فلكه..
لكن ما أفهمه أنني أمام قصة عن رغبة..
لم يرغب بها أحد..
بل وقعت كوردة وحيدة..
سرعان ما ذبلت مع الريح..
أحب أسلوبك المختلف..
و أقدر جمال قلمك الأخاذ الذي لا يشبه أحد... 💖

.

ينورلك ويخليلك يارب
وأنا أُحب حُضورك الراقي
وتعقيبك الذي نرجوه
شكرًا لحضرتك

عَلاَمَ 03-28-2022 03:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادرة عبدالحي (المشاركة 1211002)
جغرافية الجمال الفني وبلاغة اللغة تقوم على رؤية جديدة للشكل والمضمون في الأسلوب المتبع هنا

التعمق أكثر في المضامين نجدها مكثفة التركيز على البعد الفني
الذي يلعب دورا رئيسي يستطيع الخيال أن يُشكل القبضة التي لا يمكن افلاتها
الكاتبة العلام قادرة على طرح أعقد الرؤى وأخصب القضايا الاجتماعية المختلفة ،
وبصورة دقيقة واعية، من خلال علاقة الحدث بالواقع،بتميز رهيب من تكثيف وتركيز
في استخدام الدلالات اللغوية المناسبة لطبيعة المشهد وخصائص القص وحركة الحوار والسرد
ومظاهر الخيال والحقيقة، وغير ذلك من القضايا التي تتوغل في هذا الفن الأدبي المتميز.
مدهشة مدهشة حتى العجب ولا اخفي عليكي كنتُ هُنا مرات عدة حتى جعلت فكري يذه
إلى تلك الديار .وكما قالت العزيزة جليلة أحب أسلوبكِ وأضيف لانه غير عادي.

.

الكريمةوالعزيزة: نادرة
وأنا أشكرك على حُضورك وعطرك الزاكي الّذي فَاح
نورتيني وآنستيني
ربي يحميك


الساعة الآن 04:17 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.