منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   ولم تعدْ تراني! (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=36912)

مريم الخالد 06-19-2016 11:20 PM

ولم تعدْ تراني!
 

صغيرةُ جداً هذه الدنيا!

فربما تمرُ من البابِ ذاته الذي مررتُ به منذ لحظاتْ
نخاطبُ ذاتَ الأشخاصِ ونلقي التحيةَ عليهم بتكرارٍ رتيبْ ، وبترتيبٍ زمنيٍّ عجيبْ!

أجزاءٌ صغيرةٌ من الثانيةِ قد تفصلُ بينكَ وبيني ونحنُ نبحثُ عن بعضنا!
لربما أشعرُ بذاتِ شعوركَ ، وأسمعُ ذاتَ الأصواتِ التي تسمعها أنتْ.. وذلك الصدى!
الوجوهُ تتكررُ ، تفاصيلُ الأماكنِ، ذاتها الزوايا... ذاتهُ التورطُ والتخبطُ والقلقْ والتبعــْثرْ!
وأشمُّ ذاتَ الرائحةِ التي استشعرتَ أنتَ بها منذ قليلٍ في رحلةِ بحثكَ عني ولم تجدني!

ضجيجٌ يجمعنا ويزعِجنا سويةً.... وضجرُنا منه متشابه ...ياااه لقربِ المسافةِ المكانيةِ التي تفصلنا
كيفَ للوقتِ أن يلعبَ بنا كأحجارِ شطرنج... اذهبوا بعيداً عن خبثِ الوقتِ يا رفاق!
فالشوارعُ تشهدُ بلقاءِ أرواحٍ تتعاركُ أجسادها لبضعِ بضعِ لقاءْ !

شوارعٌ خائنةٌ صامتة، ومحطةٌ سخيفةٌ تـُـظهِرُ لي أثرَ خطواتِكَ المتوجسة...
واضح تماماً أنكَ على عجلةٍ من أمركَ!

الوقتُ تأخرَ سيدي ومازلتُ أتشبثُ بمعصمِ الصمتِ أنا التي لم تعدْ تغريني الحكاياتُ ولم تعدْ تفلحُ في إعادةِ تشكيلي
ولم يعدْ السهرُ غايتي...

تمرُّ على مخيلتي كلماتكَ التي لطالما رددتَها على مسمعي: يا مريم دروبنا وعرة أخافُ عليكِ من وجعِ النهاياتْ،
أخافُ عليكِ من الأبوابِ الموصدةِ ، من دربٍ يخلو من لقاءٍ.. من بسمةٍ ... من أغنياتْ !

كلُّ لحظاتِ العشقِ سيدي تشاطرتْ معي كوبَ كأسٍ أصابهُ الجفافُ، ذاتَ ظمأ
كلُّ قصاصاتِ الشعرِ تاهتْ في دروبِ الغيابِ وألقتْ لومَها على جسدِ القصيدةِ ، ذاتَ وجع ْ
كلُّ أحلامي التي تركتَها رهينةَ الورقِ ... باتتْ تخنقني، ذاتَ أرقْ... وما عدتُّ أنامُ يا سيدَ السهرِ ... ما عدتُ أنام!

ما الذي سيدهشُ قلبي بعدّ الآن، أنا المنشطرةُ بين أوطانِ غياباتكَ وامتداداتِ انتمائاتي، وقسوة البعادْ ....
أوزعُ حلوى صبري على عابري السبيلِ الذين قاسوا فقداً، حرماناً، ورمادْ... وأخبرهمْ بكل سذاجةٍ أنه كعكَ عيدهم السعيدْ!

وفي شرودي أكتشفُ أنني جئتُ هروباً منكــ ... أنسى أنني أريد نسيانكَ ..
عليَّ الذهابُ بيدَ أنَّ مشهدَ شرودك يقتلُ ما تبقى من بعضي... أرى تقلبَ وجهكَ من بعيدْ ....

أتلهفُ بصمتٍ للمضي نحوَ نهايةِ الحكايةِ التي تتأبطُ تفاصيلها رياحٌ عجوزٌ
فـــتنقلُ لكَ بكلَّ لؤمٍ رائحةَ عِطري فتثيرُ جنونَـكَ وتذهبُ مسرعاً للبحثِ عني في الحارةِ المجاورةِ... بينما أقفُ خلفكَ تماماً!

لم نعدْ نمضي على الدربِ ذاتهِ
ولم تعدْ تراني!

حسام الدين ريشو 06-20-2016 12:12 AM

شوارعٌ خائنةٌ صامتة، ومحطةٌ سخيفةٌ تـُـظهِرُ لي أثرَ خطواتِكَ المتوجسة...
واضح تماماً أنكَ على عجلةٍ من أمركَ!

===========

يالها من شوارع خائنة
أخفاك عني فيها
صخب الطريق
هموم الحياة
ضجيج العابرين
رغم أن الصمت يلفنا
كما سربلنا لقاء الحنين
ذات حنين


المتألقة / مريم الخالد
من أروع ماقرأت
جاء نصك المبهر

لك خالص التحية
وكونى بألف خير

عبدالإله المالك 06-20-2016 12:31 AM

ولم تعد الأرصفة في ذات مكانها في تلكم الشوارع

بوح رائق شفيف يا مريم

وحييتِ مرارًا وتكرارًا في أبعادك

بلقيس الرشيدي 06-20-2016 02:00 AM

لم نعدْ نمضي على الدربِ ذاتهِ
ولم تعدْ تراني!



وكأنَّهَا تُخبِرُنا أن المُحاوَلات دَومًا أَصبحت مُحالَة ونحنُ مَن نَصنعُ كُل هَذَا الشَتات الشَاسِع بَيننا !
تَقرَئِينَ مابِداخلِي يامَريَم وتَستنطِقينَ ذَاك الصَمت المهِيب . أُحييكِ ياأنِيقة وتحيَّة عاطِرة ملِئة بِالود لروحك

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif


فاطمة ناصر 06-20-2016 09:06 AM

ما الذي سيدهشُ قلبي بعدّ الآن، أنا المنشطرةُ بين أوطانِ غياباتكَ وامتداداتِ انتمائاتي، وقسوة البعادْ ....
أوزعُ حلوى صبري على عابري السبيلِ الذين قاسوا فقداً، حرماناً، ورمادْ... وأخبرهمْ بكل سذاجةٍ أنه كعكَ عيدهم السعيدْ!



قرأتها لاكثرمن مرة ووقفت عند العنوان طويلاُ
لغتكِ ثريّة وحروفكِ عاطرة رغم الألم عزيزتي
دمتِ بكل سعادة وفرح
.
:icon20:

سيرين 06-20-2016 02:23 PM

لوحة عميقة التفاصيل
حد التورط بأسرار الغيم وضجيجه المتمرد بفقدان تأشيرة التلاقي
قد يضيق الدرب بإتساع البصيرة لكننا سننجو بأنفسنا
نص مميز امتلك الوجد وكنا له بكامل الدهشة إصغاءاً
سلمت يمناك مبدعتنا مريم الخالد
لروحك باقات الود والفرح



\..:icon20:

رشا عرابي 06-20-2016 02:58 PM

ربما؛
والمفارقة موجعة بين ما كان وما قد يكون وما هو كائن

تمرنا الأشياء ندخر منها الكثير في حين لا تكاد تذكر لنا هنيهة عبور !!

والصدف خيط من حبور، لكنها قد لا تحتوينا في ذات توقيت حاضر
فتكون كما المرار يتكوم في الحناجر بماء على هيئة بكاء

مريم الخالدي
لبوحك قرب شفيف يسكن ولا يغادر
بعضه يحكينا والبعض الآخر مرايا من الحرف تعكس فر ربكة التأويل
مآقينا

لك التحايا ورد وود بك لائقة يا حبيبة

عائشة العريمي 06-21-2016 01:25 AM

جميل ما خطت اناملك


الساعة الآن 09:32 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.