منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد المقال (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   قف للمعلم (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=18841)

ذياب العسكر 07-09-2009 10:47 AM

قف للمعلم
 
بسم الله الرحمن الرحيم

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

-
-

جميعنا تعلمنا ألف باء الأبجديّة العربية في مدارس الدّولة ، وكلّ منّا لازال يحتفظ بالكثير منْ الذّكريات و بعض ملامح منْ حياته الدّراسيّة ، وبعد سنين طوال إنتهينا بها عنْ الدّراسة ، يكون بعضنا محظوظا لو أنّه إلتقى فيما بعد بواحد منْ أساتذته .. !!
وأنا واحد منْ هؤلاء الطّلبة الّذين أراد الله أن يكونوا منْ المحظوظين بالتّواصل مع واحد منْ خيرة الأستاذة الّذين تعلّمت على أيديهم ليس فقط الأبجديّة ، إنّما حتّى المبادىء الحميدة ، والكثير منْ الأخلاق الكريمة .. فَحُقَّ عليّ أنْ أُقدّم له هذه الكلمة :
-
-

قف للمعلم ..

قبلة وداع على جبين مربٍّ فاضل ، و كلمة شكر صادقة إلى منْ : علمنيّ حرفاً ، وهو الأستاذ و الشّاعر : عبدالغني أحمد الحداد ، و الّذي كان أستاذا ليّ في مادة اللغة العربيّة للصّفّين الدّراسيّين الأوّل و الرّابع المتوسّطين لعاميّ ( 1982_1985 ) ورغم الإنقطاع بيننّا منْ تلك الفترة إلى ما بعد الغزو الصّداميّ الغاشم للكويت ، و تحديدا في السّنوات الثّلاث الأولى على التّحرير ، إلتقيت به مجدّدا وعنْ طريق المصادفة ، و الّتي أدّت فيما بعد إلى المزيد منْ لقاءات التّواصل فيما بيننّا ، و بكلّ محبّة وصداقة متبادلة ، ومكانته عندي كمربٍّ فاضل ، و أستاذ أكاديميّ ، وشاعر عظيم ، لم تأتِ بعد هذا التّواصل ، ولكن كان له تأثير كبير منذ صفوف الدّراسة ، ولم تمحَ منذ ما يقارب 24 عاما ، و هيّ المكانة الّتي يجب أنْ يكون عليها منْ يحمل الخصال و المزايا الّتي تؤهّله لأنْ يكون " قدوة " يحتذى بها ، و كيف لايكون بهذه المكانة السّامية ، وهو الّذي قدّم 35 عاما منْ عمره في التّعليم كرسالة مؤتمن على تأديتها ، وليست مجرّد مهنة ..
و بكلّ تأكيد قد قدّم الكثير طوال هذه السّنوات منذ أنْ كان مدرّسا بين تعليم منهجيّ وتلقين تربويّ ، حتّى أصبح موجّها أوّل بالتّربية و التّعليم .. وبعد كلّ هذا العطاء المثمر ، وبعد أنْ قدّم رسالته التّعليميّة بأعلى نسبة منْ الكفاية هو وأمثاله منْ المُربّين الأفاضل ، فقد " أقام التّوجيه الفنّيّ للغة العربيّة بالإدارة العامة للتّعليم الخاص برعاية الموجّهة الأولى الأستاذة : مكيّة الحاج ، حفلا لتكريم الموجّهين الأستاذ: عبدالغني أحمد الحداد ، و الأستاذ فؤاد عبدالفتاح الحداد ، وذلك بمناسبة بلوغهما السّن التّقاعديّة " .
وأنا كواحد منْ طلبة الأستاذ : عبدالغني الحداد ومنْ القلّة منْ تلامذته الّذين حظوا بالتّواصل معه تواصل طالب وأستاذه ، فبالأصالة عنْ نفسيّ ، و نيابة عن بقيّة طلبته ، لا أمتلك إلّا أنْ أكرّمه بهذه القبلة على جبينه السّامي ، و ككلمة حقّ ، وشكر كبير وإمتنان لمنْ علمنيّ حرفا ، وأنّ مكانه بالقلب كبير ، ومكانته حاضرة عنديّ بالصّدارة ، وذكراه الطّيّبة لن تأتي إلّا فواحة بما هو عليه ، وبصمته ستبقى واضحة و متجدّدة فينا ، وأثره لنْ يزول بمجرّد تقاعده وظيفيّا ، لكن سيكون باقيا كأحد رموز التّربية المعاصرين لنا ، وكفكر و مرجعيّة قيمة ، و أسمه باقٍ في وطنه الكويت حتّى لو عاد إلى وطنه الآخر .. وأثق تماما بأنّ كلّ منْ يعرفه عنْ كثب وتعامل معه بشكل مباشر ، يعرف أنّه استاذ خلّاق ومتطلّع ، و لم يكن متشائما أو محبطا ، وإبتسامته الّتي عرفته بها منذ " أوّل متوسّط " هيّ نفسها الّتي أراها في كلّ لقاء معه إلى يومنا هذا .. وحتّى في إحتفال نهاية خدمته الّذي أقيم لأجل تكريمه ، أثبت بها إنسانيته ورقيّه ، وروح الإخلاص لديه و الوفاء ، وذلك حين قام بإلقاء قصيدة شعريّة نبيلة ، جاءت كرسالة سامية مكملة لرسالته التّعليميّة ، وإضاءة منْ إنسان ذي تجربة وخبرة طويلة ، فقدّم بقصيدته مسيرة الطّموح منْ شرارة الشّباب حتّى دفء المشيب ، و العمل بجهد صادق منْ عنفوان العطاء حتّى النّضوج والقطاف ، وكانت بشكل واضح وعميق ، ومنْ رأس حكيم متواضع شخصيّا ، وراقٍ أخلاقيّا و فكريّا ، كانت قصيدة نهاية الشّوط كما أسماها إضافة أخرى على رصيد 35 عاما منْ عطاء هذا المُربّيّ الفاضل ..
وهذه قبلة وداعيّ على جبينه ، وكلمة الشّكر القليلة جدّا بحقّ منْ علمنيّ حرفا ..
فلك منّيّ بياض الشّكر ونقاء الإمتنان أستاذي الكريم : عبدالغني الحداد ، وبارك الله فيك ولك ورعاك منْ كلّ شرّ ومكروه يا أبا علاء ..

-
-

ذياب العسكر ..
نشر في جريدة الأنباء ، اليوم الخميس 9/7/2009 ..
-
-
شكرا للأخ الشّاعر والصّحفيّ : هيثم السّويط لإهتمامه الكبير في نشر هذا المقال ..

-
-

ذياب العسكر 07-09-2009 10:49 AM



قصيدة : نهاية الشوط ..

[poem=font="simplified arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بالأمس جئـت وأيـام الشبـاب زهـت..=غصونها، وتـراءى النـور والزهـر
واليـوم بـت وحيـدا حامـلا أمــلا..=قد شاخ ، والدهـر لايبقـي ولا يـذر
واليـوم ترحـل لا نـور ولا زهــر=وفي اليديـن إرتجـاف، جـرّه الكبـر
والشيب يغزوك، والضعف الذي إرتعشت..=لـه اليدان،وماتأتـي بــه الـنـذر
تلـك السنـون التـي مـرت كأخيلـة=أضحت رمادا ، ويهوي غصنها النضر
هوّن عليك ، فما زال الوفـاء هنـا..=يرنو إليـك بطـرف كلـه عبـر
هوّن عليك ، ففي هذي العيون زهت..=رؤى من الود بالإخلاص تأتـزر
هنا أحبـاي ، هاهـم لـن أسميهـم=فهم بعمري شمـوع ليـس تندثـر
هنـا تـودع أحبـاب علـى مقـة=لتلتقـي غيرهـم بالوجـد ينتظـر
لم أغترب ، وطني الثاني الكويت به..=وجدت أهلا وأحبابـا لهـم أثـر
أعود من وطني .. أمضي إلى وطني=هما الحبيبان فـي قلبـي ، وأفتخـر
من بين أهلي ، إلى أهلي مغادرتـي=ومن أحبـاي للأحبـاب لـي سفـر
يبقى الوفاء لكم ، في القلب منزلكـم..= أسمى مقام ، ويبقى الود ينهمـر
مكيـة الخيـر لا أنسـى عوارفهـا=تأسـو همومـي وآلامـي فتندحـر
مكية الخيـر فـي رفـق تعاملنـي=اكرم بهـا خلقـا كالطيـب ينتشـر
وكلكم ذكريـات سـوف أحضنهـا=كنز بقلبي وأعماقـي هـي الـدرر
فلتعذروني إذا قصـرت مـن كبـر=أو إن اسأت فعـذري أننـي بشـر
أني سأذكركـم مـادام بـي رمـق=وإن مت فأذكروني تحينـي الذكـر[/poem]

شعر الأستاذ : عبدالغني الحداد ..

-

-

عبدالله العويمر 07-09-2009 06:29 PM

وفَاء ٌ لَيْتَه يكُون فِي نُفُوس كُل مَن تَعلّموا لِمُعَلّميهِم

كُل الشّكر

أكرم التلاوي 07-09-2009 11:16 PM

ذياب العسكر


وفاء مستحق أديته ُ بكل جمال وروعه

فالمعلم له ُ مكانه عظيمه لا ندركها إلا حين نكبر ونعلم مدى فضله علينا في السابق

شكرا ً على هذا النقاء يا ذياب


لك ودي

فرحَة النجدي 07-09-2009 11:24 PM

أنت نبيل يا أ. ذياب و وفي ،
لِ يحفظ الله بينكم هذه المودة ..

دمت راقيا ..

ذياب العسكر 07-20-2009 07:52 AM

ّ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله العويمر (المشاركة 488765)
وفَاء ٌ لَيْتَه يكُون فِي نُفُوس كُل مَن تَعلّموا لِمُعَلّميهِم

كُل الشّكر

عبدالله العويمر ..

-
-


اهلا وسهلا بك أخي الكريم ، ومرحبا بحضورك الطّيّب ، وبما تفضّلت به من سموّ أضاف على المنشور مدى آخر منْ الجمال ..
وتأكّد بأنّ الغالبيّة العظمى منّا ، وبعدما تمضي السّنوات ، سيتذكّرون أستاذتهم بالخير ، وربّما يصل الأمر أنّهم يتمنون أنْ يقابلوهم منْ جديد ليقدّموا إليهم باقات الشّكر والإمتنان على مانالوه منْ تعليم على أياديهم حتّى لو لم يثمر هذا التّعليم ، لكن تبقى مكانة المعلم سامية وراقية ، ومهنة التّدريس مهنة إنتاجيّة تعود بالتّقدّم والتّحضّر للأمّة من خلال تعليم وتربية وتقويم النشء ، فهو عماد المستقبل وباني الوطن ..
كم أسعدنيّ منك هذا المرور الطّيّب ، فـ لك منّيّ جزيل الشّكر وعظيم الإمتنان يا : عبدالله العويمر ..

-
-

مَعَ الْمَوَدّة وَ التّقْدِيْر
..

-
-


الساعة الآن 05:03 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.