منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   ... آيات شيطانية ... (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=7767)

عبدالرحمن الغبين 10-29-2007 09:54 AM

... آيات شيطانية ...
 
دائماً ما أحس برصاصة تخترق جسدي،
أتخيلها دائما، بل أشعر بها بعمق وأحيط بكافة تفاصيلها من دويّها الأول،
رائحة البارود،
لحظة ملامستها لجسدي. !
حرارتها وهي تتلف أنسجته وأوردته الدموية إلى أن تتجاوزني إلى اللاشيء.
الصمت،
سكون الأشياء،
وإنبثاق الدم الحار ببطء.
دهشتي،
إتساع عينيّ،
صرختي المكتومة في فمي الفاغر.
تقطيب حاجبيّ،
وحسرتي على هذه الحياة التي لم تمهلني لأكون كما ينبغي أن أكون.
تتوالى كل هذه التفاصيل التي تستغرق جزءاً من الثانية كأنها الدهر داخل رأسي، وأشعر بالألم والخوف.
وأمر بحيرة شديدة بعد أن اهدأ. أتسائل من سيطلق النار عليّ ؟
أحس بإطلاق النار يأتي من مسافة قريبة جداً دائماً.
وأتمنى دائماً ألاّ أكون أنا من يطلق النار.
وأستنكر ذلك،
لا لا ، إن كنت سأفكر بالانتحار فإنني لن أطلق النار إلا على رأسي المجنون لكي أنهي كل شيء بسرعة.
من سيطلق النار عليّ؟
أتسائل بجنون وبصراخ حاد للداخل : من سيطلق النار علي؟
أسترجع الوجوه علني أجد قاتلي،
هه، ومن يأبه بي ليتكلف عناء إطلاق رصاصة على جسد هزيل لا يساوي ثمنها.
منذ الصغر وأنا أشعر بهذه الرصاصة وأحسّ بألمها وأبكي أحياناً لعلمي بأنني سألقى حتفي بهذه الطريقة قبل أن أحقق شيئاً ما،
أو أن أكون شخصاً مهماً بالحياة، شخصاً مهماً للحياة.
من منكم لا يحلم بأن يكون مهماً ومؤثراً ؟
أما الآن زيادة على هذه الرصاصة التي لا زالت تخترق جسدي وتقتلني منذ سنوات عدة،
أصبحت شديد الهوس بالنظر إلى العروق في ساعدي حتى أنني أتخيل الدماء وهي تجري في هذه الأوعية الزرقاء،
وأتخيلها وهي تجري منها !!
وبعد أن كنت أتأمل زرقة السماء وأكتب أبياتاً بصفائها وألقها،
أصبحت اتأمل الزرقة الداكنة التي يجري بها إكسير الحياة،
التي يجري منها إكسير الموت عندما يمر بها المشرط .

عبدالرحمن الغبين 10-29-2007 10:08 AM


.. إنتحار ..

ورِيْقَكْ مُرّ،
ويِتْحَدَّرْ عَلَيْه من الدُّمُوعْ المُرّ،
إذا أسْتَعْصَتْ عَلَيْكْ إِذْكُرْ،
تَكَوُّرْك بفِرَاشَكْ والبُكَا،
[دَعْوَةْ لرَحْم الأَرْض]
هِيْ أُمَّكْ !!
تَبِي تَنْشِلْك مِنْ هَمَّكْ.

ورِيْقَكْ مُرّ،
ويِتْحَدَّرْ عَلَيْه من الدُّمُوعْ المُرّ،
وإنت تمُرّ بَـ المِشْرَط عَلَى الأَزْرَقْ،
يِفِزّ الأَحْمَرْ القَانِي،
ويِغْوِي بـ ابْتِسَامَهْ كَانَتْ الأَعْمَقْ،
ويَتْهَادَى بدِفَا ، يِسْتَرْجِعْ الذِّكْرَى،
رَنِينْ الضِّحْكَةْ الأُوْلَى،
حَمَاسَكْ لِلحَيَاةْ،
إحْسَاسَكْ إنْ إيْدَكْ هِيَ الطُّولَى،
ويِتْمَادَى بدِفَاه المُرّ،
جِفَا أَقْرَابَكْ،
وحِسْد وغِيْرَةْ أَتْرَابَكْ،
وغَدْر وقَسْوَةْ أَحْبَابَكْ،
و أصْحَابَكْ ..
وأَوْفَاهُمْ مِنْ اغْتَابَكْ،
ولا حَدّ مَدّ،
لَكْ أَيّ يَدّ،
ولا تَلْمَحْ شَبَحْ أَوْ ظِلْ لأحَدْهُمْ لا اسْتِبَدّ الجِدّ،

إذا أسْتَعْصَتْ عَلَيْكْ إِذْكُرْ،
تَكَوُّرْك بفِرَاشَكْ والبُكَا،
[دَعْوَةْ لرَحْم الأَرْض]
هِيْ أُمَّكْ !!
تَبِي تَنْشِلْك مِنْ هَمَّكْ.


ريمه 10-30-2007 03:42 AM






(( دائماً ما أحس برصاصة تخترق جسدي، )) بعيد الشر عنك :)


رائعة طرية السرد والوصف . . بصراحة نقلتي وأجوائك الصاخبة . . دماءً . . وشيطنة
وأرى في ما بين سطورك روائي " بوليسي " متميز , أجزم بتفوقك في ذلك :)






(( منذ الصغر وأنا أشعر بهذه الرصاصة وأحسّ بألمها
وأبكي أحياناً لعلمي بأنني سألقى حتفي بهذه الطريقة قبل أن أحقق شيئاً ما،
أو أن أكون شخصاً مهماً بالحياة، شخصاً مهماً للحياة
))





يعتصرني فضول لأتساءل ؛ كيف تبادر لعلمك بأنك ستلاقي حفتك هكذ ؟؟!
مجرد قناعتك بحتمية أمور لا تملك حقيقةً حتميتها قد يحد مستقبلا من الأهمية التي ترجوها مستقبلا . .







إنتـحــار




فكرة جميلة ومتميزة , والأهم طريقة الطرح والإدراج في هذا القالب الابداعي











اخوي عبدالرحمن الغبين تحياتي لكـ



خالد صالح الحربي 10-30-2007 10:33 PM

:
مُشَاكَسَة :
يَقُول العَرّاب _مشعَل دهَيّم _
[ أنْ تَمُوت بِرَصَاصَةٍ خَيْرٌ مِن أن تأكُلَكَ الْكِلاَب ] ! :)
_ وَرْدَة وَ لِي عَودة لآيَاتِك _
http://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif

قايـد الحربي 10-31-2007 03:09 PM

عبدالرحمن الغبين
ـــــــــــــــــ
* * *

آياتٌ إنسانيّة
وراياتٌ بنفسجيّة
ولغةٌ سماويّة
كم هو رائع حرفك وفكرك .

د. منال عبدالرحمن 10-31-2007 10:44 PM

..

وماذا لو أتت تلك الرصاصة من الداخل وبدلا من أن ينفر الدم من الاوردة ويفرّ من الشرايين سيتجمد بداخلها في لحظة صدمة تعادل استراق الموت من بين براثن الحياة !!



الأستاذ عبد الرحمن ..

عندما نتحد مع أوردتنا حد الهذيان .. حينها فقط يصبح للحرف حد مبضع .. وللكلمة لون الدم !


تقديري !

لمى الناصر 10-31-2007 11:44 PM

لماذا نتوق للأحمر.. وتغيبنا سماؤنا الزرقاء؟؟

نتحد مع أوردتنا وتبقى نكهة الموت شبح يطارد البقاء...

لموتك تسبيحة فجر جميلة فهل نحن مدعووون عليها؟؟

( قد اسبقك ) فلا علم لي من سيدعو من؟

لحرفك وجع وأنين في صمت الأغنية.

العـنود ناصر بن حميد 11-01-2007 08:45 PM



[دائماً ما أحس برصاصة تخترق جسدي]
هذه البداية ساخنة جداً ومؤلمة أيضاً

توقفت كثيراً
عند هذا السؤال
[من سيطلق النار عليّ؟]
هذه الحيرة المتكرره والمشبعة بإنتظار وترقب أسود
جعلتني أتسائل
أي حياة عشتها ياعبدالرحمن؟!

[منذ الصغر وأنا أشعر بهذه الرصاصة
وأحسّ بألمها وأبكي أحياناً لعلمي بأنني سألقى حتفي
بهذه الطريقة قبل أن أحقق شيئاً ما]
.
.
كتاباتك نوع من التنفيس
أنت تخرج قلقك , خوفك, خيبتك
كل مايقبع هناك بالداخل بطريقة قد تصدم لأول وهلة
لكنها تحكيك بصدق

ربما أتعلم منك هذه الطريقة
لأطلقني للخارج .. حتى أستطيع أستعادتي مرة آخرى

طبت وطابت لك الأيام




الساعة الآن 10:39 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.