منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   أنا بخير ! (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=29947)

سهير السميري 03-31-2012 11:52 PM

أنا بخير !
 

أنا بخير !

بعد ليالٍ من الفُراق والخِصام , أرسلَ لها : كيف أنتِ !

قالت : أُرتب الحنين , فأتحمله , ولا أحتمله , وأنت ؟

قال : نسيتكِ !

________________


ما عاد الحنين يشـُدني من كتفي - اتصل بها - لا ولم يعد وقتي

مـُقـّسم إلى حزوز : أنتِ , وأنتِ , وأنتِ فقط !

صار للأصدقاء مـُتسع لدي , واكتشفت أن في الحياة مزيد

من الحياة , كان يلزمني هذا الفراق لأعيش !

صِـرتُ أطفئ الليل باكراً , وأغلق مفاتيح المطر , أنفُـضُ سـِرب الذكريات

عن كتفي وأرمي جسدي المتثاقل كمن يرمي حجر نرد .

أسفل جفني علّـقتُ ورقة كـُتب عليها : " أقوى خصوم العاشق كرامته "

أتأمـلُـها كلما اهتز سرير الحنين , فأرفضُ كل فكرة تدفعني للاتصال بكِ .

أخيراً تنفس الشوق , أخرجته مني , أجلسته بقربي واستراح , أغريتهُ بالسجائر

والثرثرة , وأخبرته كم سرقني ! أصبحنا نتزاور أنا وهو

و دار بيننا حديث ومدّ من العـِتاب واتفقنا أن لا ينخرني

او يـُذكّـرني بكِ , ولا يـُحرّض جدران غرفتي لتُـشير إليكِ , و هـَرعنا مرات

ومرات لنسـُد فتحات الحنين كي لا تسيلين منها !

صار يتجاهلني ساعي البريد , فلا رسالة , ولا إيميل , ولا مسج يقدح عتمة

عُـزلتي , فـ تحوّشت كل برودة العالم في جيبي .


على عتبة الفراق , جلستُ أُدخن أيامي على مهل , لا يعنيني ألف سبب لعدم

تواصلك معي ولم أفكر بألفين عـُذر لأرجوحة مزاجك ! سرّحتُ غُـرّة أحلامي

ولملمت الوهم وأهديته لعاشق مبتدئ , أشفقتُ عليه إذ تيقنت كم سـيُـشبهُـني .


في الليل أخلعُ ما يُـذكرني بكِ , كما يخلع عجوز أسنانه المستعارة قبل النوم .

تعافيتُ تماما منذ أدرتُ ظـَهري عكس عقارب الحكاية !

مؤخراً قرأت لـ ( ريلكه ) ولم أفكر مشاركتك جنونه , كنت أسُـفُّ

طحين كلماته سـَفـّاً وأُقنعُ نفسي أنه محض أدب نيئ !

لستِ فاتحة نهاري , أصبحتِ - فكرة – تأتين مع غـَبش النـُعاس

وتتركين حُـلمي منتفخ الجفون !

بـِـتُ أعرف كيف أمـُدّ جدار عِـنادي وأتجاهل قرنفلك , فقد نـَبت لقلبي جناحين

أُنادي عليه و يلتفت : أغلق العـُمر .. ليس هناك ما نحرسه !

أوصدتُ سماء المواعيد خلفكِ , فـ اطمئني .. التهمني الروتين وبات

انشغالي أكبر من غيابك .

,

,

تسألين : كيف أنا !

ألا ترين : بـِـتُ ! وأصبحتُ ! وصرتُ ! بأحمر اشتياقي سجـّلتُ ألف كذبة

في دفتر الفراق لأمحو آثار عينيكِ وسـِر ضحكتك , وبحة صوتكِ

لكن ! ... بقي أن لا أُنادي كل امرأة أقابلها باسمك !

وفيما عدا ذلك .... نسيتكِ !

_________________

سيُنشر هذا النص بجريدة الدستور الأردنية في عدد الجمعة القادم بإذن الله

إبراهيم بن نزّال 04-01-2012 02:26 AM


هو السرد الشفيف حينما يتوارد إلى القلم، فيكون بهكذا جمال.
سهير السميري، لن أكتفِ بهذا المرور، فلي حضور آخر بقراءة نقدية كاملة للنص.
فشكرا لكِ،
تحياتي

مياسين 04-01-2012 02:32 AM


اقتباس:


تعافيتُ تماما منذ أدرتُ ظـَهري عكس عقارب الحكاية !
هذا السّطر غفى ونام وسيستيقظ كثيرًا بذاكرتي ..
سهير
بكل سطر كان الشّعور هنا عمق وصوت ..
تحيّة برائحة الزيتون :34:

عبدالإله المالك 04-01-2012 07:07 AM

سهير

أوقدتي لنا في الليل شمعة فحيينا الظلام

تحية عطرة

عبدالرحيم فرغلي 04-01-2012 07:37 AM

كم هو كريم معي أبعاد .. يأتي بالأقلام الجميلة والصباحات المدهشة .
لعلها أول مرة أقرأ لك .. حقيقة هناك دهشة الفكرة .. دهشة السرد .. والمعاني الجميلة التي ترافق
سردك .. فتجعل منها جمال أترقب أن أقرأه ثانية .
دمت بكل الخير والجمال
تحيتي وتقديري

ابنة الظلال 04-01-2012 07:51 AM

سهير السميري... كان لي هذا الصباح افتتاح القراءة بنصك....

هل أقول كم هو موجع؟؟

رشفته حقا مع قهوة الصباح ولم أرتو من قراءته الأولى...لذا أظنني سأعود ...

تحياتي

بدرية البدري 04-01-2012 12:00 PM

أواه من الذكرى حين تكتسح النسيان فتمر عليه كطوفانٍ لا يترك خلفه سوى الدمار
اقتباس:

تسألين : كيف أنا !

ألا ترين : بـِـتُ ! وأصبحتُ ! وصرتُ ! بأحمر اشتياقي سجـّلتُ ألف كذبة

في دفتر الفراق لأمحو آثار عينيكِ وسـِر ضحكتك , وبحة صوتكِ

لكن ! ... بقي أن لا أُنادي كل امرأة أقابلها باسمك !

وفيما عدا ذلك .... نسيتكِ
سهير ..
أصفقُ لكِ احتراماً لهكذا نص

إيمان محمد ديب طهماز 04-01-2012 03:01 PM

سهير : تتركني الدهشة عالقة بين تلك المشاعر التي ترجمتِها بصور أروع من خيال الخيال

تكتبين بلغة ساحرة ياسهير

تستحقّ تلك الحروف أن تُكتب بذهب الشمس ولجين القمر

تقديري


الساعة الآن 09:15 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.