منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   التفاحة المحرمة ... (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=37895)

د. فريد ابراهيم 03-27-2017 04:18 AM

التفاحة المحرمة ...
 
تذكرت شجرة التوت التي كانت تحتضن تلاقينا..
و كيف كنتُ أحملكِ على كتفي لتقطفي لنا ثمارها ..
كيف كنا نضحك ملء أفواهنا و الهوى البنفسجي يصبغ أيادينا و ثيابنا.
كأطفال كنا نلهو و ندير الكون حسب رغباتنا .. نركل الكرة الأرضية بعيدا
و نرمي العالم خلف ظهورنا .
وكأن لا يوجد على الأرض سوانا
كنا نسرق القبلات تحت عين الشمس .. وكان يملك كل منا الاخر
وكنت لأقولها للعالم أجمع .. أنتِ ملكي
كنت لأقولها حتى في وجه أبيكِ .. أنتِ ملكي
و إن مت و سألني الله عن خطايا غرامنا
كنت لأضع يميني على فؤادي و أقبض على هواكِ و إن كان جمر
كنت لأقول لربي : يا من خلقت لي هذا القلب و فجرت فيه من حبها أنهار
كنتُ مُسَيرا في عشقها .. ولم يكن بيدي الخيار..
فإغفر لي جنوني بها و خطيئة الافتتان .. يا من خلقت عيونها و قدها الخيزران
أي إنسان في مكاني كان ليذوب فيكِ عشقا .. أي إنسان
يكفي أن يرى الشمس تشرق من خلال شعركِ
يكفي أن يرى قطرات البحر تتكور كلأليء على جسدكِ
يكفي أن يقطف قبلة من ثغركِ
أو يدفن رأسه في صدركِ
يكفي أن يراكِ ترتدين قميصه و تبدين فيه كأرنبة صغيرة
أو يثمل مرة من كأسكِ
هي ذكرى محفورة في قلبي
محروقة في قرص رأسي المدمج..
تُدميني و تعذبني .. تُسهد جفنيَّ
و أنفثها نارا في تَنَهُدي
معذبتي .. لا زلتُ أتذكر المرور من تحت شرفتكِ
كما أتذكر سور شرفتي و وقوفي على حافة الإنتحار
كان الامر بمنتهى البساطة .. أن ألقاكِ أو ألقى حتفي
هواكِ كالتفاحة المُحَّرَمة .. بعد أول قضمة وجدتني منفي
و كنت لأرضي بعذاب النفي الأبدي .. لكن قضمةً واحدةً لا تكفي ،



فريد

د. فريد ابراهيم 03-27-2017 04:42 AM

يُتبع ..:35::35:

رشاد العسال 03-27-2017 06:28 AM

وأنت تمر من تحت شرفتها "الجميلة" لا بد إنك كنت تشبه نيوتن لتكون المسافة بين خافقك، وتفاحتك المحرمة هي تلك الجاذبية المجنونة.. ما زلت أذكر مسرحية مارك أنطونيو، وكليوباتراه.

/

د/ فريد..

لم أسمع بعد يا صديقي بامرأة مجنونة قدمت نفسها قربانا لناموس الغرام !.

لعينيك الأماني،
ولقلبك الفرح.

منى مخلص 03-27-2017 07:44 AM

الله يافريد



متابعين لاشك :)

رشا عرابي 03-27-2017 07:54 AM

زاجلة مزركشة بـ ذكرى آيلة للثبات!

ولـ يتبع
نومئ ونغترف ~

نادرة عبدالحي 03-27-2017 09:52 PM

ومن التفاح ما قتل أديبنا الفاضل ،
بداية النص تأخذ القارئ لعالم الطفولة وتُعيد للذهن صورا
وأماكن وأشخاص ولحظات غالية لا يمكن ان تعود إلا في دائرة الذاكرة .
مشهد برئ جميل وفيه من الصفاء الكثير .....
..........
تذكرت شجرة التوت التي كانت تحتضن تلاقينا..
و كيف كنتُ أحملكِ على كتفي لتقطفي لنا ثمارها ..
كيف كنا نضحك ملء أفواهنا و الهوى البنفسجي يصبغ أيادينا و ثيابنا.
كأطفال كنا نلهو و ندير الكون حسب رغباتنا .. نركل الكرة الأرضية بعيدا
ونرمي العالم خلف ظهورنا .

د. فريد ابراهيم 03-28-2017 02:52 AM

لماذا لا أنساكِ؟؟
هل أنفاسكِ هي ما تشدني للذكرى ؟؟
أم تبعثر خُصل شعركِ ما بين وجهي و صدري؟؟
أم يدكِ الرقيقة التي كانت
كطفلة تلعب مع يدي
و كأم تمسح دمعتي
و كحبيبة تداعب شعري
و كعشيقة تتسلل تحت ثيابي؟
لماذا لا أنساكِ؟؟
قد تكون عيناكِ .. و كيف كانتا تلمعان لمجرد رؤيتي
تفيضان بالإعجاب لطريقتي في الكلام
و طريقتي في صنع قهوتنا الصباحية
كانتا تنبهران حتى لشكل دخان لفافتي وهو يخرج من صدري
أو قد يكون السبب هو طيشنا و جموحنا و عدم إكتراثنا
أو قد يكون فِراشنا؟
لماذا لا أنساك؟؟
ملايين التفاصيل الدقيقة تتشابك في نسيج يستحيل إختراقه
يحبس الذكرى بداخله كجمرة تغلي بها رأسي
فتَفِر الدموع من مُقلتيَّ لتسقط في خمر كأسي
و تَفِر الأفكار المجنونة من المَصح النفسي
لتسيطر على العالم أجمع
و تدفعني للكُفر بكيوبيد و تعذيب رُسُله
فصلبتهن و قتلتهن و نهشت أجسادهن
و بعت روحي للشيطان ...
إنتزعت قلبي من صدري و حشرته بفمي و مضغته
و في وجه كل إمرأة أحبتني بعدكِ بَصَقته
نقعت الامي في الخمر و دفنتها تحت الأفيون
إرتديت نظارتي الشمسية و إختفيت عن العيون
و أضعت كل فرص العودة إلى الطريق الصحيح
فإن كان صحيحا كيف لا أجدكِ تشاركيني خطاه
إن كان صحيحا كيف لا أجدك عند منتهاه
عظيم هو الحب ..
و لكل قصة حب عظيمة نهاية مؤلمة
وجميلة تفاحتي الحمراء
بنضارتها و شهد عصارتها
لكنها – ويا للأسف- محرمة ..






فريد

د. فريد ابراهيم 03-28-2017 04:25 AM

صدقي العزيز رشاد العسال

اقتباس:

وأنت تمر من تحت شرفتها "الجميلة" لا بد إنك كنت تشبه نيوتن لتكون المسافة بين خافقك، وتفاحتك المحرمة هي تلك الجاذبية المجنونة.. ما زلت أذكر مسرحية مارك أنطونيو، وكليوباتراه.

/

د/ فريد..

لم أسمع بعد يا صديقي بامرأة مجنونة قدمت نفسها قربانا لناموس الغرام !.

لعينيك الأماني،
ولقلبك الفرح.
كثير من النساء يقدمن أنفسهن قربانا للغرام .. لكن لسوء حظك أنك لم تصادف احداهن
تمنياتي لك بالتوفيق في ملايين الفرص القادمة
و ود يليق :17::17:


الساعة الآن 09:25 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.