منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الشعر الفصيح (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   ما جا به السِّـحْرُ (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=42265)

م.رضوان السباعي 07-01-2020 10:24 PM

ما جا به السِّـحْرُ
 



فليسَ ينفعُ صبرٌ عنكِ أو جـَلـَدُ
أوْ يَمنعَنَّ مَراميْ عن لِقاكِ غـَدُ

بالأمس قد ضاق وِجداً ناظري و بهِ
لم تسطعِ اليومَ تكميمَ العُيونِ يدُ

قلبي مشيدٌ ولا تعيى ملامِحُـهُ
شُـدَّت أياديهِ لا يعرى بهِ مَسـَدُ

أو تجفلِ الريحُ- ما ضرُّ الحصونِ وفي
مُتونِها من حديدٍ قبضةٌ - وعدو

يغدو مهاباً وقد سـُلَّ الفؤادُ كما
من غمدهِ البرقُ يعلو في المدى الرَعـَدُ

فما اصطباري كمن لا ذاق أسهمَها
ولا أصابته ُعمداً فهْيَ لي مَدَدُ

سهمٌ تعنـَّى على سهمٍ على عجلٍ
أصبنني مالَها في فتكها أَمـَدُ

والأعينِ الدعجِ تصطاد القلوبَ ولا
تـُبقي لها مستقراً حين تنفردُ

فأوقدتْ هندُ شمساً صرحَ أوردتي
-وهيلمانٌ - له من روحها جَسـَدُ

وآنستْ في ضلوع الطين حين أوتْ
عرشٌ له صولجانٌ مالَهُ عـَمـََدُ

حراسـُهُ يتقون الزمهريرَ بهِ
وينتقي قبساً من ناره البَـرَدُ

أبوابُـهُ صـُفَّدتْ إلا التي عندها
ماالقلبُ ألفى وفي الأنفاسِ ما يَجـِدُ

تمشي الهوينا وعن ساقيها قد كشفتْ
وصوتُ خِلخالِـها في الأرض يَحتشِـدُ

لها وشاحٌ تَـبدَّى سِترُهُ وبهِ
عن جسمها شَفَّ في أنوائهِ الرَغَدُ

بيضاءُ من غير سوءٍ ليس يحجبُها
عني غروبٌ -كبـِيضِ الهندِ- أو عـُقَدُ

فلتدلِفي الآنَ ولْأُسقيكِ رهبتيَ
المُـثلى التي لم تذقها رغبةً أَحـَدُ

وما تيسَّر منها حينما دلفتْ
وقد تكشَّفَ من أكتافها السَّـبَدُ

ممشوقةُ القدِّ لمَّا شاكلتْه يدي
عن فتنةٍ قُلتُ شاءتْ هاكِ ما تَعـِدُ

مِن جِيـْدك الخمرُ تسقينيهُ مُترعَهُ
والكأسُ منِّي مُدامٌ ،فيكِ مُلتـَحـَدُ

ولا تماهى سوانا والأكفُّ على
عناقها نتسامى حين نَتـَّقِد ُ

أرواحُنا خُشـَّعٌ لا شيء يشعرُنا
بِنا سوانا ولا يجفو بها الزَّبـَدُ

أُنسيكِ أنفاسَكَ العَجلى على قُـبَلٍ
حـرَّى عليك ومنها لستُ أقتصِـدُ

أفواجُها جِئن في أنفاسها وَجـَلٌ
كهاربٍ حيثُ لا مأوى ولا سَـنـَدُ

فمن لها حينما تخلو ولم يزلِ
المُقامُ يحلو بها والحِلُّ والبَـلـَدُ

ما جا به -السِّـحْرُ- هذا الشِعرُ إنَّ لهُ
-وليس ينفكُّ- جُندٌ مالَها عَـدَدُ

من عين هاروما أبوابٌ فـُتِحْن وقد
تلبـَّستْ سطوةً -من سحرها- المَرَدُ

فاستحضرتك الطقوسُ الْ -في دمي اتخذتْ
وعنك مـُتـَّكَـأًَ مني لها-اللـُّبَدُ

ما غير -سمعَكِ -صوتي قَطُّ يُرشدُه ُ
وروحُك الآنَ والأنفاسُ تـَرتـَعِدُ

آوى إلى الكهف وعيٌ لا تُزاورُهُ
شمسٌ وليس له مأوىْ ولا مـُهـَدُ

ما يهتدي -غيرَ نجوى ما تراودُهُ
مآربيْ بهِ منكِ- وهْوَ لا يَـجِد ُ

والحـِسُّ غادٍ بوادٍ قد غدى أَثـَراً
ما فيهِ -مِن بعدِ عين-ٍ أو لهُ عَهِدُوا

فلا يُرى اسمُكِ قد مـَسَّ الظلامُ به
مالبدرُ في ألْـيَلِ الظـَّلماءِ يُـفْـتـَقَـد ُ


30 يونيو 2020
م/رضوان السباعي

ــــــــــــــــــــــــــــــ
المسدُ: ما أُجيدَ فتلُه
اللـُّبَدُ :ما لا ينفد لكثرته
السَّـبَدُ : القليل منه









حمد الدوسري 07-01-2020 10:49 PM

والأعينِ الدعجِ تصطاد القلوبَ ولا
تـُبقي لها مستقراً حين تنفردُ

فأوقدتْ هندُ شمساً صرحَ أوردتي
-وهيلمانٌ - له من روحها جَسـَدُ

وآنستْ في ضلوع الطين حين أوتْ
عرشٌ له صولجانٌ مالَهُ عـَمـََدُ

حراسـُهُ يتقون الزمهريرَ بهِ
وينتقي قبساً من ناره البَـرَدُ

أبوابُـهُ صـُفَّدتْ إلا التي عندها
ماالقلبُ ألفى وفي الأنفاسِ ما يَجـِدُ

تمشي الهوينا وعن ساقيها قد كشفتْ
وصوتُ خِلخالِـها في الأرض يَحتشِـدُ

لها وشاحٌ تَـبدَّى سِترُهُ وبهِ
عن جسمها شَفَّ في أنوائهِ الرَغَدُ

بيضاءُ من غير سوءٍ ليس يحجبُها
عني غروبٌ -كبـِيضِ الهندِ- أو عـُقَدُ


هذا مايميز العمودي عن الحر في نظري
رنة القوافي وأجراس الموسيقى العذبة
وتسلسل الجمال كجدول ينساب تحت أوشال البيان
قصيدة كلاسيكية رصينة وجميلة أخي رضوان مع إنك في الشعر الحر
أفضل لله درك شاعرنا الجميل🌹

قايـد الحربي 07-01-2020 11:51 PM

:
:
رضوان السباعي
؛
بحَبْكٍ و سبْكٍ يحيك شعراً متفرداً من وزنه حتى
قافبته ، يسيل عذوبةً بالغة الطهر .
؛
شكراً لكرم حضورك

سيرين 07-02-2020 01:43 AM

ليس بغريب
ان تتخذ " هند " موقعها من الشعر وقد اصطفت من اجلها القوافي
بعثاََ يتهجد المطر حياة ونبضاََ
دام سحر حرفك شاعرنا الالق مكتنزاََ لآليء الابداع
مودتي والياسمين

\..:34:

م.رضوان السباعي 07-05-2020 08:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمد الدوسري (المشاركة 1172170)
والأعينِ الدعجِ تصطاد القلوبَ ولا
تـُبقي لها مستقراً حين تنفردُ

فأوقدتْ هندُ شمساً صرحَ أوردتي
-وهيلمانٌ - له من روحها جَسـَدُ

وآنستْ في ضلوع الطين حين أوتْ
عرشٌ له صولجانٌ مالَهُ عـَمـََدُ

حراسـُهُ يتقون الزمهريرَ بهِ
وينتقي قبساً من ناره البَـرَدُ

أبوابُـهُ صـُفَّدتْ إلا التي عندها
ماالقلبُ ألفى وفي الأنفاسِ ما يَجـِدُ

تمشي الهوينا وعن ساقيها قد كشفتْ
وصوتُ خِلخالِـها في الأرض يَحتشِـدُ

لها وشاحٌ تَـبدَّى سِترُهُ وبهِ
عن جسمها شَفَّ في أنوائهِ الرَغَدُ

بيضاءُ من غير سوءٍ ليس يحجبُها
عني غروبٌ -كبـِيضِ الهندِ- أو عـُقَدُ


هذا مايميز العمودي عن الحر في نظري
رنة القوافي وأجراس الموسيقى العذبة
وتسلسل الجمال كجدول ينساب تحت أوشال البيان
قصيدة كلاسيكية رصينة وجميلة أخي رضوان مع إنك في الشعر الحر
أفضل لله درك شاعرنا الجميل🌹


حمد الدوسري
لروحك جزيل امتناني أيها البهي


م.رضوان السباعي 07-05-2020 08:52 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قايـد الحربي (المشاركة 1172178)
:
:
رضوان السباعي
؛
بحَبْكٍ و سبْكٍ يحيك شعراً متفرداً من وزنه حتى
قافبته ، يسيل عذوبةً بالغة الطهر .
؛
شكراً لكرم حضورك


قائد الحربي

لجمالك بيلسان الشعر أيها النقي


م.رضوان السباعي 07-06-2020 10:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيرين (المشاركة 1172193)
ليس بغريب
ان تتخذ " هند " موقعها من الشعر وقد اصطفت من اجلها القوافي
بعثاََ يتهجد المطر حياة ونبضاََ
دام سحر حرفك شاعرنا الالق مكتنزاََ لآليء الابداع
مودتي والياسمين

\..:34:

سيرين
تتأنق القصيدة بك حين تتنزلين ودقا من عطر

خالص الود وساكورا


الساعة الآن 05:26 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.