أنا بخير !
أنا بخير ! بعد ليالٍ من الفُراق والخِصام , أرسلَ لها : كيف أنتِ ! قالت : أُرتب الحنين , فأتحمله , ولا أحتمله , وأنت ؟ قال : نسيتكِ ! ________________ ما عاد الحنين يشـُدني من كتفي - اتصل بها - لا ولم يعد وقتي مـُقـّسم إلى حزوز : أنتِ , وأنتِ , وأنتِ فقط ! صار للأصدقاء مـُتسع لدي , واكتشفت أن في الحياة مزيد من الحياة , كان يلزمني هذا الفراق لأعيش ! صِـرتُ أطفئ الليل باكراً , وأغلق مفاتيح المطر , أنفُـضُ سـِرب الذكريات عن كتفي وأرمي جسدي المتثاقل كمن يرمي حجر نرد . أسفل جفني علّـقتُ ورقة كـُتب عليها : " أقوى خصوم العاشق كرامته " أتأمـلُـها كلما اهتز سرير الحنين , فأرفضُ كل فكرة تدفعني للاتصال بكِ . أخيراً تنفس الشوق , أخرجته مني , أجلسته بقربي واستراح , أغريتهُ بالسجائر والثرثرة , وأخبرته كم سرقني ! أصبحنا نتزاور أنا وهو و دار بيننا حديث ومدّ من العـِتاب واتفقنا أن لا ينخرني او يـُذكّـرني بكِ , ولا يـُحرّض جدران غرفتي لتُـشير إليكِ , و هـَرعنا مرات ومرات لنسـُد فتحات الحنين كي لا تسيلين منها ! صار يتجاهلني ساعي البريد , فلا رسالة , ولا إيميل , ولا مسج يقدح عتمة عُـزلتي , فـ تحوّشت كل برودة العالم في جيبي . على عتبة الفراق , جلستُ أُدخن أيامي على مهل , لا يعنيني ألف سبب لعدم تواصلك معي ولم أفكر بألفين عـُذر لأرجوحة مزاجك ! سرّحتُ غُـرّة أحلامي ولملمت الوهم وأهديته لعاشق مبتدئ , أشفقتُ عليه إذ تيقنت كم سـيُـشبهُـني . في الليل أخلعُ ما يُـذكرني بكِ , كما يخلع عجوز أسنانه المستعارة قبل النوم . تعافيتُ تماما منذ أدرتُ ظـَهري عكس عقارب الحكاية ! مؤخراً قرأت لـ ( ريلكه ) ولم أفكر مشاركتك جنونه , كنت أسُـفُّ طحين كلماته سـَفـّاً وأُقنعُ نفسي أنه محض أدب نيئ ! لستِ فاتحة نهاري , أصبحتِ - فكرة – تأتين مع غـَبش النـُعاس وتتركين حُـلمي منتفخ الجفون ! بـِـتُ أعرف كيف أمـُدّ جدار عِـنادي وأتجاهل قرنفلك , فقد نـَبت لقلبي جناحين أُنادي عليه و يلتفت : أغلق العـُمر .. ليس هناك ما نحرسه ! أوصدتُ سماء المواعيد خلفكِ , فـ اطمئني .. التهمني الروتين وبات انشغالي أكبر من غيابك . , , تسألين : كيف أنا ! ألا ترين : بـِـتُ ! وأصبحتُ ! وصرتُ ! بأحمر اشتياقي سجـّلتُ ألف كذبة في دفتر الفراق لأمحو آثار عينيكِ وسـِر ضحكتك , وبحة صوتكِ لكن ! ... بقي أن لا أُنادي كل امرأة أقابلها باسمك ! وفيما عدا ذلك .... نسيتكِ ! _________________ سيُنشر هذا النص بجريدة الدستور الأردنية في عدد الجمعة القادم بإذن الله |
هو السرد الشفيف حينما يتوارد إلى القلم، فيكون بهكذا جمال. سهير السميري، لن أكتفِ بهذا المرور، فلي حضور آخر بقراءة نقدية كاملة للنص. فشكرا لكِ، تحياتي |
اقتباس:
سهير بكل سطر كان الشّعور هنا عمق وصوت .. تحيّة برائحة الزيتون :34: |
سهير
أوقدتي لنا في الليل شمعة فحيينا الظلام تحية عطرة |
كم هو كريم معي أبعاد .. يأتي بالأقلام الجميلة والصباحات المدهشة .
لعلها أول مرة أقرأ لك .. حقيقة هناك دهشة الفكرة .. دهشة السرد .. والمعاني الجميلة التي ترافق سردك .. فتجعل منها جمال أترقب أن أقرأه ثانية . دمت بكل الخير والجمال تحيتي وتقديري |
سهير السميري... كان لي هذا الصباح افتتاح القراءة بنصك....
هل أقول كم هو موجع؟؟ رشفته حقا مع قهوة الصباح ولم أرتو من قراءته الأولى...لذا أظنني سأعود ... تحياتي |
أواه من الذكرى حين تكتسح النسيان فتمر عليه كطوفانٍ لا يترك خلفه سوى الدمار اقتباس:
سهير .. أصفقُ لكِ احتراماً لهكذا نص |
سهير : تتركني الدهشة عالقة بين تلك المشاعر التي ترجمتِها بصور أروع من خيال الخيال
تكتبين بلغة ساحرة ياسهير تستحقّ تلك الحروف أن تُكتب بذهب الشمس ولجين القمر تقديري |
الساعة الآن 09:15 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.