منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد القصة والرواية (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=33)
-   -   رسالة إلى أمل (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=34049)

نورة الدغيلبي 08-14-2014 01:01 AM

رسالة إلى أمل
 
في إحدى زوايا قلبي تسكنين ، لم يغير الزمن من حبي لكِ شيئا ، لازلت أحمل صورتك معي في كل مكان كتميمة تحمي قلبي من الوقوع في إحداهن . حين أشتاق لك كثيرا أذهب إلى الحي الذي يسكن فيه أهلك و انتظر في إحدى الزوايا لكي ألمح أخاك الصغير الذي شاء القدر أن لا تريه ، يشبهك كثيرا وكأن روحكِ بثت فيه ، حين يضحك أكاد اقسم بأني أراكِ تضحكين ، أود لو أحتضنه لأروي حنيني بك لأشم رائحتك فيه ، ستقولين عني مجنون لكن عزيزتي أنت لا تعلمين أنك جعلتني أجن بك و فيك و عليك .
أذكر أخر يوم جيدا ، كانت الساعة الرابعة فجرا اتصلت بكِ وتحدثنا قليلا و كان صوتك يبدو مختنقا سئلتك ما بك ، أجبتني بأنك حلمتي بحلم سيء ، بالبداية رفضت إخباري و لكنك بالنهاية رضختي لعنادي ، حلمتِ بأنك كنت تجلسين بين أهلك و صديقاتك وكنت أنا أجلس بجانبك ثم دخل رجل غريب مجهول الملامح ، لم يره أحد غيرك فقلتي لي من هذا الرجل لكني لم أجبكِ، ثم أتى هذا الرجل و أخذك معه ثم بدأتي تريننا نبتعد حتى اختفينا تماماً و أصبح المكان مظلما . كنتِ يومها مفجوعة و خائفة من هذا الحلم ، طمئنتك ثم تركتك لترتاحي قليلا ويا ليتني لم أتركك .
في ظهر اليوم التالي استيقظت متأخراً و فتحت هاتفي فقرأت رسالة من صديقي أحمد يخبرني بأنه لن يستطيع القدوم لمنزلي لان ابنة عمه توفيت ، كدت أموت رعباً حين قرأت رسالته دعوت الله كثيرا أنها لست أنت ، اتصلت بك لكنك لم تجيبي اتصلت كثيرا ولكن ما من مجيب ، لم أدرِ ماذا أفعل اتصلت بأحمد عزيته ثم دعوت للمتوفية حاولت أن أعرف إن كنت أنت لكن لم أستطع، كل ما أخبرني به هو أن ابنة عمه نامت وحين أتت أمها لتوقظها وجدتها ميتة. قررت الذهاب إلى منزلك، اتجهت مسرعًا لم يغادر بالي تفاصيل وجهك ، لا تموتي وكيف لك أن تموتي، وأنا أحبك، أرجوك ابقي حية أرجوك، دار ببالي أخر مكالمة لنا أيعقل بأن هذا تفسير حلمك ؟ لا لا أنت لم تمُتي ، شعرت بالدمع ينهمر مسحته بطرف شماغي ولكن لم أستطع مسح خوفي من أن تكون المتوفاة أنت . دخلت حيّكم فكان مزدحمًا بسيارات على غير عادة ، اقتربت من منزلك لكن لم أستطع أن أدخل الحي أكثر من كثرة السيارات المتوقفة، أوقفت سيارتي واتجهت ركضا لمنزلك، كان مفتوحًا و يعج بالناس، اضطربت نبضات قلبي، قلت ربما ابنة عمك توفيت و نقلوا العزاء هنا ، دخلت المنزل ثم رأيت طفلًا صغيرًا سألته من مات، قال: " ابنة عمي أمل "
لم أشعر بشيءٍ على الإطلاق إسوّد كل شيء من حولي، استيقظت في غرفتي و أنا لا أذكر ماذا حدث وكيف وصلت هنا، خرجت من غرفتي فوجدت والدتي جالسة بالصالون، سألتها كيف أتيت ، قالت بأني دخلت المنزل و كان لون وجهي أصفر و الدمع ينهمر من عيني وكنت أتمتم باسم أمل، حاولت والدتي أن تعرف ما بي لكني دخلت غرفتي وأقفلت الباب.
لمَ تموتي يا أمل لمَ تركتني أنا أحتاجك كثيرا، منذ أن ذهبتِ و أنا اقضي يومي منتظرًا الموت ، أريده أن يأخذني مثلما أخذك، أكره الموت كثيرا لكني أريده، هأنا الآن أكملت عامي الخامس و الثلاثون و قد مرّ على رحيلك عشر سنوات ، لم أتزوج و لن أتزوج غيرك ، والدتي لاتزال تصر على أني يجب أن أنساك ، لكن كيف لي أن أنسى روحي ؟

أمل لترقدي بسلام، وليكتب الله لي ولكِ أن نجتمع في الجنة حيث لا يفرقنا موتٌ ولا ألمٌ، أمل سيأتي اليوم الذي يأتي ملك الموت ليأخذني إليك قريبًا فانتظريني .

عبدالإله المالك 08-14-2014 07:44 PM

تميمة الكلمات
هذه
لكن الموت غلفها من شمالها لجنوبها
حرف بارع أنيق رشيق حلفت به

لك التحية يا نورة

ساره عبدالمنعم 08-15-2014 06:46 AM

جعلت قلبي ينطق الآه
وعيني تسترق الأحداث
مبدعه
واتمنی لك مستقبل بالكتابة
القصصيه

رشا عرابي 08-15-2014 09:17 AM

يالله ما أصعب مذاق الفقد
مرارٌ لا يُستساغ

فكيف إن كان طريقاً لا سبيل له

نورة أبدعتَ وربي في سردٍ يسوق للمآقي دموع

سلم الفؤاد من كل فقدٍ وألم يا أخي

نادرة عبدالحي 08-19-2014 01:04 PM

رسالة محبة وإخلاص مؤثرة جدااا
تجذب قارئها وتأخذه لتفاصيل دقيقة
فبناء الحدث له تميز وتطور أن براعة
البداية الحبكة والنهاية جميعها مترابطة فبراعة الاستهلال تشد القارئ إلى متابعة الأحداث التالية،
ويكفي تواجد الوفاء النادر
سلمت الأيادي والفكر النير


الساعة الآن 09:13 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.